أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عارية العباسيين عبد الله القصير














المزيد.....

عارية العباسيين عبد الله القصير


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 01:16
المحور: الادب والفن
    



عندما نتقدم من المدارس الأدبية نجد أن الواقع/الظرف له أثره على إيجاد هذه المدارس، فقد وضعت أسسها الفكرية معتمدة على تحليلها/رؤيتها للواقع، وهنا يستوقفنا كتاب "الخراب" لنصري الصايغ التي تناول فيها الحرب الأهلية اللبنانية بشكل مجنون، من هنا يمكن أهمية الشكل الأدبي الذي من خلاله نستطيع أن نصل إلى الفكرة، فالشكل أحدى الوسائل التي يعبر فيها الكاتب عن سخطه/نقمته على الواقع/الظرف.
تعد هذه المجموعة من الأعمال الأدبية التي تناولت الحرب بطريقة (مجنونة) وهذا ما يجعلها مجموعة متميزة، فقتامة الخراب والقتل في النزاعات الأهلية تُفقد المتقاتلين الكثير من القيم والاخلاق فيمسون وحوش برية لا يحركها إلا قانون الغاب، "عبد الله القصير" يستحضر النساء في العيد من قصصه كتأكيد على وحشية الاقتتال والمتقاتلين، في قصة "ترجمة بسيطة لحب مشرقي" نجد صورة لهذا الجنون/لعبث الحرب، القصة تستخدم كلمات "وننننن ونننننن وننننننن" التي تترجم فوريا من مجهول "أخشى أن هناك ما يقف عائقا في المستقبل علاقتنا" ص17، تستمر هذه العلاقة بين الحبيبين حتى تصل إلى: "ونننن ونننننن وننننننن المترجم الفوري بين سطوة الشهوة وشعوره بالغيظ يا حبيبي لا تفعل بي ذلك.. أيها الوقح/الكلمة الأخيرة أضافها المترجم س عنده" ص18، وهذا (التدخل الفض) من المترجم يعبر عن سخط القاص على الواقع، وكأنه من خلال تدخل المترجم الفج يعبر عن التغييرات القبيحة التي تجري على ارض الواقع، وهنا يدخلنا القصاص إلى (حواجز المجتمع) التي يضعها امام الحبيبين: "بقول لها بعد أن جرد ماموسته من كلسونها تعالي معي قليلا.
ـ وماذا عن ناموس طائفتنا "القرص" ... وماذا عن طائفتنا؟ أخشى أن ينشب نزاع بيت أهلي وأهلك إن كشفوا سر علاقتنا.
ـخراء على طائفتي وطائفتك... تعالي إلى هنا يا عمري" ص18، الألفاظ "كلسونها، خراء" تعبر عن غضب القاص ونقمته على ما يجري، فيكون بذلك قد استخدم طريقتين ليعبر عن سخطه: دخل الفض للمترجم، وألفاظ نشاز، لكن هل يكفي هذا أم أن هناك وسائل أخرى يستخدمها "عبد الله القصير"؟.
يتقدم بنا القاص أكثر من علاقة الحبيبين، حتى يكتمل اللقاء بالتوحد الجسدي بينمها: " ـ نهاد أنا في ورطة لنم أعد عذراء.. ماذا أفعل؟
ـ حبيبتي أنا مستعد لتحمل المسؤولية كلها.. في أسوء الأحوال يمكن أن أصطحبك إلى طبيب يرتق لك بكارتك" يدخل دخيل لا أحد يريده أو يرغب فيه: "تتساقط القذائف بكثرة يقترب نهاد من الفتاة المذعورة يضمها بقوة... تسمع أصوات اقدام تصعد على سلم المبنى... صراخ رجال.. إطلاق رصاص داخل المبنى" ص19، يتم اقتحام المكان من قبل الدخلاء، ويكون مشهد الحبيبين بهذا الشكل: "المترجم الفوري: أين كلسوني العنكبوتي يا حبيبي؟ رميته في مهب رياح تلك المروحية المشؤومة.ـ الحرب على أشدها في الخارج.. وأنتما تمارسان الجنس؟ ... هل تعيشان خارج الزمن؟ مكا اسمك أيتها العاهرة؟" ص20، وهنا يدخل حدث جديد على الخط، صراع المتقاتلين الذي فض على الحبيبين خلوتهما، "لتكن القنبلة جاهزة للاستخدام في حال عرفوا مكاننا.
ـ حاضر سيدي" ص200، وفي نفس يجري حديث بين الحبيبين: "المترجم الفوري: حبيبي أشعر بالجوع يبدو أن ممارسة الجنس تجعل جوفنا خاويا تماما.
المترجم الفوري : لا تخافي يا حبيبتي أرجو أن تقبلي دعوتي للطعام، إن جلد تلك الفتاة العارية يبدو شهيا هيا إلى القرص والمص ولتذهب طائفتناإلى الجحيم.
يتجه الناموس والناموسية إلى الفتاة ويبدآن بامتصاص ما يقدران من دمها. ورغم الخوف جعلها تفقد الإحساس بأي شيء، إلا أنها شعرت بألم القرص على عنقها ..فضربتها بيدها وكادت أن تقتلهما" ص21، جعل الجثة تتحرك وتقوم بحركات تدافع عن نفسها يشكل فكرة مجنونة، وهذا مؤشر إلى قذارة الحرب والخراب الذي تحدثه في الناس وفي المكان.
يخم اقاص القصة بمشهد مدهش: ومات هيب إلا ربع ساعة حتى هبط الهدوء على المكان.. كان الجميع موجودا وغير موجود، الفتاة العارية في حضن حبيبها يسبحان بدمائهما، الضابط أيضا تلقى جسده وابلا من الرصاص، كان ميتا وفوقه ثلاثة من الجنود مقتولين أيضا... وإلى جانبهم جنود من الأعداء الذي انقضوا عليهم.. تهشم المكان بأكمله ودمر تمازجت الدماء ببعضها.
نظر الناموس الأزعر إلى ناموسته الخائفة وقال
ـ ونننن وننننن وننننننن
ـ ونننننن وونننننننن وننننننن
لقد قتل المترجم الفوري أيضا" ص21و22، قفلة صاعقة على مستوى الشكل وطريقة التقديم والفكرة، فالقصاص استخدم أشكال أدبية تخفف من وقع الحرب على المتلقي، وهذا ما يجعل المجموعة رائدة في تناولها للحرب.
مثل هذا الطرح لا يأتي إلا من كاتب يحسن فن كتابة القصة ويعرف المخارج والمداخل التي يُوصل بها الفكرة، وإذا تقدمنا من المجموعة كاملة سنجدها تتناول الحرب وأثرها على الإنسان وعلى المكان، لكن ومن باب الأمانة الأدبية نقول قصة "حواجز" كان ضعيفة ولا ترتقى لمكانة بقية المجموعة.
المجموعة صادرة دار نون للنشر، راس الخيمة، الامرات العربية، الطبعة الأولى 2015.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسرة اللبلاب حازم التميمي
- محمود السرساوي في قصيدة -أيا عود أعد قلبي-
- ملاحظة حول منثور على عتبات بيوتنا العتيقة
- التكاملات والمتعاكسات في مجموعة -وخزات نازفة- هاني أبو انعيم
- منثور على عتبات بيوتنا القديمة محمود السرساوي
- مجموعة -ذبيحة- هاني أبو انعيم
- ذات نداء موسى صالح الكسواني
- القرية اللبنانية في رواية طيور أيلول إملي نصر الله
- مناقشة كتاب صفحات من حياة رفعت النمر
- تاريخ الوطن العربي والغزو الصليبي
- قصة -العبد سعيد- محمود شاهين
- جرأة -مشهور البطران-
- رنا صالح في قصيدة -تراتيل عشق-
- الحدث والكتابة في ديوان اشتعالات الدم والزنابق أحمد غطاشه
- المرأة في ديوان ويندلع غنج البحر خليل إبراهيم حسونة
- المكان في المجموعة القصصية (سلون) للكاتب سعادة أبو عراق
- كمال الشخصيات في رواية -بنت من شاتيلا- اكرم مسلم
- التجديد والمعاصرة في مجموعة -أنزفيني مرة أخرى- عمار الجنيدي
- الوحدة والتنوع في ديوان مقامات قوس قزح مازن دويكات
- محمد ولد طالب امشي إليك


المزيد.....




- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عارية العباسيين عبد الله القصير