|
الكذب قيمة أخلاقية أيضا ...تكملة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6332 - 2019 / 8 / 26 - 23:41
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تعترضني خلال هذه السلسة نوعان من المشاكل ، ثابتة ومتكررة وهي عادة ما تكون منفصلة عن موضوع الحلقة ، مثالها المباشر ضرورة المطابقة المستمرة بين عمليتي التكبير والتصغير ( التعميم والتخصيص ) أو بين الفردي والاجتماعي ، أيضا مشكلة القارئ _ة النموذجي ( المجهول ) ، بالإضافة إلى النوع الثاني من المشكلات المتغيرة _ الخاصة بالموضوع _ واختيار الأسلوب الملائم . ولهذه الأسباب وغيرها أيضا ، أتصور أن الأمثلة التطبيقية ضرورية للفهم المتبادل . مثال على ذلك ، الكذب الأبيض يتمثل بالتواضع الحقيقي وانكار الفضل الذاتي ( نقيض التفاخر أو الشكوى والأنين ) ، مقابل الصدق الأسود ، والذي يتمثل بالوشاية والنميمة وغيرها . .... بعض الأفكار الجديدة ، ربما... كلمة فكر تشبه كلمة زمن ، مصطلح فكر _ أيضا زمن _ تحول عبر مرور الزمن والتكرار ، إلى تسمية بديهية ومعممة لا يجهلها أحد . لكن المفارقة ، لا أحد يعرف ماذا تعني بالضبط ، واليوم مثل الأمس وربما أكثر . في العربية مثلا : الزمن والزمان والوقت ، تستخدم الكلمات الثلاثة كمترادفات ، وأحيانا كمصطلحات مستقلة ومتمايزة !؟ أعتقد أنها مترادفات ، والمشكلة لغوية ومرجعها في المصادر المتعددة لنفس الفكرة / الخبرة . وهي تشبه أسماء... ( سمير أو ماري أو سوسن أو غيرها ) ، يمكن اطلاقه على كل طفل _ة جديد ، وبنفس الوقت بعض الأطفال لديهم عدة أسماء ، ما ينتج التعمية وسوء الفهم . .... حتى القرن العشرين بقي الموقف الدوغمائي نفسه من الفكر ، في مختلف الحضارات والثقافات القديمة والحديثة أيضا ، بدون استثناء يذكر . عدا الموقف النقدي _ السلبي بالعموم _ الذي يتلازم مع الانكار الثابت للتقدم والتطور ، مع العداء الصريح ( أو المبطن ) للعلم . بعبارة ثانية ، الموقف السائد من كلمة فكر تحكمه ثنائية المبالغة والتخييل : التقديس والعبادة أو النقيض ، التحقير وانكار دوره وأهميته . قبل فرويد ، كان الفكر والشعور والنوايا والقصد متلازمة بديهية ، وتستخدم كمترادفات لنفس الفكرة / الخبرة . وما يزال الاصطلاح القديم والخاطئ ( الفكر ظاهرة شعورية ) يتم تداوله في الاعلام والتعليم حتى الجامعي والأكاديمي ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر . فرويد ، بواسطة التحليل النفسي توصل إلى اكتشاف اللاشعور ، ونتائجه ليست أقل من آثار اكتشاف أمريكا على العالم المعاصر والحياة بشكل عام . بالمختصر ، تمثلت إضافة التحليل النفسي إلى العلم والمعرفة الحديثة ، بفهم وتفهم الجوانب اللاشعورية وغير الواعية في جوانب الثقافة المتنوعة والمتعددة . وتغني عن الشرح والكلام الكثير العبارة المأثورة " طريق جنهم مفروشة بالنوايا الطيبة " . .... كل ما أنجزته الطبيعة ، يكون على العقل تكملته بالضرورة ، سواء بشكل فردي وشخصي ، أو عبر الأجيال وعلى المستوى الاجتماعي والمشترك . لكن العكس غير صحيح غالبا ، ما يزال اكتشاف المعارف والخبرات الجديدة وبالا على صاحبه _ ت وخصوصا في بلادنا . تكمن المشكلة في صعوبة التمييز بين الشخصية والموقع والسلوك ( الفكري او الحركي ) ، ثلاثة مجالات منفصلة ومختلفة بالفعل . مثال تطبيقي على صعوبة التمييز بين الشخصية والموقع ، دور الطفولة مثلا ، حيث يسهل تمييز الشخصية الطفالية عند البالغ عن الشخصية السوية ، أيضا الشخصية المتصابية بعد مرحلة الكهولة ، لكن عدا ذلك يتعذر التمييز _الموضوعي والمسبق _ بين الشخصية والموقع ، وتتعقد الصورة أكثر بعد إدخال السلوك والعادة ....هذه الفكرة جديدة كما أتصور ، وهي تحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد ، ومن قبلي أولا . .... سنة 2018 توصلت إلى نتيجة صادمة بالفعل ، حول اتجاه الزمن من المستقبل إلى الحاضر . وعلى النقيض من اتجاه الحياة من الماضي إلى الحاضر ، وهذه الفكرة والخبرة المزدوجة يمكن ملاحظتها عبر التركيز ، بنفس الوقت هي تقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء . بعدها ، يمكن بسهولة استنتاج الفكرة التالية ، اتجاه الزمن من الحاضر إلى الماضي ، وعلى التضاد تماما مع اتجاه الحياة من الحاضر إلى المستقبل . ما أزال أذكر نفسي كل يوم : انتبه يا حسين ! ربما توجد مغالطة مضمرة ، في الفكرة والخبرة الجديدة ، وقد تكتشف في أي لحظة . وبصراحة أكثر ما يصدمني ، الرد شبه المتفق عليه : ما هو تأثيرها ونتائجها ؟! بالإضافة إلى التفسير المنطقي والتجريبي ، للعديد من المشكلات المعرفية والعلمية ، بعد تصحيح التصور القديم لاتجاه سهم الزمن ... كالصدفة ، والطفرة ، وتفسير التناقض بين موقفي الفيزياء الكلاسيكية ومعها الفيزياء الفلكية الحالية أيضا وبين فيزياء الكم ... يتغير الموقف العقلي ، الموضوعي والمشترك بعد فهم الفكرة . .... نتائج الفكرة الجديدة حول الاتجاه المزدوج ، والمتناقض بين الحياة والزمن ، ليست أقل من حيث شدة التأثير وتنوعه من فكرة اللاشعور مطلع القرن السابق . الحياة تنمو وتتفتح بشكل تعاقبي وتزامني دفعة واحدة . عكس الزمن ، فهو يتراجع وينحسر بشكل تعاقبي وتزامني باستمرار . والسؤال الجديد متى ، وكيف ، وهل سيتوقف ذلك !؟ .... أعتقد أن هذه الأسئلة ، وغيرها كثير ومن نفس الطبيعة ، ستكون هاجس الأجيال القادمة ، وخلال النصف الثاني لهذا القرن خاصة . استمرارية الحاضر ، ظاهرة معروفة منذ عدة آلاف من السنين ، ولم يمكن بالإمكان تفسيرها وفهمها بشكل منطقي وتجريبي ، قبل فهم الجدلية المزدوجة بين الزمن والحياة . .... هذه الأسئلة ، أسعى إلى تفسيرها بشكل منطقي وتجريبي . وأنا على أتم الاستعداد _ مع الشكر سلفا _ لكل تصحيح أو إضافة أو نقد العالم بيتنا الذي يصغر ويضيق بالجهل والتعصب ، ولا أمل لنا سوى العلم والمعرفة والحب . .... مثال تطبيقي ...داخل العائلة ، وسبب الصراع !؟ تفسير الصراع يختلف بين الأفراد عادة بحسب مبدأ ( أنا وابن عمي والغريب ، وأخي ...) . _ تفسير اليسار للصراع ، بسبب الاستغلال ، واختزال المشكلة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية . _ تفسير علم النفس والفلسفة والأديان ، بسبب نقص الوعي والأخلاق عند الانسان . _ بقية التفسيرات ، مزيج بينهما ، محاولة دمج أو الانحياز الدغمائي لأحد الفريقين . لكنني أعتقد أن التفسير الصحيح ، أو البديل الثالث لموقفي اليسار والليبرالية ، يتمثل عبر تصحيح اتجاه الزمن . الصراع بين البشر ، الموضوعي والمزمن ، أولا على الوقت . خلال السنوات أل 19 من هذا القرن ، تتكثف مختلف المشاكل بكلمة الوقت !؟ المال وقت شخصي ، ومكثف ، لكن العكس غير صحيح . غالبا ما يكون وقت الفراغ المصدر للمشاكل ، ويبدد الطاقة والمال والثقة وغيرها . هذه الموضوع عالجته بشكل موسع عبر نصوص سابقة ، ومنشورة . ومن جهة ثانية ، أحاول منذ عدة سنوات فهم فكرة تضارب المصالح ( بين أي فردين ) ، وقبل ذلك الفكرة الجديدة : لا توجد علاقة ربح _ خسارة . إما يربح الطرفان أو يخسران معا . والفكرة الثالثة " أصغر مشكلة يلزمها أحمقان " وهي الأساس : الفرد اختلاف بطبيعته ، حتى قطع الصابون وهي تخرج دفعة واحدة من المعمل ، تختلف واحدتها عن الأخرى ، والأمر نفسه ينطبق على الأشياء والأحياء ، وخاصة الفرد الإنساني وبشكل مضاعف عن سواه ، بالإضافة الى الاختلاف الفردي المتزايد . لكن تحويل الاختلاف إلى مشكلة ، ثم صراع وحرب ، يلزمه حماقة متبادلة . أعتقد أن التكنولوجيا تزيد من الشفافية في العلاقات الفردية والدولية أيضا ، وتضاعف قيمة واهمية الجدارة الفردية على حساب الوراثة والقرابة والولاء وبقية الروابط التقليدية . ربما يتزايد دهاء ومكر المرضى العقليين بيننا _ من الضروري عدم نسيان درس القرن العشرين الدموي ورموزه موسوليني وهتلر _ ، لكن تزايد الأصحاء ، أو أصحاب الذكاء المتكامل أسرع وأعمق كما أعتقد . في الدول الحديثة والمجتمعات السليمة ، دولة القانون والمواطن وحقوق الانسان الفرد أولا ، يتحقق مبدأ تكافؤ الفرص بشكل حقيقي ومتزايد ، وهو ينقل العلاقات المتبادلة من المستوى الأولي والبدائي حيث العنف والقوة والاحتيال ، إلى المستوى الحديث ، المنطق والمعايير الموضوعية وخاصة الزمنية ونموذجها ساعة الشطرنج .... للبحث تتمة
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكذب قيمة أخلاقية أيضا ؟
-
الصحة العقلية بدلالة الزمن ، أو العكس الحاجة العقلية الخاصة
-
خلاصة بحث حرية الارادة
-
نظرية المعرفة الجديدة _ تكملة وملحق
-
نظرية المعرفة الجديدة 2
-
نظرية المعرفة الجديدة
-
البديل الثالث ضرورة ولكن
-
البديل الثاني مشكلتنا
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته
-
الحب والزمن _ تكملة وخاتمة
-
الحب والزمن ، تكملة
-
الحب والزمن _ مقدمة عامة
-
إدارة الوقت وإدارة المال ...
-
الوضع الانساني الصعب ومشكلة الزمن
-
الوضع الانساني بدلالة التصور الجديد للزمن
-
التوقيت المناسب _ الزمن بين الفلسفة والعلم
-
التصور الجديد للواقع بدلالة الزمن....
-
أمثلة نطبيقية تكملة...2
-
أمثلة تطبيقية ...2
-
قوة الهدف 1 ...أمثلة تطبيقية على الموضوعات السابقة
المزيد.....
-
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا
...
-
-ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي..
...
-
الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
-
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
-
أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك
...
-
سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو
...
-
حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر
...
-
مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
-
تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي
...
-
دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50%
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|