أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الحانق الذي فقد الحكمة في امره















المزيد.....

الحانق الذي فقد الحكمة في امره


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 04:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انه لم يطا قدمه بعد على ارض كوردستان بعد صراع و خلاف كبير و فعل ما ليس في وقته و مكانه و بدا بما كان عليه وان لا يبداه و استمر في غيه طالما تربى علي عبادة النفس و النرجسية التي امرته في كل تحركاته الى ان اصاب الامة الكوردية بكل ماجرى في هذا التاريخ المشؤوم الذي فُرض على مسيرة الكورد وتخلله مما لا يمكن تقبله على شعب لم يذق طعم الحرية و السلام لمدة طويلة جدا.
انه ولد و تربى في ديوان لم يعلّم فيه غير النقاشات الدينية و فروع العقيدة و ما فرض على امة الكورد اضطرارا وبالقوة و العنف لا مثيل له، اضافة الى الترغيب و الحيل والخداعات المختلفة الاشكال باسم الدين و الحقيقة، انه ديوان او المضيفة التي كان يتعلم فيها من كان يرتاده فنون الصراع دون ان يكون في هدفه من دخولها اليها و لم يقصد هذا بنفسه، و هذا ما كان بمكان و الشبيع بالمدرسة الاكاديمية السياسية عند الدول المتقدمة في عصرنا هذا.
كان الكلام في تلك الدواوين عن الدين و الفقه و المذاهب و الفروع، و لم يخرج منها الا من يكتسب خبرة سياسية قبل الفقهية الدينية ايضا، و كان يختلط في مسار كلام الرواد شيئا عن القومية و النضال من اجل اخذ الحقوق العامة المشروعة احيانا ايضا دون الخروج من طوع حامل العقيدة المستوردة المعتبرة عندهم. و كان لابد ان يتعلم من كان مدمنا في ارتياد تلك الدواوين علوم الحياة اكثر من العلوم الطبيعية و المعرفة المجردة. و عليه كان التوغل في امور القيادة تدخل في عقول بعض الرواد من جراء تفكيره ذاته دون اي تلقين او اي جهد و بالاخص المقربين من الشيوخ او ابناءهم و اقربائهم.
فكان هذا الذي نقصد هواحد ابناء صاحب ديوان له مكانته في كوردستان التي خضعت لقرون لارشادات و عقائد اسلامية لم تفدها اي كوردستان بشيء في قضيتها الرئيسية الحقة، بل فرضت جدال و نقاشات في امور ثانوية على شعبها، و من ثم اغرقت كيانها في بحر من الظلمات الفقهية التي اصبحت شانا خاصا و مهما دون رادع، و العاقل اعاد اليهم سلعتهم، ماهو الاهم و يفرض مالا يفيدهم و هي المواضيع التي تخضعهم للتضليل اكثر و الابتعاد عن صلب قضيتهم الحقة.
و من ثم بدات عصر الخلط بين المفاهيم الدنيوية العصرية مع الموجود, فان اهل تلك الدواوين من الاوائل و في الطليعة لقيادة مسار تلك التغييرات التي حدثت بعد مجيء وسائل التقدم مهمشين اهل العامة و ان كانوا من الجهابذة و الحاذقين و الاذكياء، لعدم توفر الارضية لهم لتسلم ما هو الاحق لهم من تسلم الريادة و القيادة.
فدخلوا هؤلاء من باب العلوم الدينية و تعالميها و ما تتضمن من الارشادات و من ثم الانتقال الى عالم التحزب و التجمع و الحركات بافكار مختلطة و عقلية جاءت من ارض علوم الدين و الفقه و النصوص دون ان يعتنوا بما يتطلبه العصر، و ان كان هناك شواذ في التفكير و السلوك و التعامل مع المتغيرات المفروضة على المجتمع الكوردستاني نتيجة الاحتلالات و الاستعمار و الاحتكاكات المباشرة بين المستورد و الاصيل.
بدات عملية الاستناد على التجمعات الفكرية الايديولوجية من خلال الحزب الواحد بعد التناقضات التي كبلت ايدي من حاول تقليد الغرب و طرق معيشتهم من خلال عدم بيان الاصح و عدم اختيار الملائم لمجتمعنا. انهم اعتمدوا على العشائرية و تجمعات القرابة للتنظيم الحزبي بقيادة بعض النخبة الاتية من تلك الدواوين و رئاسات العشائر و الوجهاء في المجتمع.
و هذه النخبة تعرضوا للتضليل الناتج من التناقضات المسيطرة على الحياة العامة و منها بالاخص الثقافية و السياسية، مع عدم الانسجام بين المستوى الثقافي العام و عالم التحزب و التنظيمات و الالتزامات المنهجية الفكرية العقيدية الايديولوجية الخاصة بالصراعات العامة داخل الحزب من اجل تحقيق الاهداف و بشعارات ملائمة مع الحال سواء ماكان المجتمع عليه او محاولة التاثير عليه من اجل سحبه اي المجتمع الى مكان يؤمن بما يبرز و يحتم الالتزام بما يطرح عليهم من قبل الاحزاب.
و عليه لم تكن العقيدة الحزبية مشكلة اكثر من ندرة او انعدام القيادة المناسبة لمثل تلك الاوضاع و المجتمعات المتخلفة، فالنخبة كانت فوق مستوى العام بكثير و كان لابد من خلط الامر من اجل الجماهيرية الحزبية، و القيادة العامة التي كان من المفروض ان تكون من ولادة رحم الامة ذاتها لم تولد بعد. و هذا ما فضل القائد الجماهيري العشاري على الحزبي العقلاني النخبوي في بداية الامر، رغم وجود العقليات النادرة المتفهمة لما كانت تتطلبه المرحلة.
ثم جاءت مرحلة تاسيس الاحزاب باسس سليمة و دخلت فيها الصراعات و الانشقاقات و تحكم من كان له الخبرة البدائية منذ ترعرعه في الدواوين على العمل و التحايل و من ثم البروز بين الجميع، و اخر ما كان يفكر به هؤلاء مصلحة الشعب، اي كل خطوة لهم كانت محسوبة من اجل المصالح الضيقة و ليس كل ما يُقال اليوم عن نزاهة و سلامة فكر و عقل هؤلاء الا لخداع النفس من اجيال هذه المرحلة، اضافة الى انه لا يمكن انكار من كان بحمل الوصف الذي يتلكم عنه المؤرخون على الرغم من انعدام سلطتهم و امكانياتهم و خفة امرهم و ضيق دائرة تنفيذ اوامرهم او تهميشهم بقوة السلطة التخلفية المسيطرة في حينه.
وصلت الحال الى تاسيس حزب يمكن تعريفه بانه تقدمي عصري في بدايته وفقا لما كانت الحال في تلك الفترة، و بدا تلك الصراعات تفكه و تشتت امره داخليا رغم تاخر الانشقاقات و الانقسامات فيه، اي بين المتخذ من الاسس البدائية في الاعتماد على الجماهيرية و النخبة، و فرضت الفروقات نفسها على الامر و لم تصبر النخبة طويلا و لم تتحمل القائد الجماهيري بشكل يمكن ان نقول عليهم الخير او ان نعرّفهم اليوم بقائد تاريخي، كما كان موجودا في الدول التي تاسست و برزت في اوقات قياسية. كان صدور القرارا في وقت الغضب و الحنق و الوعود عند السعادة المفرطة و العاطفية مسيطرة على القيادة، ولازالت تاثيراته بائنة في الاحزاب الكوردستانية الحالية المتوارثة لتلك السمات و الصفات السلبية التي اودت بالثورات الكوردستانية.
ان اخطر ما شاهدته الحركة الثورية التحررية الكوردستانية هو الانفعالات الشخصية من قبل القيادات و ما اتخذت من القرارات الاستراتيجية الكبيرة المصيرية لديهم دون دراسة في اساسها و في لحظة حنق و غضب، مما حدا في اخر الامر الى الاحساس بالغلطة بعد انفلات الامر من ايديهم، و عندما لا تفيد الندامة، و البعض اعتذر و الاخر لم يحتمل الامر و الثالث مات نكدا على ما اقترفه هو بيده ، و الرابع تراجع و اعتذر في اخر المطاف دون ان يفيد تراجعه الامر، بل زادت الطين بلة نتيجة تغيير الظروف و الواقع، و كان بالمكان ان يكون السكوت مفيد و افضل من الاعتراف بالاخطاء في الوقت غير المناسب، و عليه لم نر سيرة حياة تلك القيادات بشكل يُذكر فيها ما حدث بشكل جلي كي تستفاد منها الاجيال من اجل تجاوز امر تكراره. و به يمكن ان نتكلم بصراحة عن الامر و نقول كان هناك انعدام الحكمة لدى القيادات الكوردية منذ بداية انبثاق الاحزاب الكوردستانية لحد اليوم، سواء كان السبب التزامهم بما تفرض عليهم عاطفية في التفكير و التعامل او حنقهم الدائم و عدم تنظيم الذات عقلانيا رغم وجود النخبة المتعقلة في امورهم الذاتية البعيدة عن ما يهم الشعب بشكل عام. و به يجب ان نعترف بطلاقة لساننا بانه ليس هناك قائد كوردي عقلاني حكيم يمكن الافتخار به بحيث كان بامكانه ارساء السفينة في ضفاف المرسى بامان، و عليه يمكن القول مع غدر الكثيرين المصحليين العالميين و الاقليميين من المنطقة كان العامل الرئيسي الاخر لانعدام دولة خاصة بالكورد هو انعدام القائد الحكيم المتعامل مع مرحلته بشكل عقلاني ايضا.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل دخلت كوردستان في متاهة المعلوم؟
- لماذا يرقص اردوغان على الصراط الحاد بين روسيا و امريكا
- حول سيادة اقليم كوردستان قبل العراق
- لن تتمكن المنطقة الفاصلة الفصل بين الشعب الواحد
- ما يُحسب على احزاب الاسلام السياسي في كوردستان من الضرر العا ...
- غياب تفاصيل اتفاقية المنطقة الفاصلة يثير الشكوك
- لماذا ينتحر الشباب التركي بهذا العدد الضخم ؟
- الاسلام السياسي في كوردستان و فريضة الحج
- ما يحدث ضد الحشد الشعبي لهدف سياسي قبل عسكري في اساسه
- من هو المنافق في كوردستان ؟
- من يغمض عن الفساد مشارك فيه
- لماذا يضايقون عادل عبدالمهدي؟
- حُطّم الانسان في كوردستان
- هل كشف بوتين الوجه الحقيقي لارودغان؟
- تتصرف الحكومة الكوردستانية كانها ذئب في الداخل و خروف في الخ ...
- وصول ميزانية حكومة اقليم كوردستان الى الافلاس!!
- كيف يتحول اداء السلطة الكوردستانية من الثوري الى المدني
- موقف امريكا هو عدم تعرض الكورد للاذى المؤقت وليس حمايتهم
- اوصل اردوغان سمعة القضاء التركي الى الحضيض
- عاشوراء كوردي ذي ستة اصابع (2)


المزيد.....




- العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
- -إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح ...
- في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في ...
- أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
- ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
- نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي ...
- ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
- الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع ...
- رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ ...
- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الحانق الذي فقد الحكمة في امره