أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرفار العياشي - هاجر و الخرطوم ؟














المزيد.....

هاجر و الخرطوم ؟


الفرفار العياشي
كاتب و استاذ علم الاجتماع جامعة ابن زهر اكادير المغرب

(Elfarfar Elayachi)


الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 03:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هاجر الريسوني في محنة .
لاحد ينكر ذلك و لا احد يمكن ان يشكك في ذلك ؟
كثافة النقاش والتضخم في اعلان المواقف المتضامنة و الانحياز الى محنة مراة يشكل التوجه الاكثر حضورا .
جون بول سارتر اعتبر ان الاحزان توحد الانسان و ان الازمة طريق للتعاطف و الاصطفاف الى جانب من يعيش ازمته وحيدا .
بالاحزان يستطيع الانسان ان يتجاوز جغرافية حزنه حين يحس ان كومة الحزن تتفتت و يتقاسمها مع المتعاطفين , لدرجة يلجا البعض الى اليات خطاب المظلومية من اجل كسب الاصوات و التاييد .
غير ان الانحياز العاطفي يكون غالبا رد فعل تلقائي وعفوي , مما جعل اغلب القراءات حول الواقعة يغلب عليها الحس العاطفي و الانساني هو مؤشر جيد لانه يكشف ان الضمير الانساني مازال يقظا .
لكن الحقيقة غالبا ما تسكن خارج العواطف او ان العواطف قد تكون حاجزا امام الحقيقة , هو ما اشار اليها المفكر اندريه جيد ان العواطف تنتج فكرا رديئا .
لذا من المهم النظر الى الموضوع من زوايا متعددة و لعل الزاوية العاطفة احداها لكنها ليست الزاوية الوحيدة للنظر .
ربما نحتاج الى طرح سؤال اكثر شمولية ما الذي جعل هاجر تسقط في الازمة ؟
الجواب الجاهز انها تصفية حسابات من مواقف سياسية لصحفية مشاكسة تحاول بناء مجد شخصي على حساب منطقة وجع الدولة .
صحفية مصرة على نبش فيما تعتبره الدولة مناطق توثر و قلق , انها تمارس الفعل الاعلامي كفعا ازعاج و شغب .
من يعتبرون هذا التصور و يدافعون عنه كما يدافعون على ان هاجر ليس ضحية فعل جنسي خارج الضوابط الاخلاقية و انما هي ضحية تصفية حسابات مع جريدة عاكست توجهات الدولة .
ربما هذا التصور تعامل مع الحدث بالكثير من البساطة و انطلق من فرضيات خاطئة حيت اعتبر ان الفضاء العام هو فضاء محايد و ان الدولة هي مجلارد فاعل كباقي الفاعلين الاخرين , هو امر غير دقيق لان الفضاء العام هو فضاء محروس و مسيج بقوانين الدولة و قيمها و ضوابطها التي لا تهادن من يحاول المساس بها او حتى التشكيك فيها .
غير ان السؤال الاساسي في الواقعة يتحدد في الاسباب الحقيقية للازمة , لان الدخول في مواجهة مع الدولة يستدعي حذرا و يقظة لا تنتهي , لان الدولة لا تهادن خصومها و لو بعد حين و هنا يكمن السبب الحقيقي في محنة هاجر ؟
ازمة هاجر ليس في قوانين الدولة , لان مهمتها ليس تقديم الشكولاطة للمعارضين او حتى الاحتفاء بهم مهمة الدولة هي حراسة سيادتها و نظنها و مصالحها و قيمها .
سبب ازمة هاجر ليس مع الدولة لكن مع جسدها .
هاجر في محنة لانها وجهت و تحكمت في قلمها لكن لم تستطيع التحكم في جسدها في ظل دولة تراقب كل شئ و شبكات تواصل تجسس اكثر مما تتيح امكانيات التواصل . .
يبدو ان جسد هاجر انتصر على قلمها و على فكرها و هنا يطمن جوهر النقاش , لان المعراك الكبرى تنطلق من الداخل اولا من خلال التحكم و الانتصار على الجسد , تاريخ الفكر الانساني يحتفظ بالكثير من الشواهد : سقراط , غاليلي , ابن رشد , سبينوزا غاندي , مانديلا و غيرهم .
الانتصار على العدو ينطلق من التحكم في الجسد , لذا فالمعاراك الكبرى تكون دائما معارك ذات اساس اخلاقي , ان يبنى الفعل النضالي على اساس اخلاقي يصعب هزمه لان الانتصار يبدا بالتحكم في الجسد و حسن قيادته , و هنا يمكن فهم فشل الدولة في تركيع مناضلين من طينة المهدي بن بركة و البصري و اليوسفي و غيرهم لانهن استطاعوا مواجهة الدولة بسبب اللتحكم في جسدهم .
ما يؤكد هذا الفرضية هو التسريبات التي كشفت بوجود فيلات مفخخة يتم اصطياد فيها الشخصيات و تصويرها و النتيجة صمت مقابل الفضيحة .
و فق ماسبق يمكن ان القول ان هاجر هزمت ليس بسبب قوانين الدولة و ظلم الاجهزة و عدم حيادية النيابة العامة , لكن بسبب حرية الجسد و عدم التحكم فيه . فالجسد يبقى دائما هو مصدر الشر و الغواية و بسببه فقد حزب العدالة و التنمية و حركة التوحيد و الاصلاح بريقه الاخلاقي .
يبدو ان هاجر لم ترتكب جريمة حين ارتبطت بشخص من الخرطوم ارض السودان , لكن السبب يكمن في الخرطوم ذاته .



#الفرفار_العياشي (هاشتاغ)       Elfarfar_Elayachi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الديمقراطية في خطاب فلسفة ما بعد الحداثة
- الديموقراطية في فكر افلاطون
- الساديون الجدد
- الديمقراطية والعنف
- نساء الفريزا : حين تتحول المراة الى رجل . و مازق نظرية ا ...
- لا تتعبوا انفسكم السعادة ليست هنا
- الحمير و السياسة .
- مفهوم الديموقراطية في اللحظة التأسيسية : التجربة اليونانية .
- اطفال بويبلان : اطفال الجبال لايريديون صدقة .
- نساء الفريزا .
- المرأة وسؤال المساواة : الشعار المضلل
- حول سلوك المقاطعة : حليب ابيض و مال اسود .
- التجنييد الإجباري : قرار جيد لكنه لا يكفي . !
- ممفهوم الحق : مراجعة فلسفية
- حين لا ننصت للواقع ينتقم
- عنف الملاعب : حين تصبح الرياضة فعلا سياسيا .
- كرة القدم : ليست مجرد لعبة !
- المجتمع الافتراضي و التصور الدوركايمي : قراءة في طبيعة التحو ...
- العنف و الهوية السائلة.
- وفاة مرسي : الديموقراطية طريق للموت ؟


المزيد.....




- شاهد ما قاله السيناتور بوب مينينديز بعد صدور حكم الإدانة بال ...
- مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة المئات في قطاع غزة، والجيش الإسر ...
- روبرتا ميتسولا تفوز بولاية ثانية على رأس البرلمان الأوروبي ...
- المسؤولون الإسرائيليون يبلغون واشنطن بأن -نجاة الضيف من محاو ...
- ألمانيا تفرض غرامة مالية باهظة ضد من يسيء لـ-المتحولين جنسيا ...
- -واللا-: حماس لديها قدرات صاروخية بعيدة المدى يمكن أن تطال ا ...
- مؤسس -الحلم الجورجي- يتوقع موعدا قريبا لانتهاء الصراع في أوك ...
- استدعاء وزير الأمن الداخلي الأمريكي إلى الكونغرس على خلفية م ...
- أهم أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
- الكونغو .. 70 قتيلا في هجوم مسلح غربي البلاد بينهم 9 جنود ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرفار العياشي - هاجر و الخرطوم ؟