سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 6347 - 2019 / 9 / 10 - 03:11
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
هناك محاولات متكررة من جهات مختلفة تعمل علي فصل تحالف الجبهة الثورية عن مسارات التغيير عمدا، هذه الجهات تنكرت عن قصد علي إتفاقية أديس أبابا التي تم إبرامها لحل مشكلات الحرب وبناء دولة سلام وديمقراطية ومواطنة بلا تمييز، ولم تتم مراعاة خطورة المرحلة التاريخية التي تمر بها بلادنا في وقت كانت الثورة في أعلى درجات الغليان والبلاد في طور تشكل عميق وبمفهوم جيل جديد لا تقبل قضاياه التشويش والتسويف وإدارة الشأن العام بسياسات الماضي.
ذكر الرفيق ياسر سعيد عرمان في ملاحظة نشرها علي حسابه مساعي لتكوين مجلس مركزي لقوى الحرية والتغيير دون مناقشة الجبهة الثورية وهي جزء أساسي من هذا التحالف، والجبهة الثورية كان لها دور فاعل في المقاومة السلمية والمسلحة ولا يمكن تجاوزها البتة او عزلها عن التغيير الجاري في السودان، وهذه المحاولات لا تمس الجبهة الثورية فقط او تقف عند حدود المناوشة السياسية بين تلك المكونات إنما تطال قضايا وهموم ملايين المواطنيين في هوامش السودان، وتكوين المجلس المركزي للحرية والتغيير يجب أن يمثل كافة الكتل دون إقصاء، فالسلوك الذي ساد عهد النظام الإنقاذي الإسلاموعسكري يجب أن يذهب مع سقوط ذلك النظام السيئ بلا رجعة.
إن القضايا التي تدافع عنها الجبهة الثورية منذ تأسيسها كان حلها ممكن ومتاح داخل الخرطوم قبل الذهاب إلي عواصم آخرى، وتعذر الأمر بفرض النفى الإجباري علي قادة حركات المقاومة الثورية والحظر التعسفي علي النشاط السياسي والتنظيمي وعدم الوفاء بالعهود والمواثيق، وهذا خطر جدا علي مستقبل البلاد، ولا بد من تعديل مسارات قوى الحرية والتغيير والقبول بكل مكوناتها والإعتراف بمكانة الجبهة الثورية دون مزايدة، وهذه المكانة ليست منحة من جهة ما إنما هي حق أراد البعض إستلابه زورا.
المقاومة المسلحة إنطلقت عندما سطت تلك مجموعات عنصرية فاسدة علي السلطة وقهرت المجتمع بقسوة، وإستمرت طوال فترة حكم الإنقاذيين الإنقلابيين، وكانت الجبهة الثورية جزء من ثورة الشعب، وجاب قادة الكفاح المسلح عواصم العالم بحثا عن السلام والديمقراطية وكافة حقوق إنسان السودان، وستبقى الجبهة علي عهدها مع الجماهير تكافح في كل الجبهات حتى تحقق تطلعاتهم وتصل لسلام شامل وعادل.
المجد لمقاومة الريف والمدينة.
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟