( نصّ مفتوح )
أنتِ واحتي الظليلة
أهربُ مِنْ غربتي
كلَّما تجثمُ عليّ
لحافها الصقيعيّ السميك
أهرعُ إليكِ
لأستريحَ تحتَ ظلالِكِ الخصبة
لأنامَ بينَ أحضانِ النرجسِ البرّي
مهروسةٌ محطّاتُ العمرِ
تحتَ ظلالِ الغربةِ
غربتي غربتان
غرباتٌ متفشّيةٌ على إمتدادِ
مراحلِ العمرِ
أشتاقُ إلى دالياتي
إلى خصوبةِ السهولِ
إلى الركوبِ فوقَ النوارجِ
إلى الحمامِ وهم يلتقطونَ
حبّاتَ القمحِ
تستوطنُ في ذاكرتي
أشجارُ البيلسانِ
أشجارُ الحنينِ
انبلاجُ الشفقِ
الندى المتناثرُ
فوقَ شفاهِ الصباحِ
تتهدَّمُ
تتقوَّسُ أبراجُ الحضارةِ
تتراخى أغصانُ الروحِ
رؤى من لونِ الإسفلتِ
تطحشُ
فوقَ
وريقاتِ
العمرِ!
الزمنُ يمضي
شهقةُ العشاقِ لم تَعُدْ تجدي
خارَتْ
قوى
الهلالِ
ضجرٌ أبكمٌ يهيمنُ
على أمواجِ البحار
خيالٌ تتبرعمٌ فيه الأشواك
أحلامٌ متكسِّرة تصارعُ
خفافيشَ الليلِ
مَنْ كسرَ مصباحي؟
صمتٌ مسربلٌ
بهسيسِ الحشراتِ..
انّي أبحثُ عَنْ فرحٍ
عن زهرةٍ مكلَّلة بالندى
عن جنّةِ الجنّاتِ!
أهربُ من ذاتي..
من حلمي
من غربتي
من وجعي ..
أهربُ من زمني
زمنُ الوطاويط ..
زمنُ العبورِ في قاعِ الزنازين!
...... ..... ...... ... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتِ أخرى إلا باتفاق خطّي مع الكاتب.
كانون الثاني: 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]