أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد موجاني - هل يعيش الإسلام خريفه؟














المزيد.....

هل يعيش الإسلام خريفه؟


محمد موجاني

الحوار المتمدن-العدد: 6334 - 2019 / 8 / 28 - 19:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع الانتشار الواسع لوسائل التكنولوجيا، وسهولة الولوج إلى المعلومة ، لا شك، أن طريقة التفكير و التعامل مع المعتقد قد تغيرت كثيرا، فمثلا سمعة الدين إلاسلامي قد تراجعت وبشكل كبير في هذه الآونة الأخيرة، بل قد ظهرت عيوبه أمام تقدم عجلة التاريخ ، وظهر كذلك وجهه الدرامي المأساوي ، بل إن صورته قد دنست إلى حد الكره، عند البعض، رغم الجهود المبذولة لإنقاذ وجهه وتلميع صورته بل وتبرئته من كل الأحداث ، وهكذا كثرت موجات الخروج من الدين، في أوساط الشباب ، والخوف حتى من المتدينين، وذلك راجع إلى مجموعة من الجرائم المأساوية التي عرفتها الساحة العالمية، والأفعال المشينة، التي كان أبطالها أناس مسلمين ، و حاملي لتعاليم الإسلامية على وجه الخصوص .

بالفعل، ليس من المنطق بل هو من العبث أن نحكم على أي فكر أو دين انطلاقا من تصرفات الممارسين له ، كما لا يجب أن نحكم على المسيحية واليهودية انطلاقا من تصرفات المؤمنين بهذه الديانات، وهكذا دواليك.
لكن المشكل هو عندما ينفرد أناس يدينون بنفس الدين ويؤمنون بنفس العقيدة بأفعال إرهابية ويدمرون الأوطان نصرة لله ولرسوله - رغم اختلاف شاسع في الثقافة والبعد الجغرافي والأوضاع الاجتماعية - مما يجعلنا نقول لماذا وحدهم المسلمين يفعلونها ؟ ما الذي يجمع إنسان شمال أفريقيا و جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط ؟ أليس الدين وحده هو نقطة تقاطع بين هؤلاء والعنصر الوحيد المشترك ؟ أليس هو السبب إذن ؟

إن محتوى الخطب التي تلقى كل يوم الجمعة والأدعية المليئة بالكراهية والحقد لليهود والنصارى والتاركين للدين والتي ترهق مسامع المصلين في كل مناسبة لابد أن تعطى أكلها بغض النظر عن الأمد والزمان والمكان.
فعندما يحضر إنسان مسلم دو معرفة متواضعة جدا إلى المسجد راجيا أن يتقرب من الخالق وبه يخطب عليه خطيب أن القتل والجهاد من " الفرائض المنسية والمغيبة" التي على المسلمين أن يلتزم بها، ليكتمل إمانهم ، خاصة بعد أن يجعل منه إنسان مهزوم على مستوى جميع المجالات الحياة ، فالنتيجة الحتمية هي ارتكاب مجازر وجرائم ومحاولة الانتقام طنا منه أن الكفار هم السبب المباشر لمعاناته .
صحيح الجرائم بدافع الوصول إلى السلطة أو المصالح والأموال أو بأسباب المخدرات أو تصفيات لحسابات بين العصابات أو الحروب الأهلية والاستعمار .... قديمة وترتكب في كل مكان على مر تاريخ البشرية ، الآخرون يفعلونها ، ولهم مبررات لأفعالهم الهمجية، هم يجروا وراء أهداف بطرق مشروعة وغير مشروعة، لكن كيف لرسالة السماوية التي تهدف إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإصلاح أحوال البشر، وتنظيم العلاقات بينهم أن تكون المحرض على العنف ، اللهم إن كان ذلك في سياق سابق .
إن الجريمة بتشريع إلهي والقتل والإعتداء على الغير باسم الله ومن أجله هي أخطر الأفعال شناعة، ومن يقتل باسم الله، فكأنما يقتل الله نفسه في أذهان ووجدان البشر ويجعل منه سفاك الدماء لا يستحق أن يعبد ، ويجعل الآخرون يتركون الدين أفواجا أفواجا، رغم أن هذه الأفعال تتعارض مع الخطاب القرآني في هذه الآية الصريحة المغفلة التي يتجهالها مرتكبي هذه الجرائم :
" مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ---  " وقد صدق الفيلسوف الألماني عندما قال " وحده إله جديد قادر على إنقادنا " .




#محمد_موجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة البحث عن المعنى (5)
- رحلة البحث عن المعنى (4)
- رحلة البحث عن المعنى (3)
- رحلة البحث عن المعنى (2)
- رحلة البحث عن المعنى (1)
- خطب الجمعة، ما يقال ليس سهلا!
- أنا أمازيغي ولكن...
- الدين الطبيعي أو أرجوك لا تتخدني عدوا
- مسلم اليوم وتوهم امتلاك اليقين التام


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد موجاني - هل يعيش الإسلام خريفه؟