العدوان على العراق
فنانون اسرائيليون على "منصة ضد الحرب"
نير نادر
"منصة ضد الحرب" تأسست بمبادرة حزب دعم بهدف اعادة اليسار الاسرائيلي الى الشارع، وتأطيره حول الموضوع الدولي الاهم اليوم، معارضة نظام جورج بوش المستبد وزمرته المتطرفة. الحدث الاول الذي نظمته المنصة كان يوم الاثنين 24 شباط (فبراير)، وضم مجموعة كبرى من المغنيين والممثلين المسرحيين الاسرائيليين الى جانب ممثلين عن حزب دعم، وجمهور من نحو 200 مشارك من تل ابيب برز بينهم شباب من رافضي الجندية، كما حضره وفد من عمال جمعية معاً النقابية من ام الفحم وكفر قرع.
استقبل المقر التابع لحزب دعم، معرضا ديناميكيا حيا شارك فيه فنانون ضد الحرب، عددهم في ارتفاع. يضم المعرض اعمالا فنية لثلاثين فنانا، اعدوا اعمالهم خلال ثلاثة ايام متواصلة داخل المركز. ويهدف المعرض للوصول الى قاعات معارض اخرى في تل ابيب.
من الفنانين المشاركين في الامسية، زئيف تينيه، موسيقي عريق اصدر سبعة اقراص موسيقية، وهي المرة الخامسة التي يشارك فيها في امسيات ضد الاحتلال والحرب. يقول تينيه للصبّار: "معظم الاسرائيليين يعتقدون ان الحرب امر جيد، ويبدو ان الفنانين يعتقدون ذلك ايضا. ليست هناك حروب جيدة. هذه الحرب تتجاوز حدود المعقول، انها ليست حربا اضطرارية.
"الامسية كانت ممتازة، وكان رائعا مشاهدة جمهور يعارض الحرب، والاحساس بانك جزء من اناس عاقلين. خسارة ان عدد الذين يفكرون بهذه الطريقة قليل، خسارة ان الامر لا يجرف الجماهير".
جاي اسيف، موسيقي وصحافي شهير ومحرر الزاوية الثقافية في موقع الانترنت الاوسع انتشارا في اسرائيل "واللا"، شارك في احياء المنصة. في رأيه: "الفنانون في اسرائيل يعيشون في وضع غير معقول يختلط فيه الجهل بالوعي الكاذب. انهم جبناء وجهلاء، فهم لا يفهمون التشويه الاخلاقي الذي اخترعه الغرب عندما قسم العالم للاخيار - امريكا وحلفائها، والاشرار – العرب. بينما اذا فحصنا ما فعلته اسرائيل والولايات المتحدة في الثلاثين عاما الاخيرة، لوجدنا ان الجرائم التي ارتكبتها هاتان الدولتان افظع مما ارتكبته دول محور الشر".
الشاعر والمغني جادي ايال (45 عاما) شارك في احياء الامسية، وكانت المرة الاولى التي يغني فيها على منصة، وكانت هذه المرة ضد الحرب. يقول ايال: "كان من المهم ان اشارك في الامسية، السبب لذلك كتبته في احدى قصائدي وجاء فيها – ستعتاد يوما ما ايها الولد / على حياة العجب / سترى كيف الطامحين للسلام / هم من يمارس الحرب. الشعب في اسرائيل مريض. انه عنيف ومغسول الدماغ، التربية والاعلام يبلوران طريقة تفكيره الضيقة. يعيش من التوراة ويعتقد انه الشعب الاذكى في العالم".
الكلمة السياسية كانت لميخال شفارتس، عضو المكتب التنفيذي لدعم، التي قالت: "ان سبب الحرب هو سعي بوش للحفاظ على ارباح الاحتكارات الامريكية، لاجل ذلك سيقتل الابرياء. سبب الحروب هو النظام الرأسمالي نفسه، وفقط وصول الطبقة العاملة الى مقاليد الحكم يمكنه وضع حد للحروب".
اسماء اغبارية، عضو المكتب التنفيذي لدعم ركزت على ان: "من يدعم الامريكيين ضد الشعب العراقي، لا يمكنه الوصول لسلام مع الفلسطينيين. في يوم 15 شباط وجّه الغرب التقدمي ضربة ماحقة ليوم 11 ايلول، ولنظرية بن لادن. اللامبالاة التي غذت اليأس والتطرف في العالم الثالث، تحطمت وعلى انقاضها سار 12 مليون انسان نحو عالم حر من الانظمة اليمينية الرجعية واولها نظام بوش الذي يجرنا نحو الهاوية".
نسيم عثامنة، القى كلمة باسم عمال جمعية معاً، جاء فيها: "اننا نرفض الحرب الامبريالية التي تقودها ادارة بوش ضد رفاقنا العمال وشعبنا في العراق، ليس من منطلق كوننا عربا او مسلمين بل لكوننا عمالا. هذه الحرب التي ستحصد ارواح آلاف الابرياء لا تهدف لتحرير العراق بل لضمان المصالح النفطية الامريكية. للحكومة الاسرائيلية التي تنادي باسقاط النظام الاستبدادي نقول انه ليس من حقها الحديث عن الاستبداد والحرية، وهي تحتل شعبنا الفلسطيني لاكثر من 30 عاما".
المبادرة والفعاليات القادمة
"منصة ضد الحرب" هي حدث اسبوعي، يتم في قاعة كبيرة في المركز الجديد لحزب دعم في يافا. وتعتبر المبادرة بارقة امل فريدة من نوعها في اسرائيل التي ينعدم فيها اي صوت او تحرك ضد الحرب. فقد كان التحرك الاخير في تظاهر 1500 شخص في تل ابيب ضد الحرب في 15 شباط، ولكن رغم ان الحركة عمت العالم الا ان اليسار في اسرائيل صمت.
الضعف الكبير الذي ميز المظاهرة في تل ابيب، اصابها قبل ان تخرج للشارع. فمنظمة "تعايش" التي نظمت المظاهرة، اكتفت بدعوة حزبي الجبهة والتجمع للخطاب من على المنصة، ولم تعمل من اجل تشكيل ائتلاف واسع مع كل الاحزاب والتنظيمات المعارضة للحرب، كما يتم عادة في الحركات العالمية ضد الحرب.
ضعف المنصة في تل ابيب كان تلميحا بان المظاهرة لا تسعى للتأثير في بناء حركة نشطة ضد الحرب في اسرائيل. على ضوء ذلك قرر حزب دعم المبادرة لانشاء اطار للنشاط المتواصل ضد الحرب في العراق.
استضافت المنصة يوم المرأة العالمي في 8 آذار الذي خصص لمعارضة الحرب (راجع ص 36). الفعاليات القادمة تشمل محاضرة لاساف اديب، عضو المكتب التنفيذي لدعم، في 19 آذار بعنوان "الحركة العالمية من معارضة العولمة لمعارضة الحرب – من الاحتجاج للبديل السياسي"؛ انتاج قرص موسيقي (ديسك) لاغاني فنانين اسرائيليين ضد الحرب؛ عرض مشاهد من افلام لسينمائيين معارضين للحرب؛ تجنيد ممثلين لتقديم عروض مسرحية تشمل 15 من افضل المسرحيات التي عرضت مؤخرا؛ تنظيم محاضرات هدفها اثارة النقاش داخل اليسار بالنسبة لطبيعة الحرب واهمية معارضتها.
*******
الصبار