|
لماذا يتقاطع الحشد الشعبي مع دولة المواطنة ؟..
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6333 - 2019 / 8 / 27 - 00:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا يتقاطع وجود الحشد الشعبي والميليشيات الطائفية مع دولة المواطنة ؟.. سائل يسأل !.. لماذا ندعوا الى الإسراع بحل الحشد الشعبي والميليشيات الطائفية العنصرية المنضوية تحت خيمة الحشد الشعبي ؟؟.. وهل من الإنصاف والعدل أن نضع تضحيات وما جادوا به شباب الحشد في النفس والنفيس خلف ظهورنا ؟.. فأقول لمن يحاول أن يغرد بما يهواه وما تسوقه رغباته الأنانية الضيقة والبعيدة كل البعد عن مصالح الشعب والوطن ، أو ربما لم يكن يدرك بشكل واضح تلك الأصوات التي بحت ، وفي سبيل قيام دولة المواطنة ولتحقيق الاستقلال الوطني وتحقيق الاستقرار والنماء والأمن والتعايش . علينا أن لا تسوقنا عواطفنا ونبتعد عن الغوص في حقيقة ما يعيشه شعبنا وما تعرض له خلال العقود الأربعة الماضية بشكل عام ، وسنوات ما بعد الاحتلال الأمريكي لوطننا عام 2003 م ، ونضع الأمور في نصابها الصحيح وبما ينسجم مع مصالح شعبنا العليا مع جل احترامنا وتقديرنا للتضحيات الجسام لمنتسبي الحشد الشعبي والجيش العراقي والقوات الأمنية ، ونقر لهم العرفان والتبجيل ونرفع لهم القبعات !.. نعم قدمت هذه الكوكبة الشجاعة من الشباب ، الذين تطوعوا في الحشد وقدموا أرواحهم ودمائهم رخيصة على مذبح الحرية والكرامة ، ومعهم القوات المسلحة والقوى الأمنية والمخابرات ، في سبيل الخلاص من الإرهاب والإرهابيين وفلولهم وحواضنهم وكل من يمد يد العون لهؤلاء المجرمين ، ولإشاعة الأمن والسلام والرخاء والتعايش . هذه حقبة صعبة وقاسية قد مرت ، وما لحق بالعراق وشعبه من دمار وخراب وموت ، ونحن اليوم بصدد بناء دولة عادلة ووطنية حرة ومستقلة ، كوننا ( لا نملك اليوم دولة !.. بل لدينا دويلات وإمارات ، وتداخل في هياكل ومؤسسات هذه الدولة !! ) !.. الدولة لا تبنى ( بالتفاطين وبالفعل ورد الفعل وبالعواطف والأدعية والتعاويذ ! ) . ( دولتنا القائمة اليوم !! ) عبارة عن تعدد مراكز القوى وإمارات حرب وميليشيات وسلاح منفلت ، يهدد أمن الناس ويعيق عجلة النماء ودوران عجلة الاقتصاد المتوقفة منذ سنوات !.. الحشد ومنذ تأسيسه عام 2014 م بتشريع من مجلس النواب ، وهو مخالف للدستور العراقي بوجوب وحدة المؤسسة الأمنية والعسكرية وحصر السلاح بيد الدولة ، هذا الحشد يضم في صفوفه وتحت خيمته جميع الميليشيات الطائفية العنصرية التي كانت تعمل على الساحة العراقية قبل احتلال الدولة الإسلامية لثلث مساحة العراق . جاء تشريع قانون الحشد طوق نجاة لتلك الميليشيات الطائفية وجميعها شيعية الطائفة والمذهب ، لتمارس عملها الذي يتقاطع مع دولة المواطنة ووجودها . يعلم الجميع بأن تلك الميليشيات لا تخضع لإرادة القائد العام للقوات المسلحة ، بل تخضع لأحزابها أو لبعض رجال الدين وللمؤسسة الدينية ، الذين يقودون تلك الميليشيات ، وأغلبها تدين بالولاء لولاية الفقيه ولمرشد جمهورية إيران الإسلامية ، وأغلبهم لا يخفي تلك الحقيقة ويقرها جهارا نهارا . كما هو معلوم ، هؤلاء الممانعين والمتقاطعين مع دولة المواطنة ، والمسببين الحقيقيين بعدم استتباب الأمن والتعايش والسلام والنماء !.. وكل ما يقال غير ذلك فهو كذب وتظليل ورياء ولإخفاء هذه الحقيقة !.. ونتيجة لغياب الدولة ولكونهم يمثلون الدولة العميقة ، ومن يدير شؤون البلاد والعباد ، فأنتجوا لنا الفساد المستشري في الدولة والمجتمع ، والمحاصصة وتقاسم المغانم ، وما أصاب تلك المؤسسات من انهيار وتدني في الخدمات والبطالة التي وصلت الى 50% وتفشي تجارة المخدرات وانتشار عصابات الجريمة المنظمة وتجار العهر السياسي والقمار والمتاجرة بالأعضاء البشرية وبالدعارة وغير ذلك !.. وكما بينا .. سبب كل ذلك غياب المؤسسة الأمنية والعسكرية الوطنية والمهنية المستقلة الواحدة الموحدة . وجود الحشد والميليشيات يمثل العائق الحقيقي لقيام ( الدولة العادلة .. الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية ! ) . هذا أولا وثانيا غياب العدل والمساواة ، لغياب الفصل بين السلطات الثلاث والتداخل فيما بينها . غياب الشخص المناسب في المكان المناسب ، وعدم المسائلة عن ( من أين لك هذا وتشريعه كقانون ) ، وعدم توزيع الثروة بشكل عادل والمساواة بين العراقيين من دون تمييز في العرق والدين والمذهب والمنطقة والفكر ، وغياب حرية التعبير والاختيار والتعددية وحق الاختلاف . التدخل الإقليمي والعربي والدولي السافر في شؤون العراق وفتح الحدود مشرعة لكل من هب ودب ، وما يجري ومنذ فترة بقصف وتدمير مستودعات السلاح للحشد الشعبي من قبل إسرائيل وغير إسرائيل لدليل صارخ على غياب الدولة وانتهاك لحرمة العراق والعراقيين . ناهيكم عن فرض رؤيا أجنبية لا تنسجم مع مصالح شعبنا وإرادته الحقيقية ، وانتهاك صارخ لحقه في اختيار نظامه السياسي من دون إملاء وفرض ، ومحاولات زج العراق في هذا الصراع والحرب بالإنابة وخلق المحاور والانحياز وتحت ذرائع وحجج لا تنسجم مع مصالح شعبنا . هذه وغيرها التي تحول دون قيام دولة المواطنة ، والذي أفرز واقعا مريرا ، أدى الى الصراع المحموم السياسي والطائفي والعرقي وبين منطقة ومدينة وبتشجيع ورعاية ودفع من دول خارجية لا تريد الخير والاستقرار والرقي للعراق . الحشد الشعبي والميليشيات الطائفية العنصرية والمحاصصة والفساد وغياب العدل ، هذه جميعها المعوق الحقيقي لقيام دولة المواطنة [ الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية المستقلة الواحدة ] . بقاء هذه المعوقات دون معالجتها وبشكل جذري وحقيقي صادق ونزيه وموضوعي !.. يعني أننا نهرول للهروب الى الأمام ، والابتعاد عن جادة الصواب واتخاذ الخطوات الحقيقية والجادة ، لمعالجة الجراحات وللخروج من هذا الجب العميق . شيء أخير وأقولها وبكل جرأة ووضوح !.. النظام السياسي القائم ليس بمقدوره وغير راغب أصلا لقيام دولة المواطنة ومحاربة الفساد ووضع المحاصصة خلف الظهور واستقلال قراره السياسي !.. والسبب الحقيقي .. كونه تتقاطع فلسفته ونهجه وسلفيته مع دولة المواطنة ، فهو ( يدين بثقافة وفلسفة الدولة الدينية ! ) وكرس هذه الحقيقة قولا وعملا في إدارته ( للدولة خلال عقد ونصف ، فترة حكمهم وتربعهم على مقاليد البلاد ) .. الجميع يعلم ويعي حقيقة تقاطع هذه الدولة مع دولة المواطنة ، ومع الديمقراطية والحريات والمرأة وحقوقها ومع الثقافة والفنون . فكيف لنا أن نطلب منهم ما لا يملكون؟.. وما لا يرغبون به ولا يؤمنون . لا أعتقد من الحكمة والصواب أن نطلب ذلك !.. وفاقد الشيء لا يعطيه . صادق محمد عبد الكريم الدبش 26/8/2019 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء .
-
ماذا قدم الإسلام السياسي للناس ؟..
-
ما هو العلاج الشافي للعلل والأدران التي أصابت العراق ؟..
-
عشية العيد
-
نعم لعلمانية الدولة .. لا للدولة الدينية .
-
سؤال يدور في الأذهان ؟ ..
-
تعقيب على ما جاء في اتلمقال الإفتتاحي لطريق الشعب .
-
ما هي الدولة ؟..
-
لِمَ التعلل .. وقد هُتِكَ السر وهام بذكرها الإنسان ؟..
-
نعم للدولة الديمقراطية العلمانية .. لا للدولة الدينية / الجز
...
-
نعم للدولة الديمقراطية العلمانية .. لا للدولة الدينية . الجز
...
-
السهم سيرتد على من رماه !.. معدل
-
السهم سيرتد على من رماه !..
-
اليوم العالمي للمغيبين .
-
نظامنا السياسي يسير من دون بوصلة ولا هدف !..
-
حواري مع فاتنتي الجميلة .
-
عن أي انتخابات تتكلمون يا ساسة ؟؟..
-
أقوال وحكم خالدة .
-
ثورة الرابع عشر من تموز حدث تأريخي مجيد .
-
نعي الرفيق والصديق فالح أحمد الثابت .
المزيد.....
-
شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
-
تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر
...
-
-إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم
...
-
كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن
...
-
قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك
...
-
الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو
...
-
زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج
...
-
زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي
...
-
علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|