أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - أحمد الخميسي - المرأة ليست صندوقا لحفظ شرف الرجال !














المزيد.....

المرأة ليست صندوقا لحفظ شرف الرجال !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 22:16
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


يعلق بعضنا آماله التي لم تتحقق على أحد أبنائه أو عليهم جميعا، وبذلك يتخلص من أن يعمل على تجسيد تلك الآمال بعد أن وضعها على عاتق شخص آخر واستراح. ويعلق بعضنا فشله على الآخرين، يقول " هم عطلوني، هم وضعوا العراقيل في طريقي"، وبذلك يتخلص من محاسبة نفسه والتنقيب عن أوجه التقصير في عمله. وحين يعلق الانسان آماله أو أسباب فشله على مشجب في الخارج فإنه يعفي نفسه من مسئولية البحث عن الحقيقة داخل نفسه، لقد جعل من الفشل أو الأمل، خيال مآتة قائما خارج نفسه، يمكنه بسهولة أن يراه ويصفي حسابه معه. وفي الواقع تبقى المشكلة داخل الانسان. هناك رجال كثيرون يعلقون شرف الرجولة على النساء، هذا أفضل، إذ يصبح الشرف هنا خيال مآتة خارج الذات، يمكن أن نصوب الرصاص عليه، لأن ذلك أسهل من البحث عن الشرف داخل أنفسنا وفي قيمنا ومعتقداتنا ومواقفنا. شرف الرجل يقع هناك، بعيدا عنه، في جسم امرأة. ليس شرفه هو موقفه المتعلق بقبول رشوة أم لا، ليس شرفه الرضوخ للإهانة من المدير أم لا، وليس شرفه أنه تصدى للمظالم، شرفه هناك، في جسم امرأة، يسهل العثور عليه وغسله بالدم، هذا أسهل بكثير من مواجهة النفس والبحث فيها عن الشرف. في مطلع نوفمبر 2010 نشرت الصحف عندنا أن تاجر مواشي في الفيوم قتل طفلته البالغة ثلاث سنوات، خوفا من فضيحة أن تكبر ويعايرها أهل القرية بسلوك واحدة من قريباتها ! أطبق بيديه على رقبتها حتى لفظت أنفاسها. وقال في التحقيق إنه " أراد أن يخلصها من العار"! ومفهوم طبعا أنه أراد أن يخلص نفسه من العار المتخيل، وبعبارة أخرى فقد أراد أن يصون شرفه! أراد أن يحفظ شرفه هناك، حيث الشرف قطعة لحم صغيرة، يمكنه ازالتها بحد السكين، أو بيديه، أو برصاصة. وتعلم النساء أن الرجال قد علقوا شرفهم على المرأة، لهذا نقرأ منذ أيام قليلة عن فتاة شابة في السابعة عشرة خافت من والدها إلي درجة أنها قتلت أختها الصغيرة! دفعتها إلى السرير في حجرة النوم وخنقتها بقطعة قماش" بلوزة " لأن الصغيرة هددتها بأنها ستخبر والدها بشأن المكالمة االهاتفية التي سمعتها بين الأخت وأحد الشباب. الخوف من أن ينهض الرجل ويدافع عن شرفه " هناك " ساق الفتاة إلي قتل أختها. يحسب الرجال أن المرأة ملكية خاصة لهم، مثل البنطلون، وأواني الطبخ، وأن أي تلوث يقع على المرأة يمس شرف الرجل. لا يفكر الرجال أن الشرف يكمن في أن تهزم جبنك، وأن تكون انسانا، وأن تصارع نقاط الضعف بداخلك، كلا، الشرف " هناك" حيث لا علاقة لهم به. ومازالت تتردد الأصداء المؤسفة لقصة الشابة الفلسطينية اسراء غريب التي قتلها أهلها في الضفة الغربية منذ أيام لمجرد أنها التقت بخطيبها في مقهى ثم نشرت صورا من ذلك اللقاء على وسائل التواصل الاجتماعي! العجيب أن لقاءها بخطيبها كان بموافقة الأهل، لكن كيف تنشر صور اللقاء؟! هذا يمس الشرف، الشرف الذي " هناك" بعيدا عن جوهر أهلها من الرجال. لذلك تعرضت الفتاة لضرب عنيف من أهلها أدى لكسر عمودها الفقري، وإدخالها مستشفى، أما المؤلم والمرعب فهو أن يتجه أهلها، تحديدا أخوها، إلى المستشفى ، ليغسل شرف العائلة، ويجهز على البنت هناك وهي لم تزل في عمر الزهور! إنهم رجال يبحثون عن الشرف خارج أنفسهم، في بدن امرأة أخرى، بينما تظل ساحة الشرف الأكبر داخل الانسان، في مواقفه وفي علاقته بالآخرين، وفي شوقه للعدل وفي أحلامه بحياة حرة كريمة لنفسه وللاخرين، وفي هذه الساحة يجب أن يبحث الرجل عن شرفه، وأن يكف عن ملاحقة المرأة بالتنكيل والاهانة وصولا إلى القتل. اتركوا المرأة في حالها، إنها ليست صندوقا يحفظون فيه شرفك، وليست ملكية خاصة للرجل، إنها كائن مستقل، وهي لا تذهب لغسل عارها حين ترى رجلا زانيا، ولا تقتل حين تجد رجلا مرتشيا، أو كاذبا، إنها لا تبحث عن الشرف خارج نفسها.
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاق نبيلة قصة قصيرة
- أحمد من عيلة ايمي
- الزهاوي بين الشعر والعلم
- ساق على ساق - قصة قصيرة
- تمثال الحرية كان منحوتا لقناة السويس
- عم نتكلم .. حين نتحدث عن الحب ؟
- - دعونا ننطلق- .. صيحة المستقبل الأجمل !
- السودان .. الانتفاضة السمراء
- أبو بكر يوسف نغمة فريدة من اللحن المصري
- - حضن المنصورة - .. لماذا نكره المحبة ؟
- دين الفنان جميل راتب
- دمشاو .. مناجاة الرب بختم الدولة
- السينما المصرية .. ما الذي يحرق ذكرياتنأ ؟
- الأشواق التي لا تكتمل
- الطائرات الورقية والدولة اليهودية
- ثلاثمائة مثقف مصري وعربي يؤكدون : الأوبرا تنهب إبداع الخميسي ...
- نابليون بونابرت معلقا رياضيا !
- أحمد عبد الله زعيم الطلبة .. النغمة المفقودة
- رمضان في طفولتي
- البرادعي لا يفيد ولا يخلو من السياسة


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - أحمد الخميسي - المرأة ليست صندوقا لحفظ شرف الرجال !