انتهاك غيث الفردوس

منال الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: الادب والفن
    

لحظة انفلاق الحرف...
لحظة توهج الفكرة ...
لحظة انطلاق الذائقة ...
والنقطة المضيئة نحو رسم خارطة لكائن شعري، ناطق بهلوسات عقل مغيب، في انفلات الوعي ويجري اللسان خلف ليلك متهاو الى قاع إتمام واكتمال ... عسيرة هي نظرة البوح عن أخطاء الذات .. لحظة نجلسه على طاولة الخلق ونستنطق رأسه الموزون بجلبة حروف ومعان وأنساق موسيقى معادة، كلما حاولنا إملاء شروط عليه أبى الا ان يكون مسخا بلا أجنحة معاقرة لفعل الطيران، هو هكذا مسخ يرتضينا نولا يغزل بنا بريق نقطة البداية..
هكذا أرى لحظتي الأولى مسخا برأس موزون، أول طرقة وأول نخس لتهذيب جنون تحتضنه أوان غير مستطرقة، مترفة القصد، ومحترفة في اقتناص ولادات. كثيرا ما كنت أتوقع اللفتة الأولى وهي تهبني كما من التساؤلات، لتفتح لي في طرف مقابل أبواب حمم مرجانية وتطالبني بأن أغترف منها ما يعينني على عنونة رصيدي من الأوزار.. إنها تلك المتعة الكاوية لأزيز النعمة واختزال لغربة الذات، ما ان تقتنصك حتى تدرك ذاتك، وإذن فهي مهمة إدراك الذات أولا بالحدس، حيث الشعر للشاعر واللوم للحلم والمخاطبة للغيب والعبودية للتساؤل والقيادية للأجوبة ... نحن مريدو هذه اللحظة الآسرة لهذيانات أماكن وأزمنة واكف بأصابع من وعيد تطلقنا مثل إيماءات جسد مغادر، وتقربنا من نيازك البوح، وترفعنا فوق أمواج القهر بلا سفن.. وتأسرنا بجملة من الاباحيات ولمما من الدماثة.. تغلينا على رابط محفز.. وترتقي بنا إلى عوالم غيب وريب. وتجبرنا على أن نمتثل لأبواب عهد جديد لن تكون فيه ( ان ) دون تهجير الكائن المسخ الى رحم غروب ما عند أقصى الوعي ...
بلاغات ومراسلات تتشكل الى ان يحضر .. ونحن نستجدي الرقم المحاذي لنبوغ الكلمة، نطعمه كي يقود الإجابة، ونتقبل منه كل أنواع الشتائم.. لا لقفل ملكنا ولكن لرمز الدخول في ملك يمينه.. هو يمنحنا عينا الهية لنرى جوهرالفراغ وما تملكه السماء وما تنتظره الأرض من وجد وخلود وقبر مفبرك على نحو: امنحني اليوم موتا على انتهاك غيث الفردوس ..
ونحن لا نؤمن بما تقدمه لنا هذه اللحظة ولا نعرف أن أول قطرة حبر ستنتعل فكرة، وتزهق بها روح اليقين، عندها فقط تولد حجر زاوية لهرم النبوءة.

#منال_الشيخ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات