أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - 10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير














المزيد.....

10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير


نائلة الشقراوي
إعلامية وباحثة في الحضارة والأدب العربي

(Naila Chakraoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6333 - 2019 / 8 / 27 - 00:40
المحور: الادب والفن
    



عشرة دقائق تكفي العمل الروائي الأول للشاعرة رفيعة بوذينة باللهجة العامية واعتماد اللهجة التونسية في الكتابة صار الموضوع الحارق الآن، فهناك اراء تدعو الى الوقوف ضد هذا التيار المهدد للغتنا العربية و هو ما جعل الروائية الناقدة وحيدة المي تطلق على هذا النوع من الكتابة ،صفة المسخ ،ولعل الاصوات المناهضة للكتابة بالعامية على جانب من الصواب لأن لغتنا العربية في خطر حقيقي نتيجة تدني مستوى التعليم وتهميش البرامج لها .فهل استطاعت رفيعة بوذينة اقناعنا بجدوى تجربتها بالعامية في رواية 10دق تكفي ؟
الرواية تأخذنا الى ضفاف زمانية ومكانية متعددة كل ضفة موجها مضطرب يعلو ليلتحم بالضفة الثانية في تناغم نجحت الكاتبة في أن تجعلنا في عمقه نحيا التعاطف والتأثر مع البطلة وحتى البطل تلك الشخصية المكثفة الذي من المفروض ان لا يكتسب تعاطف القارئ ،التعاطف قيمة اقحمتنا فيها الكاتبة عمدا لأنها وهي تكتب الرواية كانت تدرك جيدا انها تحكي قصة تتكرر كثيرا في المسلسلات كما في الواقع وهو ما يحيلنا على القول ان الكاتبة جهزت سيناريو كاملا لعمل تلفزي تونسي ولا ينفع حينها ان يكون بالعربية .الرواية في مستوياتها القصية لم تقف عند سرد احداث عادية عن امراة احبت وعشقت بتفان زميلا لها خير ان يتزوج ابنة جهته وغدر بالحبيبة وخذلها ليلتقيابعد 19 سنة فيتجدد الشغف وتتقد نيران الحرمان بفتيل الحب ويبعث فيها حياة وحماسة لتصبح الأستاذة المتزنة شخصية مختلفة مجازفة تفتح أشرعة قلبها للعشق خارج أطر الزواج دون أن تفكر بالزمن ولا بالموانع ،سناء البطلة تنسى الامومة وحذر نساء التعليم امام شعور أنثى تجاوزت الأربعين وهي في حرمان عاطفي ،امراة يعود ماضيها فجأة وهو أكثر جمالا مما كان فتحضنه وتهبه الزمن الحاضر في غفلة متعمدة للعقل .ليس الحب والفشل به ومحاولة استرجاعه والقدر الظالم دائما للأحبة سوى فكرة بالرواية تمتد منها عدة مواقف تمررها الكاتبة بذكاء وتحكم كلي بتوزيع الأحداث وتشابكها في تداخل للماضي بالحاضر تعبر عنه الشخصيات بالحركة والقول كما تتحكم جيدا في الحبكة فلا تختلط الأحداث ببعضها أو ملل وهذا ما يتماهى كثيرا مع تقنيات الكتابة السينيمائية التي تصور الأحداث كمشاهد مختلفة الزوايا هدفها الأول شد الانتباه والتحكم في العقل والمشاعر ،فمن خلال تلك الفكرة المعقدة وقصة الحب صورت الكاتبة بالتوازي تفاصيل حياة الأستاذات المغتربات في الجنوب و اختياراتهن الفاشلة بعيدا عن توجيه الأهل أو رقابتهم ،اعلنت رفضها القِيمي لعودة علاقة البطلة ببطل خائن ،أكدت على اهمية الصداقة في حياة المرأة العاملة ،لمحت كثيرا ان الفقر العاطفي في حياة الأنثى قد يجعلها تقع في المحظور، وإلى ضرورة التكافئ الفكري بين الأزواج ،ابدت موقفها من الثورة "واش قلبت ها الثورة من عباد واش غيرت من ناس واش فرقت اخوات من نفس الدار" ومن سياسة الحكام بعدها وتبعيتهم لتركيا "قالو شراتو تركيا ،وهي تركيا خلت حاجة مشراتهاش" .كل هذا سرد بلهجة تونسية قريبة جدا من العربية تزداد تأثيرها على القارئ عندما تبدأ الروائية في التغزل بالأماكن ،بتونس ومعالمها بالناس وقيمهم المحببة،وهذا ربما الدافع الذي جعل رفيعة بوذينة تكتب بالعامية فهي أرادت ان تكتب عن تونس الجميلة من خلال أبطال مثقفين تغلب عليهم اناقة المظهر والسلوك رغم انتمائهم للطبقة المتوسطة في إشارة منها ان مخزون الجمال بتونس كبير وهو يكمن في قلوب ابنائها في طريقة كلامهم وفي الجبال التي تحرسهم والأشجار التي تطعمهم وتظلل عليهم ،التفاؤل بالرواية كان تضمينا وتلميحا رغم النهاية السيئة للبطل بل ان النهاية نفسها لها رمزية واضحة فالبطل الأنيق الوسيم الذي تحول بعد الثورة إلى جسد اخواني يهدده المرض الخبيث، لابد ان ينتهي بالموت حسب رأي الكاتبة طبعا في إشارة منها ان تونس الحياة لا تقبل بهؤلاء وسيدفن ماضيهم وحاضرهم .ان الكتابة بالعامية اختيار لابد معه ان نعي انها ليست استسهالا وانما تجديدا وضرورة في محاولة لتقديم الأفضل الذي رأينا دلائله المتعددة في 10دق تكفي لولا تكثيف الكاتبة من الجمل الفرنسية لسلمنا بأن العمل أجمل بكثير فنيا واسلوبيا وهو بالعامية بما يجعلنا نقر بنجاح فكرة الكتابة بالعامية.



#نائلة_الشقراوي (هاشتاغ)       Naila_Chakraoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة النص في مجموعة الوجه الآخر للحكاية لإبراهيم بن مراد
- رواية مراد ساسي المشي على شفرة حادة ، رحلة الهروب من الموت ا ...
- وجودية منير الوسلاتي ما بين الاستشراف العرفاني والشعرية _
- رواية للا السيدة للكاتب طارق الشيباني، الرواية المكتوبة على ...
- حفر دافئة للروائي التونسي الحبيب السالمي رواية التفاصيل المر ...
- الحبيب الهمامي ما بين تحليق وسفر ذات شاعرة يشدها الواقع إليه ...
- الضوء الشارد من فصول أنثى الفصول الفصل الخامس المندس بالرواي ...
- صمت النواقيس للكاتبة فتحية دبش ،رحلة في مناخات العنف والإرها ...
- اليسار التونسي والقضية الفلسطينة المطموس والمعلن
- يوسفيات نجيب بن علي تنعى المدائن والوطن ___
- عمق المشاعر وضجيج الفكر في الإصدارات الأخيرة للشاعرة فضيلة ا ...
- القاضي والبغي رواية يكتبها محامي ليقرأها متهم
- دراسة نقدية في رواية ليت شهدا
- متعة الكتابة ولذة القراءة في نص ربيعة الفرشيشي :الحلم المشته ...
- الماء يلون أجنحة الفراش قراءة في قصيدة فرشات تونسية ل عبد ال ...
- تجليات الأنا في ديوان أنين الصمت للشاعرة زهور العربي
- إيقاع الحياة في تجربة طارق القلعي الشعرية


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - 10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير