حكمت حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 20:49
المحور:
الادب والفن
اقترب الخريف...وصفراوات الورق...
أحلام شتى، بفعل الأرق...
ويا ليتني تلك الأوراق المتساقطة...
أرحل بردا وأعود دفئاً...
كلكم تزهون بقوة الخضراء...
حين يستحيل الثبات إلى جمود...
من غير ماض أو يوم موعود...
وما ذنب الأغصان أن تظل مثقلة بكم...
متطفلين على ما تبقى فيها...
تفرشون على أثيرها...
كل ما يعبر عن فقدكم للإحساس...
لا ربيعا ولا صيفا...
كل الفصول تطفل لديك واسترزاق...
مالم تصبحوا...كصفراوات الخريف...
لن تعرفوا يوما معنى الاشتياق...
يكفيها فخرا، أن كل البشر...
يحزنون لرحيلها، ويعشقون عودتها...
لا مشهدا معتادا...
كحجارة الأرصفة...
وعبارات المجانين على الجدران...
ليس أجمل من أن...
يرتبط وجودك بفرحة الدفء...
وغيابك بهلع من البرد والأعاصير...
يوم تضع حدا لعربدة الصيف وحر الشمس...
تمنح الإذن بالعبور للزهور...
ويولد الأخضر من صميمك مرة أخرى...
وإن كنت تبتغِ الهدوء...
ارحل بعيدا...
أو اجثم في عين الاعصار...
* * *
تلك صفراوات الخريف....
ظلما قرناها بحزن وكآبة...
مظلومة دوماً...
ككل الأشياء الجميلة في التاريخ...
وكل المبدعين...
لا شيء يشبه بريق خفتها...
أو نغم حفيفها على طرقاتنا...
موسيقى العاشقين...
ولوحة ينشط فيها صخب العيون...
يطغى على صرير الرياح...
ومآتم ذات المكان...
سأناجي إلهي دوما...
وأصلي له...
عله يعدل عن إدخالي الجنة...
ويجعل من روحي خريفا...
ومني...صفراوات الخريف...
================
02/09/2019
13:35
#حكمت_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟