ح43) بائعه الخبز 1 ‏( تفكيك المربوط فى سيره بني زعبوط

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 6335 - 2019 / 8 / 29 - 21:34
المحور: كتابات ساخرة
    

هامش 11
كتب المحقق فى هذا الهامش أبياتا توضح الأرتباط بين الأنسان واللغه الأم:
عيني رأت مولود على كتف أمـــــــــــه
يصرخ.. تهنن فيه، يصرخ.. تضــــــــــــمه
يصرخ، تقول يا بني ما تنطق كـــــــلام
ده اللي ما يتكلمش ياكتر همـــــــــــــه
عجبي!!
- بائعه الخبز (متن)
وقفت يوكابد , أم موسي , وسط الجماهير المحتشده فى السيرك لتشاهد المواجهه المرتقبه بين أبنها وسحره الفرعون. كانت لا تزال مفروده القامه , مرفوعه الهامه
وأن غطي البياض معظم شعر رأسها. كانت عيناها تتنقل بين السماء والأرض على وقع دقات فلبها المتسارعه وهى تلهج بالدعاء. ورغم أنها بالأمس لم تبدي أيه بادره قلق أمام موسي وأبلغته أنها لن تذهب الى السيرك لأنها متأكده من دحره لسحره الفرعون , وأنها تفضل المكوث فى البيت حتى تجهز طعاما يأكولونه حين عودتهم. لكنها بعد ذهابهم وأنفرادها بتفسها لم تستطع مقاومه القلق الذى سيطر عليها , فوجدت نفسها تخرج من البيت وتسير وسط الجموع لتتابع اللقاء... .
تزوجت يوكابد من عمران بن لاوي وأنجبت منه ثلاثه أبناء هم : مريم وهارون و الأبن الأصغر موسي. وقد كان لها من أسمها نصيب , فهى مثال للأنسانه التي حكم عليها بالشقاء والمعاناه لكونها من بني أسرائيل عامه ولفقر زوجها خاصه..لكنها تجاوزت تلك الحياه البائسه وتطلعت الى حياه أعلى مع أسرتها , فكانت تفني نفسها من اجل ذلك وتعمل بلاكلل وهى سعيده. تستيفظ مع خيوط الفجر الأولي وكل من فى الدار نائم , لتعجن الدقيق الذى طحنته بالأمس وتخمره بقطعه خبز أستبقاتها لذلك , ثم تقوم بتقطيع العجين الى كور فى حجم اليد. فأذا ما فرغت تضع المياه والحبوب أمام الطيور التي تربيها ثم تدخل الحظيره حيث بقرتها الوحيده , توقظها وتجمع الروث من حولها والذى تعيد استخدامه بعد تجفيفه فى أشعال كوه نار الفرن, ثم تحلب بقرتها وقد وضعت امامها بعضا من الحشائش. فأذا ما انتهت , ايقظت أبنائها وزوجها ووضعت امامهم الحليب وما طهته من خبز ليأكلوا بينما هى منهمكه امام الفرن لتسويه باقى العجين..فأذا ما انتهوا من الطعام وذهبوا للعمل فى الحقول , أسرعت لتحمل سبتها على رأسها وقد وضعت فيه ما صنعت من خبز وجبن , تبيعه فى مقابل ما تيسر من حبوب ونواقص الطعام فى بيتها. ولا يتوقف ترس عملها اليومي المضني حتي يقبض عليها النوم فى المساء وقد سقطت جفونها على عينيها مطبقه من فرط الأعياء. كانت يوكابد سعيده رغم حياتها البائسه لأنها حملت فى قلبها أملا فى أبنائها وأسرتها , وتنسي كل المعاناه وهى تري أبنائها امامها ينمون ويكبرون فيكبر معهم حلمها ..

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات