جمود أهل العقائد وديناميكية رواد العلم

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 6350 - 2019 / 9 / 13 - 21:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

قرأت، من باب الصدف وبالتتابع، مقالين في مجالين ولغتين وطريقتي تفكير مختلفتين ومتباينتين من جميع الجوانب:
الأول-مقال بعنوان“سلام عادل .. الاستثناء في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي” بقلم حارث رسمي الهيتي في الحوار المتمدن.
الثاني-مقال بعنوان "وداعاً للزمكان: هل حان الوقت لتحرير الفيزياء من تراث أينشتاين؟"* في مدونة (NewScientist)
وبعدها وجدت نفسي أمام مشهدين:
المشهد الأول- مشهد تتصف بالجمود والابتعاد عن اعتبار التأريخ منهل لإستخلاص العبر والدروس وتقييم الشخوص وأدوارهم بصورة موضوعية لأجل معرفة مواضع الوهن والقوة إعتماد على منهج بحثي مبني على تحليلات و أسانيد معتبرة، بدلاً من الاعتماد الكلي على روايات: قال فلان وعلان إعتماداً على فلان ليأتي بعدهم يروي الدكتور أو البروفيسور ملان اعتماداً على فلان وعلان من دون مراجعة معمقة لما حدث من جميع جوانبه؛ العلنية والخفية، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بمكان جغرافي كان جزءً من كولونيالية ثقيلة، مدعومة بالعلم والمعرفة، عرفت كيف تهيء مستعمراتها لتصبح مناطق نفوذ لا تعرف الاستقرار والتطور الحقيقي بعد انسحابها.
لقد أعانني المقال الذي نشره عبيد العبيدلي في جريدة الأيام البحرينية بعنوان "اجترار التاريخ والتخندق في قوالبه!" في فهمٍ أعمق لهذه الظاهرة.
المشهد الثاني- يتصف بالديناميكية والمرونة والإحاطة بالمسائل من جميع الجوانب دون سد الأبواب أمام إحتمالات و إكتشافات جديدة تتجاوز القديمة لفهم الكون الذي نعيش فيه وفك ألغازه، والإقرار بحدوث أخطاء: "تعمل الفيزياء على تقليل الألغاز، تكاثرها الحالي دليل على أننا أخطأنا".
ترجمة، بقليل من التصرف، للمقال الذي وضعني وجهاً لوجه أمام المشهد الثاني:
وداعاً للزمكان: هل حان الوقت لتحرير الفيزياء من تراث أينشتاين؟
يتعارض إطار أينشتاين للكون-الزمان والمكان، مع نظرية الكم. إن التغلب على هذا التعارض وغيره أمر حيوي لكشف الطبيعة الحقيقية للكون.
الفيزياء الأساسية في صدمة، تُوقِفْ برنامجها الإرشادي، لتفسير الأشياء عن طريق اختراع جسيمات أكثر من أي وقت مضى، وترك 95.4 في المائة من المواد الموجودة في الكون غير مفسرة - مجالي المادة المظلمة والطاقة المظلمة( لا نعرف ما الذي يجعل الكون تتمدد اسرع واسرع، ولكن تم تسميتها بالطاقة السوداء). علاوة على ذلك، فإن النظرية الأساسية للواقع المجهري الذي يخدمه الفيزياء، نظرية الكم، تقدم الواقع بصيغة لا يمكن لأحد أن يلتف حوله. أوه، لا تلعب نظرية الكم الكرة مع النظرية الكبيرة الأخرى للفيزياء الحديثة، النسبية العامة لآينشتاين.
نعم، أينشتاين: لا يمكنك، بطريقة أو بأخرى، تفادي النسيج الذي أنشأه أينشتاين لاجل السعي للحصول على إجابات جديدة على السؤال الازلي حول ماهية الزمان والمكان( ببساطة الزمان ـ المكان هو الكون الفيزيائي الذي نتواجد فيه نحن وكل شيء أخر)، يتعين على الفيزيائي النظري شون كارول أن يواجه إرث آينشتاين حول نسيج عالي المرونة، الذي يرتكز عليه النسبية العامة. بمفارقة لذيذة، تستدعي أفكار كارول الجديدة من بنات أفكار آينشتاين ، ولكن أحد الأفكار التي ابتكرها للتخلص منها: التشابك الكمومي quantum entanglement ، الذي سخر منه آينشتاين باعتباره "فعل شبحي عن بعد".
كان آينشتاين مكتشف النظرية النسبية العامة وأكبر منتقد لنظرية الكم في ان واحد. قد يظهر التاريخ صواب نظرية من النظريتين أو كلتاها.
تبدو طبيعة المكان والزمان، في غضون ذلك، مكاناً جيداً للبدء في تصنيف كل شيء. تعمل الفيزياء على تقليل الألغاز ، تكاثرها الحالي دليل على أننا أخطأنا ، إنه شيء أساسي جداً.
كارول بعيدة كل البعد عن تخديش حوالي هذه الحديقة الدائرية. قام المنظّر لي-سمولين، مؤخرا، بعرض عمله، على هذا الموقع، الذي أوصله إلى استنتاجات مماثلة، رغم بدءه من نقطة بداية مختلفة لمحاولة توضيح عدم جدوى نظرية الكم (24 أغسطس).
بالابتعاد أكثر عن عوالم الفيزياء، تشير أفكار العالم المعرفي دونالد هوفمان إلى أن المكان والزمان مجرد أوهام تطورية قوية (3 أغسطس).
سنرى أي من هذه الأفكار صحيحة أو ضرورية بقائها فعلياً لكن، تذكر، أن هناك مخاوف مماثلة حاضرة حول أفكار آينشتاين.
*
‏ ://www.newscientist.com/article/mg24332472-900-by-bye-space-time-is-it-time-to-free-physics-from-einsteins-legacy/#ixzz5zJi1pfnp
فانكوفر-كندا

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات