أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - المسطحاتى














المزيد.....

المسطحاتى


محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: كتابات ساخرة
    


عجيب أمر قريتنا المصرية، تتطاول في البنيان وتكاد تصل إلى عنان السماء، و تترك الأرض والجذور لتطير وتحلق في الفضاء، ارتفعت مبانيها ووصلت لأعلى الأدوار قل خمسة قل ستة أو سبعة من رؤوس متراكمة فوق بعضها بلا أساس لها، أهي أزمة شقق و إسكان ؟ ، أزمة أرض أكلها البنيان ؟ أحبا في التقوقع في ألذات والزحام وعدم ترك المكان ، لملمة وتجمع للأولاد والبنات في بيتا عائلي متكرر الطوابق والشرفات ؟و لكل منهم شقة بباب وبمفتاح ومستقبل خاصا للتلفاز.

غريب حال قريتنا ! ، يتواجد بها شباب يمتهنون مهنة الأراجوزات ولعبة البهلوانات يمتطون أرجل خشبية طويلة تناطح السحاب، يرتدون بنطلونات بنطا ل من قماش مقلم الخطوط و شتى درجات الألوان يكفى عائلات من عرايا الجلباب، يمرون بحواري القرية بل قل على أسطحها فما دونهم لا يكاد يرى، يمرون فوق العباد والبلاد، عند ظهورهم يهلل لهم الصبية ويسعد بهم الأطفال، ويمازحهم الرجال والنساء، ويحتاج أليهم مالك التلفاز والمشاهد المتفرج على كافة القنوات، يلبسون أرجلهم الخشبية عندما تأتيهم المأمورية لإصلاح أريل التلفاز، ويجيبون في الحال كل نداء مقابل مبلغ زهيدا من المال.
فأرا يل قريتنا معلقة كنجوم بالسماء على عروقا من خشب أو مواسير مياه مركبة برأس بعضها ولأعلى مكان، قل خمسة أمتار أو سبعة أمتار، لتستقبل ترددات وذبذبات كل القنوات، فهكذا سكان بلدتنا، تتطاول بالبناء وتتنافس وتتبارى باستقبال القنوات، وتطاولا معهم شبان بلدتنا على أرجلهم الوتدية.

أمور غير معقولة أو غير منطقية ما حدث ويحدث ببلدتنا ! ، يهد البيت ويهدم، و ليعاد بناءه مرة تلو المرة، لأن الجار تطاول وتعدى وأصبح مدخل بيته الأعلى وسلالم داره ذادت بسطه وكيف لا ؟! ...فالكل يريد بسطة وبسيطات ومن يملك مالا أوفر هو من يزيد ويتطاول أكثر ، فالكل يريد حظيرة بالدور الأول ، يرتفع حماره طولا وأذنه تزداد ارتفاعا وتثمن بقراته ، فلا بد من أن يرتفع سقف البيت ويتسع مدخل داره ، ويجئ موعد الهدم وإعادة البناء مع كل إجازة من غربة ببلاد الدنيا ، قل أيغير عشرين ورقة خضراء من أوراق عمنا سام قل ثلاثون ليعيد البيت كم كان وليصبح على رأس كل الجيران .

معقولة ؟ زرع الجار أرضه باذنجان أسود لصيف حار، وأشتد الطلب عليه وأحتار الناس من أين يشترى الباذنجان لزوم المحشى والمقلي والمشوي والمخلل، ولأولاد الذوات ضروري لبابا غنوش والمتبل، ولوصفات الأطباء كحديد يزيل الاصفرار وليعوض نزف الدم ، فرح وكسب الجار وأرتفع ببناء طابق على الأطباق ، ودور لزوم خزين الدار ،ونقل الأريال للسطح الأعلى ، نظر إليه جاره متحسرا متألما نادبا حظه ، وأخذ قراره وأقسم خمسين طلاق لتكون الزارعة باذنجان ، زرع باذنجان ، و وجد أن أراضى القرية اكتست بزى موحد كطابور العسكر وثمرات سوداء كقنابل للأعداء ، كل أراضى القرية زرعت باذنجان ، فأقسموا جميعا بعد اتفاق ألا يزرعوه ، و كذا أقسموا ستين طلاق ليزرعوا بعامهم القادم ثوم بكل أراضى القرية , وهكذا ستعاد الكره .

ظريفة ؟ ظريفة والله ألحت وتبا كت وتمنعت وتراضت إلا ولا بد موبايل ، راح عوضين يرهن قيراطين ، بعد مفاصلة ومناكفه وفصال ، أرتضى ومضى ، وبصباحية اليوم التالي جرى على البندر وفى أيده ظريفة ، حط فلوسه على أجدعها موبايل ، رجع حدانا وأيده مليا نه بثلاثة هواتف محاميل نقالي –ظريفة وأم ظريفة وبنت ظريفة – وهات يا كلام في كلام ، أبعت لك خارطة جنة قديمة ومش ،أو ربطة جعضيض وسريس على رغيفين ، وألا كر نبه لزوم المحشى ،لا يا هبله سوى البصلة وحطي ألثومه وغطى بشوية شربه وعلي النار ، وكلام بكلام من هنا وهناك ، وعوضين يشحن ليل ونهار وما بطل شحن ويدفع في كروت بفلوس ومصارى، وقال – بكره الثوم أن شاء الله يوصل عشرة جنيه .



#محمد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تُقاسُ حرية المجتمع بمدى حرية نسائه


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - المسطحاتى