فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6338 - 2019 / 9 / 1 - 23:13
المحور:
الادب والفن
أحبها حد الكره...
الأحد 01 / 09 / 2019
لاأحبها هذه البلاد...
تزرع أحشائي حبا
وتنزعها منه...
تُلَوِّنُ الشاشة بألوان الطَّيْفِ
وأنا لاأرى سوى الشبح...
لاأرى سوى ملعب
يسبح في غضب المدينة...
لا أرى سوى جبل يهدر دمه
على أبناء ليسوا سوى نعال التراب
و ثقوب الغربال ....
لايرون سوى ظلالهم شاحبة
على أسلاك الماء....
الوطن هذا جدار...
يتسلق الموت أويعبرإليه
وأنا نائمة على ضلع المدينة ...
كفيض أحلام واهية
معتقدة أنها مفتاح المدينة....
أرى رأسي حبل كهرباء ...
يصطف اليمام والحمام
أضرب بيدي ...
يطير كل شيء
الحمام والأفكار والشعر
أعرف أن رأسي الذي يطير
لاينام...
في الزقاق الذي أسكنه ...
أسمع قططا تموء بحثا
عن إجابة بيولوجية...
وهي تتجول لإلتقاط رائحتها
ورائحة القطط الضالة....
لضمان ليلة دافئة دون تورية أومجاز...
في القمامة القريبة من الجيران
جرذ يبحث عن أسنانه
قرضتها ذبابة خضراء ....
فهل سبق لكم التعرف على أنواعها ...؟
لا أحبها هذه البلاد....
تجعل الرصاص أقرب من حبل الوريد
تجعل الموت أشد حبا من موتاه...
ترتب أصابع شهيد يمسك نجمة
يحرس فيها عمره المتبقي ....
من عين رصاصة....
يوزعها على الباقين قيد موت
كي يستفيدوا من زراعة قلبه
يقطر حبا بالوطن....
في وطن يصنع من الجماجم
وليمة حرية أكلناها ...
وما علمنا طعمها حتى....
فاطمة شاوتي / المغرب
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟