|
الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في النضال الطبقي!
عادل احمد
الحوار المتمدن-العدد: 6333 - 2019 / 8 / 27 - 18:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربما لم يكن هناك اشياء مؤثرة على الرأي العام اكثر من الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وغيرها، ولم يكن هناك شيئا اكثر سعة وأكثر عالمية جعل العالم بمثابة منطقة صغيرة اكثر من الشبكات العنكبوتية " انترنيت " ، وهذا ما جعل الاهتمام العالمي حتى في ابعد القرى النائية من شرقها وغربها وشمالها وجنوبها بهذا الأخطبوط العالمي لانتشار واستقبال المعلومات وتبادلها.. وان هذه الفكرة يعرفها الجميع وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للناس. ولكن مدى تأثيرها على مسار الحياة والمعيشة ومدى توجه الناس يتلائم مع الأنظمة الفعلية الحاكمة او مدى تاثيرها على تحريض الناس بالضد من هذه الأنظمة هي المسألة الأصلية في النضال الطبقي في المجتمع. لاشك ان النظام الرأسمالي العالمي اكثر تنظيما ومتشعبا أكثر ومختصا في استخدام الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ودراسة مدى تأثيرها على عقول الناس بان تنتهج مصالح الطبقة البرجوازية سبل تشويه الحقائق بما يتلائم مع مصالحها وحمايتها من الاحتجاجات وثورات الطبقات المحرومة من العمال والكادحين والفقراء.. ورأينا كيف تصبح هذه الشبكات والإعلام عندما تكون شعبية ومنتشرة عالميا ويجتمع حولها عمالقة المال والرأسمال والشركات العملاقة على الفور ويحاولون ضمها الى مؤسساتهم المالية. مثلا رأينا كيف اصبح فيسبوك بعد ان صار منتشرا انتشارا فضيعا في جميع أنحاء العالم و تجمعت حوله عمالقة المؤسسات المالية من اجل الاتفاقات او التحالفات معه وإعطاء البيانات والخصوصيات لكبرى الشركات من اجل الترويج لبضائعهم والوصول الى المستهلكين بسهولة وبطريقة مؤثرة. ليس هذا وحسب وانما نرى مدى تأثير هذه الشبكات لترويج ألافكار الرجعية و زرع التفرقة العنصرية والدينية والطائفية والقومية بين الناس ومدى جذب الناس الى الالتحاق بالمنظمات الإرهابية كما رأينا في التجربة السورية عندما بدأت الاحتجاجات الجماهيرية وحولت الى الحرب الأهلية ومن ثم الى بروز اكثر المنظمات الإرهابية والوحشية أمثال داعش وجبهة النصرة و اخوانها .. وتجنيد الناس من مختلف انحاء دول العالم لهذه المنظمات الإرهابية وكذلك رأينا كيف برزت المد اليميني والعنصري والشوفينية في أوروبا ودورها في شعبية الأحزاب اليمينية في البرلمانات واستلام الحكومات.. ورأينا تأثير شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في احياء الأفكار والخرافات كانت عفا عليها الزمن وخاصة في قلب أوروبا الحضارية والمدنية..
انطلاقا من هذه الفكرة الطبقة البرجوازية والرأسمالية العالمية كيف استطاعت ان تستفيد من الشبكات العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي لصالحها واستخدامها من اجل تراكم الرأسمال ، لذلك لابد من استخدام هذه الشبكات باتجاه معاكس أيضا أي لصالح الطبقة العاملة والفقراء والكادحين .. وهذا ما يجب ان نستخدمه بشكل منظم ومدروس كما تستخدمه الطبقة البرجوازية، ولكن في هذه الحالة لبيان الحقائق والمشاهدات برؤية طبقية معاكسة للطبقة البرجوازية.. ان تنظيم وسائل التأثير على الناس ضروري جدا بالنسبة للطبقة العاملة كما تفعل عدوتها من الطبقة البرجوازية، ان معركة في هذا الميدان هي احدى اهم المعارك في النضال الطبقي المعاصر لان نفس السلاح تستخدمه طبقة الرأسماليين ولهذا علينا ان نستخدم هذه الأسلحة بالضد منهم وعلينا ان نحاول التأثير على الناس وتوجيههم الى الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية والدفاع عن حقوقهم ومحاولة تنظيمهم تنظيما جماهيريا عظيما من اجل قلب الأوضاع لصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة..ان بيان الحقائق بطريقة مباشرة والمشاهدات والوقائع بطريقة منظمة وموجهه ومحاولة جمع الناس لنشر الحقائق والدعاية للحقائق وتكذيب الادعاءات وحجج الرأسماليين والبرجوازيين وعملائهم المأجورين هي الخطوات الصحيحة لنشر الحقائق الطبقية في المجتمع. ان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي و الشبكات الإعلامية مثل يوتيوب وغيرها لا تستفيد منها إذا لم تكن منظمة وغير اعتباطية وانما فقط عن طريق استخدامها بشكل منظم وموجه ومدروس يمكن الاستفادة منها .. وهذه الطريقة من الاستعمال تحتاج الى متخصصين ومحترفين في هذا المجال .. علما ان عالم اليوم اختلف عن الماضي بمئات المرات وأنه اكثر تنظيما وأكثر تخصصا في كيفية التأثير على الناس ، ان زمن النضال الطبقي ووسائله النضالية تغيرت كثيرا وخاصة في زمن تطور التكنولوجيا الرقمية ولهذا استخدام السلاح القديم لا يقدم أي جدوى في نضالنا الطبقي.. وانما علينا ان نتغير وفق ما وصلت اليه المعرفة البشرية وان نستخدم كما تستخدم الطبقة البرجوازية ولكن بطريقة اكثر ابداعا وأكثر تحكيما وأكثر تنظيما لان الطبقة البرجوازية على مقدرة ان تقلب كل الشيء لصالحها إذا لم نواجهها بدعم النضال الطبقي المنظم. ان الاشتراكيين والشيوعيين لا يمكن ان يسيروا وراء خطوات الطبقة البرجوازية وانما عليهم ابتكار وإيجاد طرق مختلفة من اجل الاستفادة من هذه الوسائل والشبكات الأخطبوطية. ان وجود جيش من المتخصصين والمحترفين في استعمال هذه الشبكات وتطويرها ودراسة كيفية التأثير بالدعاية والتحريض والتنظيم هي الكفيلة بالتغلب على سيطرة الرأسماليين على هذه الوسائل ومحاولة تقليل استفادة الطبقة البرجوازية منها.
ان الأحزاب الشيوعية والاشتراكية والمنظمات العمالية بأمكانها ان تستفيد من كل هذه الوسائل بشكل جيد إذا تمكنت من استخدامها بشكل منظم ومحترف وبآفاق النضال الطبقي كما استخدم كارل ماركس وفريدريك أنجلس نفس المنتديات البرجوازية لصالح العمال وكذلك استخدم البلاشفة نفس الوسائل في التأثير التي استخدمتها البرجوازية ولكن بطريقة منظمة وموجهه للنضال الطبقي العمالي، واليوم نحتاج ان نستخدم نفس الوسائل التي تستخدمها البرجوازية مثل الارتنيت وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل منظم وموجه وبروح النضال الطبقي العمالي من اجل التأثير على الرأي العام العالمي بحقيقة وضرورة الشيوعية لانهاء النظام الرأسمالي الى الأبد.
#عادل_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاحتياج الى الإرادة اللينينية
-
المقابر الجماعية والمشكلة الكوردية!
-
حول انتشار الجريدة العمالية!
-
محافظ كركوك الجديد والصراعات القومية!
-
التنظيم العمالي والوعي الطبقي! على هامش الاتفاقات الأخيرة في
...
-
موسم موجة الحرارة في العراق والاحتجاجات!
-
التأكيد العملي لمبادئنا
-
الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا ودور الطبقة العاملة!
-
كركوك و كيفية إنهاء الصراعات!
-
بصدد التهديدات الأمريكية لإيران !
-
حول شعار - يا عمال العالم اتحدوا-
-
الهدف الطبقي للاول من ايار
-
التجربة المصرية ودور الجيش في السودان والجزائر !
-
مأساة غرق العبارة في الموصل
-
مجزرة نيوزيلاندا والصراع بين الارهابيين
-
بيرني ساندرز وصعود اليسار الامريكي!
-
أنهاء التمييز ضد المرأة يمر عبر بوابة النضال اليومي للعمال
-
مؤتمري وارشو وسوتشي وصراع النفوذ
-
دكتاتورية ديمقراطيات البرجوازية!
-
حول عنجهية امريكا ضد فنزويلا!
المزيد.....
-
وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش
...
-
أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
-
سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس
...
-
المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
-
السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر
...
-
القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل
...
-
موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا
...
-
محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات
...
-
فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف
...
-
دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|