مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 22:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ذكرى عاشوراء وجب التذكير ...
خاطرة مروان صباح / كانت مفارقة دالة لا تخلو من الجدليات وقد يصح ايضاً النظر إلى خلاصاتها ، فبضربة عصى واحدة كانت كفيلة بإنهاء جبروت فرعون وجيشه بل أنهت قرون من حكم العائلة الواحدة التى تفردت بالحكم وبالتالي باستعباد البشرية ، لكن ما يلفت الانتباه عملية استبدال الأماكن بين المستبد والضحية ، فمستبد الامس أصبح ماضي أما ضحية البارحة أصبحت مستبدة واجتمعت لديها ما تراكم من استبداد ، لهذا نجد ممارسات الصهيونية في حق الفلسطيني جاءت مضاعفة قياساً في أماكن أخرى ، لكن السؤال الذي يحير المحتار ، إذا سلمنا بأن تسلط فرعون على بني اسرائيل يندرج ضمن الهدف الآلهي أو رب الكون على معرفة مسبقة بتكونية بني اسرائيل ، إذاً وراء تسلط بني اسرائيل على الفلسطيني ايضاً وراءه هدف ومعرفة ، بل متابع سلوك الفلسطيني عندما تمكن من السلطة تشير افعاله إلى سلوك يشابه الفرعنة الناقصة أو المشوة ، لكن يبقى هناك فارق بين الطرفين ، لقد أرسل الله عز وجل موسى بعصاته من أجل إنقاذ بني اسرائيل من فرعون ومدهم بحبلين ، حبل منه وحبل بشري ، أما الفلسطينون لا يملكون حبلاً ولا نبياً ولا عصى وليست لهم الرغبة بالتحول إلى عباد الله ذو بأسً شديدٍ لكي يجوسوا في الديار وليحققوا وعد مفعولاً أي أنه محقق لا محال لكن تحقيقه مشروط بإقامة العدل ، لهذا الفارق بين الإسرائيلي والفلسطيني بسيط ، الأول اتخذ نهج البناء والمعرفة والتفوق ، ففي كل يوم هناك إعمار وبنية تحتية واختراع سلاح جديد وانتاج تكنولوجيا متطورة ناهيك عن امتلاكهم جهاز استخباراتي الأذكى والأرفع تطوراً والمخفي بالطبع أعظم أما الآخر مستغرق في توزيع الأوسمة والدروع وقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء وتوزيع الإعلام الصغيرة على الجاليات في الخارج بل ايضاً هناك من يخرج ليقول للناس بأن فلانة على سبيل المثال بحجم وطن ، بالفعل لا ننكر بأنها في حقيقتها وزنها من الأحجام الكبيرة لكن إذا كان الوطن بحجم شخص فإذاً على الوطن السلام بل بالمناسبة لم نسمع ولم نقرأ يوماً ما في دولة اسرائيل هناك من زعم بأنه بحجم دولة الكيان أو مجموعة زعمت بأن زعيمهم بحجم دولة الاحتلال ، ولأن اليهود لا يوجد لهم حدود ، حدودهم لا نهاية لها لهذا مقارنة الأشخاص بوطنهم صعب بل مستحيلة ، لكن الحسرة على من وطنه يقاسم بفرد أو فردة ، خلاصة الخلاصات ، إذاً ضربة عصى موسى في اليم كانت نتيجة سنوات من العزيمة والإصرار على الحرية والتغير والتضحية فتجلت بضربة واحدة لتسقط الظالم ويسقط معها الظلم . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟