في العلمانية و الإسلامية ..

حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 22:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

العلمانية هي فصل الدين عن الدنيا و عن الحياة كلها..

و ليس فصل الدين فقط عن السياسة أو فصل الدين عن الحكم ..

او فقط فصل الدين عن الاخلاق على حد قول طه عبد الرحمن ...

انها الدهرانية التي تفصل الدين عن الحياة و عن الدهر كوعاء للحياة ..

او الدنيوة و الدينونة ..استبعاد الدين عن مفاصل الحياة الكبرى ..

كل تعريف ينقص من مفهوم العلمانية فيحصرها في الفصل بين الديني و السياسي مثلا هو تعريف منقوص و قاصر و مختزل و مضطرب و ملتبس المفهوم و غير سليم..

ترى هل بالمقابل للعلمانية نسمح بدولة دينية بمعنى كهنوتية يتحدث فيها الانسان مكان الله و باسمه..

و تؤجل او تستبعد ارادة الشعوب في الشق السياسي و ارادة الانسان في الشق الحياتي كله باسم الحاكمية الالهية..

و لا يعني ايضا استبعاد الشق المستنير من الحاكمية الالهية المحددة مساحته حيث لا يطغى على الشق الدنيوي او حاكمية الانسان نفسه بنفسه او الحكم باسم الانسان في تعارض مع البعد المقاصدي الديني..

فلا وصل بين الدين و الدنيا يلغي الدور الانساني و القيمة الانسانية في علاقتها البنيوية مع دور الدين في الحياة الذي يتعدى دور الدين في الفضاء العام على نحو ما يطرح يورغن هابرماس...

و لا فصل يعادي و يستبعد و يقزم دور الدين في ابعاده النبيلة العالية و في مقاصده الاستخلافية التي لا يجب ان تمنح لمن يتكلم باسم الدين لا العصمة و لا التصنيم و التقديس ..

هذه المسألة تكتمل تنظيرا و تأسيسا و مفهمة و تتطور على مستوى الممارسة السياسية و ممارسة الحكم ...

و على مستوى دوائر البحث النائمة بعقلها السبات المتسربل بالصفة العلمية التي يجب ان تستيقظ ..

و الذي يشكل نمطين من العقل واحد مستلب تراثي ماضوي مقلد و اخر مستلب للاخر حداثوي علمانوي عربي مقلد و محاكي لا يغوص في البنيات المنتجة و المشكلة لما يقلده من منجز حداثي و ما بعد حداثي شارد عن الدين و ليس عن اخلاق الدين فقط على نهج بعض الاخلاقيين فهنالك فرق شاسع...

#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات