أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - أبي














المزيد.....

أبي


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6338 - 2019 / 9 / 1 - 09:36
المحور: الادب والفن
    



في جلسة انس ،مرح و فرح برفقة امي. بدأت تحدثني عن ابي الذي لم اتعرف على جوانب كثيرة من شخصيته.. رحل الى دار البقاء وانا في سن الثانية عشرة من عمري .اتدكر يوم مماته. كنت في اعدادية "موحي وسعيد"، الساعة حوالي الثالثة زوالا، اقترب مني صديقي " محمد كريم" .عانقني واخبرني ان ابي عانق الحرية الابدية والتحق بالرفيق الاعلى. نزلت دموعي على خدي .بكيت بحرقة كبيرة.توجهنا راسا صوب الحراسة العامة،الاستاد "قافو"
الحارس العام كان ايضا على علم مسبق بالمصاب. قدم لي التعازي وأمرني بالانصراف الى منزلنا .
اخبرتني امي ان ابي كان أحد أغنياء قومه كان تاجر كبيرا. بالدار البيضاء عندما كانت تتوفرعلى بابين فقط – اظنها تقصد المدينة القديمة - اخبرتني ان ابي كان الشخص الوحيد، في دواره - القراقرة - الذي يتوفر السكر في بيته على الدوام، ويؤم القوم منزله لشرب كأس شاي بالسكر.. كما أنه كان متزوجا من "شلحة " من "تيغرمين" ويسكنان قرب البروج . وله ثلاث بنات منها ..يا سلام لي ثلاث اخوات من ابي؟ ولم تسمح لي الظروف بالتعرف عليهن بعد..اخبرتني انه انجاز عظيم في الثقافة العروبية ان يتزوج الرجل " شلحة ". خصوصا اذا كانت من الاطلس المتوسط . "الزين و الحداكة " حسب تعبير امي .. العروبي بدواخلي يبتسم ابتسامته الماكرة .انا محاط بهن من كل جانب وفتاتي شلحة أيضا ابا عن جد، و امي بحنكتها تدرك الامر جيدا..
تنظر الي وتعلو محياها ابتسامة غريبة، لا افهمها.لا اريد ان ازعجها باسئلتي البليدة. والغبية . خمنت انها تنظر الى ابي من خلالي انا، لاني نسخة طبق الاصل منه . ورثت انفته وكبريائه وتقاسيم وجهه. لكن الطيبوبة كانت بصمة من قلب امي.. هو سب هيئة المحكمة وسب "القايد" و انتفض ضد السلطة في البروج مسقط راسه. اعتقل على اثر دلك .صرح انه لا يعترف بحكم الاطفال الصغار .في اشارة الى هيئة الحكم في المحكمة الابتدائية ،هذه الاخيرة مارست الظلم في حقه.. تعرض للضرب و التنكيل و التعديب وخرج من السجن مرفوع الراس واصبح قصته تسردها الالسنة بنوع من الافتخار.كان بطلا في نظرساكنة البروج وباقي الدواوير.
ارث عائلي اخر علي تحمل مسؤولية استمراره و تسليم مشعله لأطفالي من بعدي، لكن اظن ان اخي الاكبر تحمل الجزء الاوفر من هذا الارث.. كان اكثر راديكالية مني مستعد للنضال و الاعتقال في اية لحظة. نموذج للتضحية و التفاني في النضال، اظنه تجاوز ابي في عنتريته..انتمى ل"اوطم" الاتحاد الوطني لطلبة المغرب قبل الحضر وكان ماركسيا يؤمن بالثورة الشعبية و تاميم وسائل الانتاج ينبد راس المال و استغلال الانسان..انتمى لرفاق الشهداء في زمن الجمر و الرصاص زمن الاغتيالات السياسية،زمن الاختفاء القسري، زمن مجهولي المصير او زمن "بوخنشة " كما كان يصطلح عليها شعبيا.. بشعر كثيف ولحية تشبه لحية "غيفارا" هو ورفاقه لا يهابون المخزن واعوانه..كنا نتسائل نحن الجيل الذي يليهم . من اين ياتون بهده القوة وهذه الصلابة.رفاقه كانوا خليطا من رفاق الشهداء والماركسيين اللينيين،بعضهم من حركة الى الامام واخرون من منظمة 23 مارس. ومنهم تروتسكويين وبعض رفاق علي يعتة ايضا. لم اعرف احدا منهم ماويا وقد اكون اغفلته ..الجو السائد بينهم رفاقي بامتياز يتقاسمون كل شيئ الشاي و الخبر ، الملابس..الكيف ايضا كان ملكا مشاعا بينهم..اعدموا الملكية الفردية من ثقافتهم وممارساتهم ..كان منزلنا القلعة الغيفارية التي يجمع فيها تكتل اليسار
قالت لي امي تعليقا على الامر : " خوك بوهالي بحال بوك" .هل كانت تقصد شيوعي؟
بقي سؤال غنى ابي و الفقر المدقع الذي نعيشه معلقا في ذهني ...



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الخمسين
- رسالة الى والي الداخلة -و ادي الذهب
- الطنز العكري
- ساقول كلمتي
- سعاد
- الثوريون
- درس في الاحترام
- قرب المدرسة
- قبل المدرسة بقليل
- عاشة البوهيمية
- سفر
- ذكرى ابي
- سالبا سالبا
- خميس في القصيبة
- في العاصمة
- الجوهرة
- القصيبة مدينة الصقور.
- الزهرة الجميلة
- معلمتي الجميلة
- الاستقلال المنقوص ومشكل الصحراء المغربية (1/3)


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - أبي