داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 6332 - 2019 / 8 / 26 - 14:54
المحور:
الادب والفن
كفكفي دمعكِ يكفي الانتحابْ
لا جدوى من هذا العتابْ
هُم هجروكِ
بل تركوكِ
في طرق السرابْ
لا تدرين الى أين الذهابْ
تركوكِ وأهلك والصحابْ
قولي الى أين المسير؟
وأنتِ في هذا الهجير؟
بلا مصير
بلا قرار
تمشين والدربُ انتحارْ
الى أين، وقد أزف النهارْ؟
والليلُ على الابوابْ
يشيرُ الى الغيابْ
وها هو قد جاء الغروبْ
وخطاكِ تتعثر على هذي الدروبْ
والكلُ حيالك- صلد- لا يذوبْ
كأنهم ذئابُ، وحوشْ
الكلُ غايته القروشْ
وهي التي اسقطتْ العروشْ
وستسقط مزيداً من العروشْ
فحكامنا لا تروعي
لأنهم يعيشون على الجماجم والدماءْ
وقتلُ الابرياءْ..
ويتاجرون بقوت الفقراءْ
ويعبدون فروج النساءْ
فتاريخهم مروّعٌ
ومشبع بالدماءْ
اليس همُ الذين قتلوا الانبياءْ
وعصوا رب السماءْ
اليس همُ صناع الحروبْ
وأنتِ أحد ضحاياهم
أثر تلك الحروبْ؟!
لا مأوى لا سكنٌ لكِ
وابويك في جدث الثرى
ينامان بأحضان الترابْ
وقد طال الغيابْ
لا يعلمان عنكِ القليل، ولا الكثيرْ
يا صغيرة..
وقعتي في ضنك الحياة اسيرة
لا تملكين الا قلبك هذا الصغيرْ
لكنكِ تفقهين لغة الانينْ
وتتحدين السنينْ
رغم أنكِ لم تبلغِ – من العمر- الا بضع سنينْ
يكفيكِ هذا اليأس
هذا الانتحابْ
يكفيكِ هذا الخوض في بحر السرابْ
يا قبة الحزن التي شمخت
على كل القبابْ
عمركِ يباب.... وهُجك خرابْ
ذهابكِ ايابْ
وأنت لا زلت تنوحين على درب الصعابْ
وتخوضين الصحابْ
لا تعتبي؟ فما جدوى العتابْ؟
ما جدوى وقوفكِ على الاطلالْ؟
تتساءلين وما جدوى السؤال؟
آمالك صارت محالْ
بل هي المحالْ
لا محض خيال
لابد وأن تتبصري
لا.. لا تتذمري
اختاري وجودكِ أو عدمه
ثمّ.. أخيراً، قرري
واحذري... ثم احذري.
بغداد- 25/ 8/ 2019
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟