|
رأس المال: ب شكل القيمة الكلي أو الموسّع
كارل ماركس
(Karl Marx)
الحوار المتمدن-العدد: 6332 - 2019 / 8 / 26 - 10:12
المحور:
الارشيف الماركسي
س سلعة آ= ص سلعة ب، أو = ن سلعة ج، أو هي سلعة د، أو =ع سلعة هـ،
أو = إلخ.
(20 ياردة قماش = معطفاً واحداً، أو = 10 باونات من الشاي، أو = 40 باون من
البن، أو = كوارتر من القمح، او – أونصتين من الذهب، أو = 1/2 طن من الحديد أو = إلخ)
1) شكل القيمة النسبي الموسّع
لقد جرى الآن التعبير عن قيمة سلعة واحدة، هي القماش مثلاً، بواسطة عدد لا حصر له من العناصر التي تؤلف عالم السلع فأصبح جسد كل سلعة أخرى مرآة تعكس قيمة القماش(1). وبهذه الطريقة تعرض القيمة نفسها، لأول مرة، في صورتها الحقيقية كتبلور لعمل بشري غير متمايز، فالعمل الذي يخلق هذه القيمة يقف الآن مكشوفاً على نحو ساطع بوصفه عملاً يساوي أي نوع آخر من أنواع العمل البشري بصرف النظر عن الشكل الطبيعي الذي بذل فيه وبصرف النظر عن تشيوئه في معطف أو قمح أو حديد أو ذهب. ويدخل القماش الآن، بفضل شكل قيمته، في علاقة اجتماعية لم تعد مقصورة على سلعة واحدة من نوع مغاير، بل تشمل عالم السلع برمته. وبصفته سلعة، يصبح مواطناً في عالم السلع هذا. وبالطبع فإن وجود سلسلة لا آخر لها من مُعادلات القيمة تعني أن قيمة السلعة لا يعنيها بأي شكل خاص من القيم الاستعمالية تظهر للعيان. في الشكل الأول، حيث 20 ياردة قماش = معطفاً واحداً، يبدو لنا أن تبادل هاتين السلعتين بتناسب كمّي معيّن أمر عرضي محض. أما في الشكل الثاني، فعلى العكس من ذلك، نلاحظ على الفور الخلفية التي تحدّد هذا المظهر العرضي وتختلف عنه جوهرياً. فقيمة القماش تظل على حالها من ناحية المقدار سواء عبرنا عنها بالمعاطف أو البن أو الحديد، أو بواسطة ما لا يُحصى من السلع المختلفة التي يحوزها عدد مماثل من شتى المالكين. وتختفي، لذلك، العلاقة العرضية بين اثنين من الأفراد مالكي السلع. ويتضح بداهة أن تبادل السلع ليس هو الذي يحدد مقدار القيمة، بل بالعكس إن مقدار القيمة هو الذي ينظم علاقات التبادل بينها.
2) الشكل المُعادِل الخاص
إن كل سلعة مثل الشاي والمعطف والحديد والقمح، إلخ، عند التعبير عن قيمة القماش، تُعد بمثابة معادل، وبالتالي بمثابة جسد القيمة. أما الشكل الطبيعي المحدد لكل واحدة من هذه السلع فهو الآن شكل خاص من المُعادِل، واحد من أشكال عديدة أُخرى. وعلى غرار ذلك تُعد الأنماط الملموسة المتعددة من العمل النافع المتجسد في هذه السلع المختلفة، تُعدّ أشكالاً خاصة وكثيرة، من تحقق أو تجلّي ظاهرة العمل البشري بعامة.
3) عيوب شكل القيمة الكلي أو الموسّع
أولاً – إن التعبير النسبي عن قيمة السلعة غير مكتمل لأن سلسلة التعبير لا تنتهي . ويمكن للسلسلة، التي تشكل كل معادلة من معادلات القيمة حلقة منها، أن تمتد في أي لحظة بظهور سلعة جديدة إلى الوجود لتمدّنا بمادة تعبير جديد عن القيمة. ثانياً ـ إن السلسلة تمثل فسيفساء متعددة الألوان من تعبيرات عن القيمة متباينة ومنفصلة. وأخيراً، كما هو الحال، إذا عبّرنا بهذا الشكل الموسّع عن القيمة النسبية لكل واحدة من السلع على التوالي، لحصل الشكل النسبي لقيمة كل سلعة من السلع، على سلاسل متباينة لا تنتهي من التعبيرات عن القيمة، وهي كلها تختلف عن شكل القيمة النسبي لسائر السلع الأخرى. وتنعكس عيوب شكل القيمة النسبي الموسّع بدورها على ما يطابقه من شكل معادل. ولما كان الشكل الطبيعي لسلعة مفردة ليس أكثر من شكل مُعادِل خاص، هو واحد من بين أشكال مُعادِلة خاصة لا حصر لها، فلن يكون إزاءنا، على وجه العموم، سوى أشكال مُعادِلة جزئية يستبعد كل واحد منها سواه. وعلى النسق ذاته فإن العمل الخاص الملموس النافع المتجسد في كل مُعادِل خاص، لا يمثل غير نوع خاص من العمل، ولا يعد بالتالي الشكل الشامل لتجلي ظاهرة العمل البشري. صحيح أن العمل البشري العام يحصل بذلك على شكل الظاهرة التام أو الكلي في مجموع الأشكال الخاصة لتجلي الظاهرة، ولكن العمل يظل مفتقراً إلى شكل موحد لتجلي الظاهرة. وعلى أي حال فإن شكل القيمة النسبي الموسّع ليس أكثر من مجموع تعبيرات بسيطة، نسبية، عن القيمة، أو مُعادلات قيمة من الشكل الأول، مثل: 20 ياردة قماش = معطفاً واحداً 20 ياردة قماش = 10 باونات من الشاي، إلخ. ولكن كل مُعادلة من هذه المعادلات تنطوي على مقلوبها الخاص، وهي مُعادلة مماثلة: معطف واحد = 20 ياردة قماش 10 باونات من الشاي = 20 ياردة قماش، إلخ. والواقع حين يُبادل مالك القماش سلعته بالسلع الكثيرة الأخرى، معبراً بذلك عن قيمها بسلسلة من سلع أخرى، يترتب على ذلك بالضرورة أن مختلف مالكي السلع الأخرى يبادلون ما بحوزتهم بالقماش، وبالتالي فإنهم يعبرون عن قيم سلعهم بنفس السلعة الثالثة : القماش. ولو قلبنا سلسلة المُعادلات (20 ياردة = معطفاً أو = 10باونات من الشاي، إلخ) نقصد لو قمنا بالتعبير عن العلاقة المعكوسة التي تنطوي عليها السلسلة أصلاً، لحصلنا على شكل القيمة العام.
_________________
(1)- لهذا السبب يمكن الحديث عن القيمة – المعطفية للقماش حين نعبر عن قيمة القماش بواسطة المعطف، وعن القيمة – القمحية للقماش حين نعبر عن قيمته بالقمح، إلخ. إن كل تعبير من هذا القبيل يقول لنا إن ما يتجلى في القيمة الاستعمالية للمعطف أو القمح، إلخ، إن هو إلا قيمة القماش. و”بما أن قيمة أية سلعة تشير إلى علاقتها التبادلية، يمكن الحديث عنها بوصفها … قيمة – قمحية أو قيمة ـ ثوبية، وذلك وفقاً للسلعة التي تُقارن بها. وعليه فثمة ألف نوع مختلف من القيمة، ثمة أنواع من القيمة بقدر ما هناك من سلع في الوجود، وكلها، على حد سواء، واقعية واسمية”.
([س . بايلي[، رسالة نقدية في طبيعة وأسباب ومقاييس القيمة: من ناحية صلتها بكتابات السيد
ريكاردو وأتباعه، بقلم مولف أبحاث حول نشوء، ونشر الآراء، لندن، 1825، ص 39). |
كان س. بايلي، مؤلف هذا الكتاب الغُفل، الذي أثار ضجة كبيرة في إنكلترا في زمانه، يتوهم
ان سرد مختلف التعبيرات النسبية عن القيمة الواحدة للسلعة ذاتها، يقوض إمكانية اي تحديد لمفهوم القيمة. ومهما كانت عليه آراؤه من ضيق، فقد وضع اصبعه على بعض النواقص الجدية
في نظرية ريكاردو، ولا أدل على ذلك من الحقد الذي هاجمه به اتباع ريكاردو، راجع صحيفة
ويستمنستر ريفيو Westminster Review على سبيل المثال.
#كارل_ماركس (هاشتاغ)
Karl_Marx#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رأس المال: 4) شكل القيمة البسيط منظوراً إليه ككل
-
رأس المال: 3) شكل القيمة المُعادِل
-
رأس المال: 2- شكل القيمة النسبي
-
رأس المال: ثالثاً شكل القيمة أو القيمة التبادلية
-
رأس المال: ثانياً الطابع المزدوج للعمل المتجسد في السلعة
-
رأس المال: الجزء الأول
-
رأس المال: مقدمة الطبعة الألمانية الأولى (1)
-
رأس المال: تعقيب على الطبعة الألمانية الثانية(1)
-
رأس المال: مقدمة وتعقيب للطبعة الفرنسية
-
مقالات عن سورية ولبنان، ١٨٦٠
-
رسائل ماركس-انجلز: الرسالة 13،
-
مفهوم الاغتراب الإنساني
-
العمل المغترب في ظل الراسمالية
-
خطاب الجمعية الأممية للعمال إلى أبراهام لينكولن رئيس الولايا
...
-
- ثورة البروليتاريا - صراع أو موت . هكذا يجب أن تكون المسألة
-
خطاب الجمعية الأممية للعمال إلى أبراهام لينكولن رئيس الولايا
...
-
فائض القيمة المطلق ،وفائض القيمة النسبي
-
الصلة الجوانية بين فائض القيمة والربح
-
ماهي سياسة البرجوازية الصغيرة ؟
-
العمل المنتج والعمل غير المنتج
المزيد.....
-
تمرير مشروع القانون التكبيلي للإضراب في ظل اختلال موازين الق
...
-
مصر تتجه لإلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية على البورصة.. ومصدر
...
-
الخلفيات النيوليبرالية للقانون التنظيمي للإضراب
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تعبر عن اعتزازها
...
-
فرنسا: هل انهار تحالف اليسار؟
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 590
-
علماء: النحل يستطيع العد من اليسار إلى اليمين مثل البشر
-
محتجون في بنغلاديش يحرقون منزل والد رئيسة الوزراء السابقة
-
الشيوعي العراقي يدين مخطط التهجير والتطهير العرقي في قطاع غز
...
-
افتتاحية: ولأن الاعتداء كبير على الحقوق الأساسية … يكون الرد
...
المزيد.....
-
الثقافة والاشتراكية
/ ليون تروتسكي
-
مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس
/ حسين علوان حسين
-
العصبوية والوسطية والأممية الرابعة
/ ليون تروتسكي
-
تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)*
/ رشيد غويلب
-
مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق
...
/ علي أسعد وطفة
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين
/ عبدالرحيم قروي
-
علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري
...
/ علي أسعد وطفة
-
إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك
...
/ دلير زنكنة
-
عاشت غرّة ماي
/ جوزيف ستالين
-
ثلاثة مفاهيم للثورة
/ ليون تروتسكي
المزيد.....
|