|
الموجود هو لا احد مسؤول حقيقي في اقليم كوردستان
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 6342 - 2019 / 9 / 5 - 17:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما نلمسه في اي كيان سياسي في العالم وجود مسؤولين و صلاحيات و واحبات و حقوق سواء كانت موزعة على المناصب الموجودة باسماء و تعاريف و اختصاصات، او ما ينظمه الدستور و القوانين المستندة عليه. و كل موقع له رئيسه و مرؤسه و من هو متابع و مسؤول عن المسؤول الى ان يصل الى اعلى الهرم سواء كانت فردية او جماعية، و يكون المرجع حسب النظام الجاري و اكثره البرلماني، و هو المشرع و المراقب. اي النظام التقدمي الذي افضت عنه التطورات المتلاحقة تاريخيا هو نتاج العقل الجماعي في ادارة و حكم البلاد من خلال ممثلي الشعب، و لكل بلد خصوصياته و تاريخه الذي فرض سمات و صفات متميزة تفرقه عن الاخر سياسيا واقتصاديا، الا انه من المعلوم ان النظام الراسمالي هو الطاغي حاليا و باليات و اشكال مختلفة وفق النظام السياسي المناسب للبلدان و ما يعانية الموطان هو ما موجود من الخلل في كينونة النظام الراسمالي و محتوياته و الياته و اهدافه و ليس في آلية مسيرته. الاكثر اهمية هو ارتباط السياسات بالاقتصاد و تاثر اي نظام بما يحصل لكل منهما و تاثر كل منهما على البعض، هذا في الدول ذات السيادة الحرة المتزنة صاحبة دستور و قانون و نظام و لا ضغوطات حزبية فردية مزاجية عليها. و يتاثر الاقتصاد بشكل مباشر بكل تقدم او خلل سياسي يحصل او العكس، و عليه فان سياسة الدول و استنادهم على الاتزان في التعامل مع القضايا السياسية و الاقتصادية الداخلية و الخارجية التي تكون وفق عدم المساس باقتصادهم ومصالح شعبهم هو الامر النابع من التخوف من تاثر الفرد في كل صغيرة و كبيرة في الوضع الاقتصادي السائد، و تكون هناك ردودةافعال من قبل الشعب صاحب الكلمة الذي يمتلك ثقافة عامة يعتمد عليها في تحديد المصلحة و النفع و الضرر له و لبلده. و يتوقف النمو و دخل الفرد على مدى تطور العمل السياسي و الاقتصادي المرتبط مع البعض و العقلية التي تديره. و لا يمكن ان يخرج اي مسؤول او صاحب سلطة من دائرة صلاحياته لان،اضافة الى القانون الذي يحدد تحركه فهناك ثقافة الادارة و ما تفرضه القوانين التي تمنع الخروج من الصلاحيات و بادق تفاصيلها. هذا في الدول المتقدمة، اما في دول المتوسطة الحال و الموقع او ما يمكن ان نسميها النامية، فان هناك تدخلات و خلل في مسار النظام السياسي و الاقتصادي وفق ماهو عليه من مستوى الشعب من كل جوانب الثقافة العامة كانت ام وعيه نحو حقوقه و واجباته و الذي ينبثق او يخرج منه المسؤول المنتمي او المقرب من المتنفذ من كان او اينما كان، اي هناك دول تريد ان تقدم لشعبها و يكون لها موقع و تصرّ على التنمية و زيادة دخل الفرد الا ان نظامها و المستلزمات الانسانية و الالية المناسبة لذلك غير موجودة بشكل اما مطلقا او نسبيا وفق مستوى تطور الدولة، و اخرى لا تهتم اصلا بمصالح شعبها و الاهم هو المسؤول اللامسؤول، و عليه نرى اخفاقا كبيرا في بعضها و تقدم الاخرى سواء صدفة كان او ما فرضته الطروف والمرحلة في ظل وجود الامكانيات المتوفرة و بالاخص في الدول النفطية. هذه في تلك الدول المتنوعة الشكل و اللون، اما في كوردستان كاقليم و ما هو له و عليه و ماهو موجود فيه من حصره سياسيا و اقصتاديا سواء من قبل المركز العراقي او ضرورات تعامله مع ما يحصل من تدخلات المحتلين و المصلحيين في المنطقة و العالم و الجشعين من الفاسدين سواء من المتنفذين او من قبل افراد الشعب الموالين الذي برهن على عدم معرفته بالحياة المدنية و ادارة الدولة، و استوضح ذلك من خلال مراقبة الامر و ما يجري امام اعينه دون ان يتدخل او ينبس ببنت شفة الا ان كان مندفعا و متهيجا من قبل الاحزاب بشكل غير مباشر من اجل مصلحة حزبية فقط، و هذه لاسباب كثيرة ليس هنا مكان تفسيرها. الموجود في كوردستان هو سلطة ناقصة الصلاحيات و الكيان لكونها تابعة قانونيا وفق الدستور لمركز لم يرض به شعب كوردستان في قراراة نفسه، و عليه فكيف بالسلطة المتنفذة التي لديها صلاحيات تضمن مصالحها الخاصة ان تلتزم بما تفرض عليه من قبل المركز و هي غير مؤمنة به كما هو حال الشعب و ما يفرض عليه قسرا من انتماءه الى تلك الدولة من جهة، و ما تفرضه عليها مصالحها التي تتاثر لكونها تابعة و لا يمكن ان تكون حرة تماما كما تريد من جهة ثانية. فالموجود اذن قوى و دوائر و احزاب لها مواقف مختلفة و تتصارع فيما بينها من اجل الكعكة دون التفكير فيما يحصل وما يلحق بمستقبل هذه الامة. انهم يتعاملون مع الموجود مرحليا دون تخطيط او تفكير او منهج و فلسفة، و السلطة تحت رحمة مزاج مجموعة و فوقهم المسؤول في الموقع المعين فيه من قبل الاحزاب و التكتلات دون اي رادع له ان فسد او عمل وفق مزاجه و ما يؤمن و نظرته للامور. و عليه نرى السلطة تتصرف و كانها معارضة و تتعامل المعارضة مع الموجود و كانها السلطة، و لم تجد المعارضة في مكانها و لا السلطة تؤدي ما عليها كما هو المطلوب و المفروض قانونا . فانعدام الدستور و المواد و تفاصيل الصلاحيات لكل موقع و منصب في ظل عدم وضوح النظام و ما يستند عليه من اي فكر اوفلسفة كانت و ما يتبعه من منهج، فلابد ان تكون الحال كما هي عليه، اي الفساد و سيطرة المتنفذين و ازدياد الفقر في ظل الثروات الهائلة المستغلة و ما تسرق منها و فق الفوضى الحالية، اضافة الى مزاجية المسؤول و مصلحته فوق الجميع. نعم هذا هو الموجود و اكثر اضافة الى ما لا يمكن ذكره للضرورة و حساسية المرحلة و ما فيه كوردستان، و كما هو المفروض و يمكن ان نحس نحن المنتقدين اكثر من السلطة و المعارضة، علاوة على انعزال النخبة و انعكافهم عن المسؤولية و الواجيات عليهم في هذه المرحلة التي تتطلب جهود الجميع. فهذا هو الموجود و المسؤول الحقيقي هو الالامسؤول او غير مسؤول و المنصب مستغل و معتلى عليه من اجل جاه اجتماعي و من قبل وجوه اجتماعية تدر على الاحزاب اصوات و منافع و مصالح حزبية شخصية ضيقة فقط، و يذهب مستقبل الاجيال ادراج رياح هذا الوضع الموجود حاليا، رغم اتاحة الفرصة خلال العقدين الماضيين في بناء الاسس الرصينة لتحقيق الاهداف التي راحت ضحيتها الدماء التي لا يمكن نسيانها ابدا. و به نصل الى ان الموجود هو اللاموجود من المطلوب و اللامسؤول الحقيقي حل محل المسؤول المؤمن بقضيته و الخالي من النخبة الخبيرة صاحب الدراية و الحكمة التي تفترض المرحلة ان تكون من المتمكنين قولا و فعلا و له القدرة و هو مخلص لقضيته قلبا و قالبا قبل اي شيء اخر، و للاسف و اقولها بكل حصرة، اننا نفتقد هؤلاء المناسبين في المكان المناسب و الا ان العنصر المختفي المنعزل و المهمش موجود و بعدد كبير لدى هذا الشعب الوفي المضحي المظلم. و قد اجرفوا بشكل خطر او ازيل دورهم من قبل المتملقين و اصحاب المصالح المتعددة و الاحزاب و متطلباته العكسية لما يتطلبها الشعب، و عليه اختفى الشخص المناسب الذي يمكن ان يملي المكان المناسب، نتيجة هذه الظروف المسيطرة و الصراعات المتعددة الموجودة في كوردستان، ولا نتكلم عن التدخلات الخارجية لان من له المصلحة في التدخل لا يمكن ان يتوقف عن التدخل لسواد عيون الكورد .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفقر المعدم في ظل وجود الثروة الهائلة في كوردستان
-
يلوي اذرع الحقيقة و يدّعي الماركسية في كلامه
-
بدا الارهاب منذ الغزوات و نفذته الامبراطورية العثمانية فيما
...
-
هل تستمر مرحلة خضوع العالم لامريكا كثيرا ؟
-
الحانق الذي فقد الحكمة في امره
-
هل دخلت كوردستان في متاهة المعلوم؟
-
لماذا يرقص اردوغان على الصراط الحاد بين روسيا و امريكا
-
حول سيادة اقليم كوردستان قبل العراق
-
لن تتمكن المنطقة الفاصلة الفصل بين الشعب الواحد
-
ما يُحسب على احزاب الاسلام السياسي في كوردستان من الضرر العا
...
-
غياب تفاصيل اتفاقية المنطقة الفاصلة يثير الشكوك
-
لماذا ينتحر الشباب التركي بهذا العدد الضخم ؟
-
الاسلام السياسي في كوردستان و فريضة الحج
-
ما يحدث ضد الحشد الشعبي لهدف سياسي قبل عسكري في اساسه
-
من هو المنافق في كوردستان ؟
-
من يغمض عن الفساد مشارك فيه
-
لماذا يضايقون عادل عبدالمهدي؟
-
حُطّم الانسان في كوردستان
-
هل كشف بوتين الوجه الحقيقي لارودغان؟
-
تتصرف الحكومة الكوردستانية كانها ذئب في الداخل و خروف في الخ
...
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|