أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - هادي محمود - لقاءً مع قناة ميد الفضائية حول الحرب وتطوراتها، ومستجدات القضية العراقية















المزيد.....

لقاءً مع قناة ميد الفضائية حول الحرب وتطوراتها، ومستجدات القضية العراقية


هادي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 445 - 2003 / 4 / 4 - 03:26
المحور: مقابلات و حوارات
    


في 31 آذار أجرت قناة ميد الفضائية في بلجيكا لقاءً مع الرفيق هادي محمود في برنامج تحليلات سياسية دام ساعة ونصف. وخصص البرنامج لموضوع الحرب وتطوراتها، ومستجدات القضية العراقية. وفيما يلي الخطوط العامة لحديثه:
  ـ  إن القضية الأولى التي تواجهنا كماركسيين هي قضية الموقف من الحرب وتحديد طبيعتها، وانطلاقاً من هذه النقطة تترتب المواقف الأخرى. إن الحرب الدائرة الآن حرب غير عادلة وغير مشروعة. فالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا شنتا الحرب بقرار انفرادي متجاوزين الشرعية الدولية. وبالتالي فانهما تتحملان مسؤولية سياسية وأخلاقية أمام العالم بسبب اعلانهما الحرب. وهذا القول لا ينفي مسؤولية الديكتاتورية الحاكمة التي تعاملت باستهتار مع القرارات الدولية وأقحمت جماهير شعبنا في حرب مدمرة، دون أن تنصت للنداءات المخلصة لأطراف صديقة للشعب العراقي، ودون أن تتعامل بعقلانية وبروح المسؤولية في مواجهة المخاطر المحدقة بالبلد وبالمنطقة ككل، والأكثر من هذا فقد جعل النظام الحاكم الشعب العراقي رهينةَ، ففي الوقت الذي تنهمر القنابل على شعبنا، توجه الديكتاتورية مدافعها نحو الجماهير العراقية خوفاً من الإنتفاضة. فالأمريكان والبريطانيون من جهة، والنظام الحاكم من جهة أخرى بتحملون مسؤولية الحرب. وهي حرب غير عادلة وعير شرعية بالنسبة لجماهير شعبنا.
   وعلى الرغم من وجود نوع من الإنقسام بين مؤيدي للمنطق الأمريكي في شن الحرب، ومؤيدي لمنطق النظام تحت شعار الدفاع عن الوطن وبالأخص في المحيط العربي، فإن جماهير الشعب العراقي في جنوب ووسط العراق ومع بدء الغزو ومن خلال استلهام تراثهم الوطني وقرائتهم الواقعية لما يجري من أحداث، أتخذوا الموقف الوطني الصحيح، فلم يرحبوا بالغزو، ولم يقدموا الزهور والرياحين لقوات الغزو، كما لم يحملوا السلاح ضد هذه القوات مدركين بأن حمل السلاح ضد القوات الغازية في اللحظة الراهنة وتحت يافطة وشعار "الدفاع عن الوطن" يعني بالملموس الدفاع عن الديكتاتورية الحاكمة، دون أن يتناسوا ضرورة التأكيد على رفض الغزو والإحتلال بالتزامن مع رفض الديكتاتورية، وسوف يدخلون في معارك سياسية ويجدون الصيغ المتاحة والممكنة للتعبير عن هذه التوجهات، مع تطور الأحداث.
ـ إن المهمة الآنية التي تفرض نفسها بالحاح تتجسد في ايقاف الحرب فوراً والخلاص من الديكتاتورية، عبر تدخل الأمم المتحدة وانهاء التفرد الأمريكي البريطاني وسحب الشرعية من النظام القائم، وتقديم مساعدات انسانية عاجلة للشعب العراقي وتطبيق اتفاقية جنيف لحماية المدنيين، وممارسة الضغط لتنحية صدام حسين، ودعم قوى المعارضة العراقية  من أجل اقامة حكومة ديمقراطية ائتلافية تمثل الشعب العراقي في مؤتمر دولي لبحث كافة جوانب الملف العراقي. إن فرص مشاركة القوى الديمقراطية واليسارية العراقية في إطار هذا البديل ومع حضور فَعال للأمم المتحدة ستكون أكثر، ولذا نؤكد على انهاء التفرد الأمريكي بالملف العراقي. إن الحلول العاجلة والآنية ولكي تكون مقبولة من قبل الشعب العراقي يجب أن تكون ضمن اطار ايقاف الحرب فوراً والخلاص من الديكتاتورية.
ـ تتداول بعض أجهزة الإعلام بأن الشعب الكردي في العراق مع خيار الحرب الأمريكية. وتناول الأمر بهذا الشكل غير صحيح. إن الشعب الكردي كغيره من شعوب العالم محب للسلم والديمقراطية، وقد عانى كثيراَ من ويلات الحروب ويتمنى أن يعيش في سلام وأمان. إن علينا أن نميز بين الشعب الكردي وخياره الأساسي من أجل السلم وبين قوى سياسية كردستانية تمتلك السلطة وترى بأن خيار الحرب والتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية الطريق الأمثل للخلاص من الديكتاتورية. كما علينا أن نميز بين خيار الحرب التي تشنها قوى خارجية وبقرار خارجي، وبين خيار اتخاذ كافة اشكال النضال بما فيه الكفاح المسلح المبني على قرار سياسي وطني مستقل. فالكفاح المسلح ضد الديكتاتورية والإنتفاضة الجماهيرية المسلحة لا تعنيان الحرب الخارجية.
   تمتلك القوى الكردستانية التي تفضل خيار الحرب الأمريكية للخلاص من الديكتاتورية، وسائل إعلامية وغيرها من شأنها أن تؤثر على المزاج السائد بشكل أو آخر في كردستان، بالإضافة الى آثار وتبعة الممارسات الشوفنية للسلطة الحاكمة على مزاج الشعب الكردي. ويجب أن لاننسى وجود قوى سياسية وجماهيرية كردستانية وعلى رأسها الحزب الشيوعي الكردستاني، تناضل من أجل الخلاص من الديكتاتورية وتدافع عن مصالح الشعب الكردي دون الإرتهان بالعامل الخارجي وخيار الحرب. وقد سبق أن أكد الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني بأن رؤيتهما للتغير في العراق مبني أساساَ على تفعيل العامل الداخلي الذي نعني به جماهير شعبنا وقواه السياسية، دون أن يعني ذلك الأنتقاص من الدعم الدولي النزيه والمبني على احترام خيارات الشعب العراقي وخاصة في ظل هذا الوضع العالمي وفي ظل تدويل القضية العراقية وتعقيداتها، ووجود قوى دولية معنية باشأن العراقي بشكل أو آخر.
ـ أما الموقف من فتح جبهة أمريكية للحرب من كردستان ضد النظام، فأن علينا أن نميز بين حالتين: أولهما قيام الولايات المتحدة الأمريكية بفتح جبهة للحرب بقرارها الخاص دون التنسيق مع القوى الكردستانية، وفي مثل هذه الحالة وكقراءة واقعية لما يجري على أرض الواقع ستتفهم قوى السلم في العالم بأن القوى الكردستانية ضد الحرب ولكن لا تستطيع في ظل المعادلات السياسية الحالية وارتباطاً بطرفي النزاع، أن تقف حائلاً أمام القرار الأمريكي وتمنع القوات الأمريكية من فتح جبهة للقتال. وثانيهما وضع القوات الكردية تحت أمرة القرار السياسي والعسكري الأمريكي وتبرير ذلك بالحديث عن تحالف أمريكي كردي، رغم إن السياسة الأمريكية في التهميش السياسي لكل قوى المعارضة العراقية والكردستانية فيما يجرى في البلاد سياسة واضحة.
   إن الحالة الأولى مقبولة وسيجد مثل هذا الموقف تقبلاً لدى قوى السلم في العالم وكذلك لدى جماهير الشعوب العربية، وقد بذلنا في السنوات السابقة جهوداً كبيرة عبر الحوار العربي الكردي لأفهامهم حقيقة القضية الكردية وعدالتها، ينبغي المحافظة عليها. ولا تعني هذه الحالة التفرج السلبي على ما يجري من تطورات، بل يجب التحرك الفعال وبقرار وطني مستقل مع بدء انهيار جدار الخوف والأرهاب الذي بناه النظام طيلة السنوات الماضية. أما الحالة الثانية أي وضع القرار السياسي والعسكري تحت الإمرة الأمريكية فبتصوري أمر غير مقبول ولا يخدم في المحصلة النهائية وفي الأمد البعيد قضية الشعب الكردي. إن البديل الحقيقي بوجهة رفض التنسيق مع الأمريكان سيتبلور أكثر من خلال تلاحم قوى المعارضة العراقية للخلاص من الديكتاتورية عبر التأكيد على وحدة الصف الوطني ورفض الغزو والإحتلال، وتجنب كل ما من شأنه أن يخلق خلافات قومية ومذهبية وطائفية. إن المرحلة الحالية حساسة جدأ، ومن الضروري افشال كل خطط الديكتاتورية التي تراهن على خلق اصطدامات بين العرب والكرد أو بين الكرد والتركمان أو بين الشيعة والسنة. وعلينا أن ننظر من هذا المنطلق الى قضية عودة المهجرين من كركوك وخانقين وغيرها الى مناطق سكناهم. فالأمر ليس عودة الناس خلال يوم أو يومين، وما قد ينجم عن ذلك من اشكاليات في وقت الحرب. أن عودة المهجرين الى كركوك وعودة الكرد الفيليين وتعويضهم يجب أن تنجز وفق خطة مدروسة وهي من مهمات الحكومة الديمقراطية الإتلافية المقبلة.
 وينبغي هنا القول بأن موقف الأطراف الكردستانية في رفض التدخل التركي موقف يحظى باجماع القوى الكردستانية والعراقية، والشعب في كردستان. ويتطلب من الرأي العام المحب للسلام دعم هذا الموقف. علماً أن النوايا التركية منصبة على معاداة التجربة الكردستانية والحصول على حصة وموطئ قدم في تقرير مستقبل العراق. والأمر الأخير مرفوض من قبل الأمريكان الذين يريدون اقتسام الغنائم وتقرير مستقبل العراق مع البريطانيين فقط. وهذه هي استحقاقات الحرب التي حذر حزبنا منها وأشار إليها في أكثر من مناسبة.
ـ أن الشعب العراقي لا يناضل ضد الديكتاتورية والحرب وحده. فهناك حركة سلام عالمية تضم قوى سياسية ودينية وقومية متنوعة في التوجهات الفكرية والأيديولوجية. ومن الضروري أن تتعامل قوى المعارضة العراقية ايجابياً مع هذه الحركات على الرغم من وجود اشكاليات غير قليلة في التعامل مع هذه القوى. وتوجد ضمن هذه الحركة قوى وتجمعات يسارية تناضل ضد السياسة الأمريكية الجديدة. إن علينا كقوى يسار وماركسيين الدخول في حوارات جدية مع هذه القوى لإفهامهم بطبيعة نضال شعبنا العراقي وقواه الديمقراطية ضد الديكتاتورية وإن الواجب الأممي الذي يعني مواجهة الراسمالية وسياساتها الوحشية على الصعيد العالمي، يتطلب هذا الواجب الأممي التضامن مع شعبنا العراقي ودعم نضاله ضد الديكتاتورية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. إن على هذه القوى أن تميز بين الشعب العراقي وبين النظام الحاكم في العراق.
 كما يجب افهامهم بأن القوى الديمقراطية واليساربة العراقية إذ ترفع شعار ايقاف الحرب والخلاص من الديكتاتورية ـ الشعار الذي يلقى الترحيب الأوسع من قبل الجماهير العراقيةـ لا تتعامل بشكل ديناميكي مع هذا الشعار. بل ان نظرة القوى الديمقراطية العراقية وبالأخص حزبنا الشيوعي مبني على فهم جدلي  متكامل ومترابط بين مكونات الشعار. كما يجب التركيز على حقيقة مفادها بأن مواجهة الرأسمالية وشرورها لن تتحقق من خلال تزكية أنظمة ديكتاتورية قامعة لشعوبها، كالنظام الديكتاتوري الحاكم في العراق. إن مواجهة الرأسمالية تتطلب ارادات حرة للشعوب وقدرات على التعبير وخوض النضال الجماهيري، ولا يتحقق كل هذه الأمور في ظل الديكتاتوريات الحاكمة. والخطأ القاتل للحركة اليسارية عالمياً يتحقق فيما لو جرى التصور بأن صدام حسين وغيره من الديكتاتوريين في العالم أبطال أممين يواجهون الرأسمالية. إن خلق أي شكل من أشكال التناقض بين النضال الوطني الداخلي  في العراق ضد الديكتاتورية والنضال الأممي ضد الرأسمالية والمتبلور في الوقت الحاضر بايقاف الحرب الامريكية، سيكون له تبعات سيئة على المجرى العام للنضال الذي ينبغي أن يكون متكاملاً مبنياً على اساس تفهم مراعاة المهام الوطنية داخل كل بلد.       



#هادي_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاش مع محور المقاومة - في الربط بين المهام الأممية والمهام ...
- أهمية الحوار المتمدن تكمن في كونها صفحة لليسار في ظل هيمنة ا ...
- العنف ضد النساء
- حول مفهوم حقوق المرأة وعلاقته بمفهوم حقوق الإنسان


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - هادي محمود - لقاءً مع قناة ميد الفضائية حول الحرب وتطوراتها، ومستجدات القضية العراقية