غزوجياع الجنوب للشمال الغني كان حتمياً وليس فتحاً دينياً - على جدار الثورة- 230

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 6350 - 2019 / 9 / 13 - 18:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

غزو جياع الجنوب للشمال الغني كان حتمياً وليس فتحاًدينياً - على جدار الثورة رقم230 .
كان اليمنيون مهيئين نفسياً وطبقياً لإنتزاع حق الحياةمن أثرياء الشمال ولو كانوا من دينهم ..ولم تكن أية قوة تستطيع منع القبائل اليمنية الجائعة والمنكوبة من غزو الشمال بدعوة أو بدون دعوة من أحد وبنبوة أو بدونها لأن الجوع كافر _ كما المثل وسواء أعطاهم محمد عهدا بالبقاء على دينهم ودفع الجزية أم لا .
هذ العهد الذي نقضه عمربن الخطاب كما راينابتهجيره أهل نجران إلى العراق بحجة أن في الجزيرة لايسمح بوجود دينين ..لذلك كان اليمنيون القاعدة الرئيسية الصلبة في غزو الشمال وتحقيق النصر مع مسيحيي بلاد الشام والعراق الذين قاتلوا مع الغزو ..
قال الواقدي في - فتوح الشام - مايلي :(بعد دعوة أبوبكر للقبائل لغزو الشام جاءه رسوله إلى اليمن ( أنس بن مالك ) قائلاً:وحقك على الله ماقرأت كتابك على أحد في اليمن إلا إستجاب لدعوتك ..وقد تجهز في العدّ والعديد . والزرد النضيد .. وقد أقبلت إليك مبشراً بقدوم الرجال , وأي رجال ...
ثم قال ( فما كان إلاقليل حتى أشرفت الكتائب والمواكب يتلو بعضها بعضاً قوم في إثر قوم ,وقبيلة إثر قبيلة . ظهرت من قبائل اليمن حِميَر وهم بالدروع الداوودية والسيوف الهندية ..يتقدمهم القائد ( ذو الكلاع الحميَري فلما إقترب من أبي بكر أراد أن يعرّفَ بقومه شعراً فقال :
أتتكَ حِميَرُالأهلين والولد .... أهل السوابق والغالون بالرتب
أسد غطارفة شوس عمالقة... يردوا الكماة غداًفي الحرب بالقضبِ
الحرب عادتنا , والضرب همتنا ...وذو الكلاع دعا في الأهل والنسبِ
دمشق لي دون الناس أجمعهم ... وساكنيها سأهويهم إلى العطب
ثم أقبلت القبائل فأتت مذحج أهل الخيل العتاق والرماح الدقاق .وأمامهم سيدهم
قيس بن هبيرة الراوي .ثم قبائل طي يتقدمها حارث بن مسعد الطائي . ثم الأزد , وعبس , وكنانة , وكندة , وغيرها ..
أنزل أبوبكرالقبائل اليمنية حول المدينة فأضر بهم المقام الطويل وهم بؤساء في أرض بائسة وتابع الواقدي وإبن هشام صاحب السيرة النبوية شرح الموقف ..
(الوضع هكذا والناس في ضنك العيش والبؤس دون أية مساعدة .فأضرت بهم الإقامة الطويلة .من قلة الزاد و علف الخيل , وجدب الأرض فإجتمع أكابرهم عند أبي بكر وقالوا له : يا خليفة محمد . إنك أمرتنا بأمر الغزوفأسرعنا إليه , وقد تكامل جيشنا وفرغنا من أهبتنا - إستعدادنا - والمقام قد أ ضرّ بنا .لأن بلدك ليست بلد جيش , ولاحافر ولاعيش, والعسكر نازل . فإن كنت قد بدلت فيما دعوتنا إليه , فسنعود إلى بلدنا . أجابهم أبو بكر :يا أهل اليمن ومن حضر من غيرهم ..أما واللهما أريد لكم الأضرار ,وإنما أردنا تكاملكم .قالوا : لم يبقَ وراءنا أحد فأعزم على بركة الله ..قام أبو بكرمن ساعته وحوله عمر وعثمان وعلي وخرجوا إلى ظاهر المدينة لوداعهم حتى ثنية الوداع - شمال المدينة ...ومع هذا الزخم الكبير لقادة جيش اليمن . فإن أبا بكرلم يعين أحداً منهم لقيادة الجيش وولى عليهم شاباً من قريش هو ( يزيد بن أبي سفيان ) شقيق معاوية ومعه مقاتل غير معروف من قريش أيضاً يدعى ( ربيعة بن عامر ) ضماناً لسيطرة قريش على الغنائم ,هكذا كان يسيل لعاب الغزاة..على الغنائم والسبايا إذا بقيوا أحياء .والحور العين والغلمان المرد في الجنة إذا سقطوا قتلى..-
( حث يزيد السير حتى يبلغ يبلغ أطراف الشام .زفقال له ربيعة بن عامر : ماهذا السير يا يزيد ؟ وقد أمرك أبو بكر أن ترفق بالناس في سيرك ..فقال له يزيدبن أبي سفيان : إن أبا بكر سيعقدالعقود ويرسل الجيوش , فأردت أن أسبق الناس إلى الشام لعلنا نفتح فتحاً قبل تلاحق الناس بنا , فيجتمع لنا ثلاث فضائل : إرضاء الله - وإرضاء خليفتنا - وغنيمة كبيرة نأخذها فقال له ربيعة : سر الآن ولاحول ولاقوة إلا بالله .إنتهلا والبقية معروفة )
وقدسبق لنا شرح دور سكان بلاد الشام والعراق المسيحيين السريان والعرب في في القنال إلى جانب قوات الغزو للخلاص من إستبداد الإحتلالين البيزنطي والفارسي . وفتحهم المدن للغزاة سلماً ..ورغم ذلك رأينا تجاوزات خالد بن الوليد الذي أراد إستباحة دمشق رغم رفض أبو عبيدة بن الجراح الذي أكد لعمر دخول دمشق سلماً حتى أرغم عمر على عزله بهد دخولهم دمشق سلماُ...ثم جاءت العهدة العمرية " مع الأسف لتكرس الإستبداد من جديد مع الأسف وسلب من السكان الأصليين الذين قاتلوا الإحتلال مع الغزاة حق المواطنة ..لكن معاوية الذي بنى الدولة الأموية من الصفر وضع الهدة العمرية على الرف وإستنجد بالمسيحيين ليبنوا الدولة اأموية من الصفر ويصبح صهرهم بعد زواجه من الشاعرة " ميسون بنت بحدل الكلبية " والدة يزيد .

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات