روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6347 - 2019 / 9 / 10 - 18:22
المحور:
الادب والفن
احزم أمتعة العشق .. قبل المغيب
كل أشيائه
كل أدواته
كل أسلحته
لسانك الذي يحيني وأنا القابضة على جمرات الهلاك..
هربا إليك من نفسي
شفتاك اللتان تسطرني بأنوثة
لم أرتو منها مذ خلقت على دفتر العائلة ..
أنثى تجيد طحن الكحل في المكحل
عيناك اللتان ترسمني
وأنا الناجية من حرب أشعلت هويتي في رحم حرب ..
كانت ولادتي من خاصرة الموت
أناملك التي تفك أزرار العذرية عن صوتي
وأنا التي لم أفقد سرها على سرير عقد المضاجعة
وفي بحتي كلمة لم أنطقها إلا .. حين أقبلك
كتبك التي تحمل كل هزائم الكون إلا ..
نشوة انتصاراتي حين ألوي حزني في كفيك
وانهزم أمام لوعة الاشتياق بين حاجبيك
احزم أمتعة العشق .. قبل المغيب
فالغروب قنبلة مسيلة للدموع
تضخ الحزن في أحداقي
وأنا مرسلة إليك بكتاب من الله
إجازتي .. ساعية التوقيت من سجن محصن بأقفال التوبة
في فمي .. أحمر شفاه ابتلعته يوم عرسي
لم يرتشف من لونه .. أحد من قبلك
لم يسبح في مذاقه .. أحد من قبلك
على كتفي .. وردة حمراء كانت هدية ميلادي
لم يقطف من بتلاته أحد من قبلك
وخلفي .. شرطية تحرس نبضاتي
وفي يديها قيد ستشد على رسغي
كلما يشتد بي الهيام نحوك .. في عزلتي
احزم امتعة العشق .. قبل المغيب
مكتوب على دفاتري المدرسية
مذ كنت طفلة تداعب سرة أمها .. أن ألقاك
وقد حان موعد قطاف الأحلام
أريدك ..
فارسا .. يمتطي شهوات جدائلي المفتونة بعينيه
لصا .. يختلس من تحت أظافري رائحة حناء كوردية
لم تزل تحمل وشمة زفافي
حلما .. يطوف بي على تلة
أسافر في أحضانه مع حركات الأفلاك والنجوم
مطرا .. يبلل قميص الحياء
فتنزلق حباته إلى حاكورة نهدي المتكورتين على الألم
احزم .. فإني في عجلة من أمر الصبر
كلي شوق أن التقط من ابتسامتك .. لقطة
تضمني وهي تفرد بجناحيها حول خدودي
وكانت اللقطة ..
هي .. وظل يرسم هالاته في بحيرة أحلامها
يخرجني إلى الشمس في صورتي المشوهة .. أبدا
١٠/٩/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟