أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير الخويلدي - النظرة الحسية والرؤية الوجودية والإبصار المعرفي














المزيد.....

النظرة الحسية والرؤية الوجودية والإبصار المعرفي


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6348 - 2019 / 9 / 11 - 05:33
المحور: الادب والفن
    


"ليس المهم أن نرى بل الأهم أن نبصر فيما نراه" - مارتن هيدجر
إذا اعتمدنا على الرأي السائد والحس المشترك وما يتم تداوله في الحياة اليومية من عبارات وما تتفوه به الألسن من كلمات فإننا نقع في الخلط بين مفردات بمنزلة النظرة والرؤية والإبصار والمشاهدة والفرجة. غير أن الفلسفة قد ميزت بين مفاهيم النظرة والرؤية وبين المشاهدة والإبصار وبين الفرجة والتحديق، فالنظرة هي حركة الأعين واتجاهها نحو موضوع خارجي أو نحو ذاتها. بيد أن النظرة في معناها الفلسفي هي القدرة الذهنية التي يمتلكها الفرد للتعامل مع الوضعية التي يوجد فيها بحيث تتحول لدعامة مهمة في عملية التواصل بين الأفراد وأداة للاتصال والإعلام بين الحيوانات التي تحوز على أعين أو أجهزة للنظر. زد على ذلك تم إضافة دلالة نفسية للنظرة تخص العالم غير السوي الذي يعيشه الإنسان ودلالة اجتماعية تتعلق بالفوارق بين الأنواع والأجناس وبين المجموعات على أساس العرق والدين واللون والجنس واللغة. بهذا المعنى تتغير نظرة الإنسان إلى نفسه والى غيره حسب تغير هذه المعطيات وتتأثر بنظرة الآخرين له وتختلف أحوالها باختلاف هيئاتها وعناصرها المكونة والشروط اللازمة لتحققها في الأفراد والمجموعات. هكذا تتحول النظرة إلى مصدر للمعلومة ووسيلة للمعرفة من ناحية وعنصر للتواصل غير الشفوي من ناحية أخرى وأيضا عملية تشخصية ضمن الحقل العيادي تتفحص الأمراض وتستشرف المعالجة والشفاء. أما التحليل الفنومينولوجي فقد جعلها ضمن الحقل الإدراكي واعتبرها صخرة تتحطم عندها نرجسية الذات وسبب ردها إلى مرتبة الموضوع وأفرغها من تحاملها وافترض تخلصها من حكم الآخرين لتدرك العالم . على هذا النحو تتحرك النظرة ضمن مجال الرغبة والفضاء الصوتي وتشتغل على الصور التي تمنحها الذاكرة وتذهب أبعد من ذلك إلى المخيال الاجتماعي ونحو الرمزية الثقافية وتتكثف ضمن قصدية بيذاتية.
لقد سبق للثعالبي في "فقه اللغة وسر العربية" أن توقف عند كيفية النظر وهيئاته في اختلاف أحواله ووضع عدة تعريفات مثل الرمق واللحظ واللمح والتبصر والحدج والشفن والرشق والشزر والتعلق والتوضح والتثبت والاستشراف والاستشفاف واللوح والنفض والتصفح والتحديق والتشخيص والتحدج وصرح ما يلي: "اذا نظر الانسان الى الشيء بمجامع عينه قيل: رمقه. فإن نظر اليه من جانب أذنه قيل: لحظه. فإن نظر اليه بعجلة قيل: لمحه. فإن رماه ببصره مع حدة نظر قيل: حدجه...فإن نظر اليه بشدة وحدة قيل: أرشقه وأسف النظر إليه...فإن نظر إليه نظر المتعجب منه والكاره له والمبغض إياه قيل: شفنه... فإن نظر الى جميع ما في المكان حتى يعرفه قيل: نفضه نفضا. فإن نظر في كتاب أو حساب ليهذبه أو ليستكشف صحته أو سقمه قيل: تصفحه. فإن فتح جميع عينيه لشدة النظر قيل: حدق"2 . لكن كيف يمكن التمييز بين نظرة سطحية ونظرة عميقة؟ ومتى نتخلى عن النظرة القصيرة ونستطيع تجربة النظرة طويلة المدى؟ وألا يجدر بنا أن نكف عن النظرة المتحاملة المتسرعة وندرك من خلال النظرة المنصفة؟ ولماذا لا ندعم نظرتنا الحسية برؤيتنا الوجودية للعالم وتبصرنا المعرفي بالحق؟
المراجع:
جان بول سارتر، الوجود والعدم، بحث في الأنطولوجيا الظاهراتية، ترجمة عبد الرحمان بدوي، دار الآداب، بيروت، طبعة أولى، 1966.
2- أبو منصور الثعالبي، فقه اللغة وسر العربية، تحقيق أحمد شوقي أبو خليل، المكتبة التوفيقية، القاهرة 2012، صفحات 124-125-126
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب المناظرة والتأسيس الديمقراطي للحياة السياسية
- السباق نحو الرئاسة في الانتخابات التونسية
- أسبقية الوجود على الماهية عند صدر الدين الشيرازي
- نور الدين البطروجي وميلاد علم الفلك الحديث
- الميزان الطبيعي عند أبي بكر الرازي
- مجمع الأنا وفرضية الرجل المعلق عند ابن سينا
- معنى حضور الإنسان في العالَم
- صدور كتاب تطبيقات فلسفية
- نظرية الأعداد وعلم الهندسة عند ثابت ابن قرة
- كيف يتحقق الاستقرار الاجتماعي في ظل التفاوت بين الطبقات؟
- تطور علم الميكانيكا عند ابن ملكا البغدادي
- عمر الخيام واستخدام العدد المجهول
- أدب السلاطين وحكمة المشرقيين عند ابن المقفع
- رحيل الرئيس الباجي والانتقال السلمي للسلطة
- خصائص علم الكيمياء عند جابر ابن حيان
- الشك التجريبي وعلم المناظر عند ابن الهيثم
- علم الجبر والحساب عند أبي جعفر الخوارزمي
- فكرة النشوء والارتقاء عند أبي علي مسكويه
- مولد الأنثربولوجيا عند أبي الريحان البيروني
- قواعد علم الملاحة عند أحمد ابن ماجد


المزيد.....




- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
- فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
- فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال ...
- اضبط الآنــ أحدث تردد قناة MBC 3 الجديد بجودة عالية لمتابعة ...
- كيف تمكنت -آبل- من تحويل -آيفون 16 برو- إلى آلة سينمائية متك ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير الخويلدي - النظرة الحسية والرؤية الوجودية والإبصار المعرفي