أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - التدين الظاهري ومسؤولية الحكام















المزيد.....


التدين الظاهري ومسؤولية الحكام


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1551 - 2006 / 5 / 15 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن المتأمل للوضع الآن في المنطقة العربية يجد إن الشعوب العربية مصابة بظاهرة التدين الظاهري المتمثل في طريقة الملبس والمأكل وغيره دون إن يلمس هذا التدين جوهر حياة الناس لأنه رغم حالة التدين التي نراها في عالمنا العربي إلا إننا نجد إن نسب الجريمة والفساد والرشوة وحتى القتل والدعارة وغيرها من الجرائم التي يندى لها الجبين في ازدياد يوما بعد يوم .
ففي الماضي وحتى بداية السبعينات كنت تجد التعاطف والتالف بين الجميع وكانت نسبة الجرائم ونوعيتها لا تقارن بالوضع الحالي ولكننا مع نهاية السبعينات ومع عودة العمالة المصرية من الخليج ومع عودة شباب الجماعات الإسلامية من أفغانستان وجدنا هؤلاء يعودوا ومعهم قيمهم الجديدة وعاداتهم في المأكل والملبس وخلافه ووجدنا الجلباب الباكستاني القصير ينتشر بين الشباب وإطلاق اللحى يزداد ووجدنا الحجاب ينتشر سريعا حتى وصل إلى البنات الصغيرات ساعة بالترهيب وساعة بالترغيب ووجدنا التحيات وطريقة إلقاء السلام تتغير فهناك إصرار على تحيات معينة يقال أنها إسلامية وظن البعض إن في ترديدها إعلاء لشأن الإسلام وان ترديد التحيات القديمة فيه موالاة لغير المسلمين ولاحظنا أيضا إن علامة الصلاة (الزبيبة) قد علت جباه اغلب المسلمين في مصر كل هذه الشكليات تجعلنا نظن إن المسلم المصري لم يكن يعرف من أمور دينه اى شئ فيما قبل وحتى هذه الزبيبة التي لم أكن أراها حتى على جبهة إمام الجامع المجاور لمنزلنا الذي لم يكن يترك فرض من الفروض ولكن منذ الثمانينات وجدتها الآن على جباه غالبية المسلمين وكأنها وسيلة للتمييز بينهم وبين الآخرين.
هذه الشكليات ساعد على زيادتها وانتشارها تعضيد الحكام لها لغرض ما في نفوسهم وهذا الأمر يظهر بشكل واضح في كل من :
1 مصر قلب الوطن العربي حيث وجدنا إن السادات سمح وساعد على انتشار هذه الشكليات حتى يقضى على اليسار والناصريين الذين كانوا يؤرقون وضعه وكان يخاف منهم ويخاف إن ينجحوا في إبعاده عن كرسيه مما جعله يلعب بورقة الدين لتثبيت وضعه في البداية وتكرر هذا الأمر مع اقتراب عهده من نهايته عندما عدل الدستور من خلال استفتاء 22 مايو 1980 وربط مادتين معا وهى السماح لرئيس الجمهورية بان يتولى الحكم لفترات متعددة مع النص على جعل الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ولكن الله لم يمهله للاستفادة من مثل هذه المادة وقتل بيد من رباهم وشجعهم في حادثة المنصة الشهيرة فقد تحول التدين الشكلي الذي نشره وساعد عليه إلى تطرف لم يرضى بكل التنازلات التي قدمها السادات وكان يريد دولة إسلامية .
واستمر هذا النظام وتعمق أكثر مع عهد مبارك فلم يحاول مبارك علاج ما سبق خصوصا بعد ان رأى نهاية من يلعب بالدين ولكنه شجع هذه الظاهرة أكثر وأكثر فامتدت هذه الظاهرة إلى النواحي الاقتصادية فوجدنا شركات توظيف الأموال تغزو السوق ورأينا البنوك الحكومية تحاول إن تركب الموجة بأن تفتح لها فروع أو أقسام لا تتعامل إلا وفق الشرع والدين ورأينا كم تهافت الكثير من الوزراء والمسئولين والصحفيين وكبار رجال الدين الاسلامى على هذه الشركات وشجعوها إلى إن وجدنا إن هذه الشركات قد انهارت بين يوم وليلة وضاعت أموال صغار المودعين وسمعنا عن كشوف البركة والعمولات التي كانت تصل لكل الكبار في مصر في مقابل تشجيع هذه الشركات .
واستمر هذا التدين الشكلي وتعمق حتى وصلنا إلى الوقت الحالي الذي انتشر فيه التطرف وكراهية الأخر لدرجة إن الدولة عندما تصدر اى قرار لإعادة بعض الحقوق المسلوبة للأقباط كبناء كنيسة مثلا فأنها تجد مقاومة شرسة من المواطنين المسلمين الذين لا يتورعون عن محاولة إيقاف تنفيذ اى قرارات بأيديهم موجودين قوانين وشرائع خاصة بهم غير قوانين وشرائع الدولة وانتهى بنا الأمر إلى إننا صبحنا أسوأ من الشعب الباكستاني المصنف عالميا بأنه شعب اقل اعتدال من حكومته في معاملة الأقليات وإذا كنا نعرف إن هذه العملية بدأت باستيراد شكليات التدين من باكستان والسعودية وغيرها فإننا لا نعرف إلى أين ستنتهي .
2 الجزائر في المغرب العربي حيث نجد إن الدولة الجزائرية التي وقفت لجبهة الإنقاذ الإسلامية بقوة في التسعينات حتى لا تستولي على الحكم وتحول الجزائر إلى دولة دينية , الآن وجدنا إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي أتى إلى الحكم في ظروف شبيهة بالظروف التي آتى فيها أنور السادات لحكم مصر وكان ينظر إليه على انه رئيس مؤقت على إن يسيطر على شئون الحكم فعليا جنرالات الجيش الأقوياء من خلف الستار ولكنه تصرف بنفس منطق السادات فبعد إن تخلص من هؤلاء الجنرالات الأقوياء واحد تلو الأخر وجدناه يلعب بورقة الدين كي يوطد أركان حكمه فوجدناه يصدر قرار بتعريب التعليم ويقلص التعليم باللغة الفرنسية ويغلق كافة المدارس الغير ملتزمة بهذا القرار ووجدناه أخيرا يمالئ الجماعات المتشددة في بلاده المتضررة من حركة البشير ويهدد في خطاب قريب له بالويل والثبور وعظائم الأمور المتنصرين الجزائريين والإرساليات التبشيرية مهددا إفرادها بالسجن والإبعاد عن الجزائر بل الأكثر من ذلك وجدنا الرئيس الجزائري يحاول إن يفعل كما فعل السادات في أخر عصره حيث جاء في الإنباء أخيرا انه يحاول إجراء تعديل دستوري يتيح له الاستمرار في حكم الجزائر لفترات أخرى زيادة عن الفترتين المقررتين حاليا .
3 لو انتقلنا من الجزائر في المغرب العربي إلى سوريا في المشرق العربي لوجدنا إن نظام الحكم البعثى هناك والذي كان متطرف في علمانياته حتى انه نصب المدافع لهدم مساجد مدينة حماة على رؤؤس من فيها في الثمانينات واصدر قانون يحكم فيه بالإعدام على اى منتمى مجرد انتماء إلى جماعة الإخوان المسلمون نجد هذا النظام الآن وفى ظل الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها من جميع الجهات سواء من الداخل كحركات المعارضة على استحياء أو بانشقاق نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام على النظام أو من الخارج المتمثلة في الضغوط الأمريكية والغربية عليه والتي زادت بعد اغتيال رفيق الحريري وفى حركة هروب إلى الإمام لهذا النظام نجده هو الأخر لجأ إلى اللعب بورقة الدين فبدأ هذا النظام يبنى المساجد الجديدة ويزيد مساحة المواد الدينية في وسائل الإعلام واتخذت الاحتفالات بالمولد النبوي شكل جديد وكبير هذا العام وزادت نسبة المتحجبات في سوريا وأعطت إحدى الداعيات الإسلاميات هناك حرية الحركة بعد إن كانت ممنوعة من الدعوة في المساجد فسوريا التي كانت تصنف بأنها علمانية واستطاع فيها المسلم والمسيحي, السني والشيعي, العلوي والدرزي إن يعيش بسلام فيما سبق نجد سوريا الآن تشجع على مظاهر التدين الذي من الممكن إن يتحول إلى تطرف يضر بالجميع في سوريا خصوصا المسيحيين هناك .
كل هذه الشكليات السبب الرئيسي فيها والعامل المساعد على انتشارها في وطننا العربي هم الحكام فالناس كما يقول المثل على دين ملوكهم وللأسف فأن شعوبنا العربية المخدوعة لا تدرى إن دين ملوكها هو كرسي الحكم وليس الإسلام أو اليهودية أو المسيحية فكل حاكم من حكامنا لا هدف له إلا الكرسي والاحتفاظ به لنفسه ولأسرته من بعده لو استطاع وهم لا يتورعون عن استخدام اى وسيلة في سبيل ذلك .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على برنامج الكلام وأخره
- سياسة تقبيل اللحى وضياع الحقوق
- مأساة الكنائس المغلقة في مصر
- الأغلبية والأقلية في مصر
- تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى
- متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
- مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟
- أبو مصعب المصري وأبو مصعب الاردنى
- مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- ولازالت حرب الاستنزاف مستمرة ضد الأقباط
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- الميكافيلية وبعض نماذجها العربية
- الدور المصرى فى العراق من عبد الناصر حتى مبارك
- من المستشار إلى الدكتور يا قلبي لا تحزن
- حزب الوفد العريق والسقوط إلى الهاوية
- هل انتهى شهر العسل بين الدولة والاخوان فى مصر ؟
- هل أصبح التطرف هو خيار الشعوب العربية ؟
- اما من نهاية لهذا الاستنزاف ؟
- رسالة الى المطران منير حنا


المزيد.....




- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - التدين الظاهري ومسؤولية الحكام