|
في ذكرى النكبة
محمد البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 07:11
المحور:
القضية الفلسطينية
إنه تيهان المناسبات، ففي كل أسبوع تحل ذكرى معينة أو احتفال خاص فهذا يوم عالمي .....وذاك يوم وطني .......وهذا عيد ......, تكثر المواعيد و من كثرة التواريخ المحلية و الوطنية و الدولية لم نعد نعطيها أية أهمية أو نزنها و نستعد إليها كما يفترض ذلك عندما تم الإقرار بها.بل تحولت هذه الأيام إلى كرنفالات أفرغت القضية المحتفى بها من محتواها بقصد أو بغير قصد,بل يتم اختزال الموضوع في يوم خاص لا يلبث أن ينسى بانتهاء نشاط الاحتفال به إن تم الاحتفال ولم يتم تجاهله. فهاهي ذكرى 15 ماي يوم النكبة تحل علينا فهل نحن في مستوى الاحتفال بها ؟ وهل مازلنا نتذكر هذا التاريخ كزمن يحيل على اغتصاب أرض تاريخية مقدسة، و تشريد شعب على رؤوس الأشهاد من طرف عصابات مافيا منظمة بإشراف أوربي ــ أمريكي ،وتولطؤ عربي فظيع.ناهيك أن نفس التاريخ يحيل على توقيت دق مسمار جحا حقيقي في جسد الأمة العربية فقد أصبحت إسرائيل عينا لا تنضب تجرعنا النآسي عنوة وبقانون الغاب المهيمن في دوائر القرار العالمية ، تطعمنا دوما سنة بعد أخرى علقما و تزيدنا جراحات لا تلتئم إحداها إلا لتظهر أخرى أفظع منها في .زمن كئيب يغدر زمنا و يعدم معنويا أجيالا بعد أجيال. و مازال الجميع ينتظر الحل تحريرا أو مساومة بإشراف أممي أو تسوية ثنائية؟ و مازال الآخرون – وعيا منهم بموازين القوى- على قدم و ساق ينتظرون تصفية الملف و دق آخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية مستفيدين من العجز العربي الفظيع المتميز بالتواطؤ و مساعدة العدو و تقييد الضحية بالتضييق عليها، و إلا كيف نحلل المواقف الأردنية و المصرية ..و...و..الأخيرة؟بل أصلا كيف نفسر صمت الجامعة العربية في حالات عديدة تأتمر فيها بالأمريكان و من ورائها اللوبي الصهيوني أكثر من التحرك بقناعاتها القومية. و إذا كان مفهوم ــ دون أن يعني هذا تفهما و تبريراــ مواقف الأنظمة المحافظة على كراسيها قبل أي شيء آخر و لو من مواطنيها – ألم يسلم القذافي احد مواطنيه للغرب كمالم تتدخل أي دولة لاتقاد أبنائها من غوانتنامو بل لاحظنا كيف تفهم حكام العراق الجديد ابوغريب العجيب - . فكيف يمكن فهم الصمت...... الشعبي؟ ألا يعتبر تواطؤا بحد ذاته أم أن فاقد الشيء لا يعطيه؟ إن نظرة أولية عن كيفية تعاطينا مع فلسطين اليوم و مقارنة الأمر بسنوات سابقة لتبين بجلاء ناصع التغيير الجوهري الذي خضع له العقل الجمعي و التحنيط الذي أصاب الوعي الشعبي بدءا من العامل البسيط وصولا للمثقف الذي انصرف إلى مشاغل تافهة تغرق في الخيال و الأوهام تحت عباءة الحياد و الاستقلالية و الابتعاد عن السياسة والتزام الأبراج العاجية ...... إن جرد مجموعة من مسلكيات المثقفين و الإطارات الجماهيرية لتوضح جليا موقع فلسطين الحالي في الشعور العربي, وإلا كيف يمكن أن نفسر ما يلي : لماذا لم نعد نحتفل بصخب بالمناسبات الخاصة بالقضية الفلسطينية ونخصص لها الملاحق الاعلامية و..و. (29 نونبر,30 مارس...)؟ ما موقع القضية الفلسطينية الآن في الأنشطة الثقافية فنا و شعرا و معارض.وأسابيع ثقافية...؟ هل مازالت فلسطين تتصدر موقعا متميزا كما كانت في الثمانينات في الإعلام غير الحكومي و في برامج و أنشطة الأحزاب السياسية؟ أم أن العلم الفلسطيني أضحى ديكورا للتأثيث فقط في فاتح ماي أو عند حضور شخصية فلسطينية؟ ألا يعني هذا أن طرح القضية آنذاك كان بهدف آخر غير القضية ذاتها؟؟ أيننا من شعار قلسطين قضية وطنية...؟ أليس الأمر متاجرة بآلام البؤساء لإكتساح مساحات معينة في رقعة السياسة..؟ أيننا من التفاعل مع الأغاني الملتزمة؟؟؟؟؟؟.و هل نغرسها في وعي جيلنا الصاعد كالعاشقين احمد قعبور ,مارسيل.مصطفى الكرد.الشيخ إمام أبوعرب ..؟أم انها كانت "موضة "لحظة هاربة؟؟؟؟؟ هل مازلنا نحس أن هناك علاقة تربطنا بفلسطين فعلا وبالقدس أم نفضنا الموضوع وتركنا هم يقاومون وحدهم ...اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا..........متفرجون....؟ هل مازلنا نعترف بأن إسرائيل هي العدو خاصة أننا نستقبل رسميا و بغطاءات عديدة (مؤتمرات غير حكومية,معارض.تجارية ..فنون تبادل خبرات....) شخصيات تدافع عن الغدر الإسرائيلي ضد إخوة لنا يصفون مقاومتهم بالإرهاب؟ لماذا لا نتظاهر مع فلسطين؟فكيف تخرج الجماهير في ماليزيا و إندونيسيا مؤخرا و لم يخرج أي إطار للاحتجاج على التضييق الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني حاليا.................؟ ما موقع القضية حاليا في المقررات و المناهج الدراسية أم أن المراجعة امتدت للمقاومة ووصفها بالإرهاب؟ أم أن تقليصها من التاريخ مقدمة لتقليصها من الجغرافيا؟ بل لماذا نتهرب من الموضوع ونختلق المبررات بالقول:لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين؟فهل كان تضامننا سابقا غلطة كبرى نكفر عنها حاليا بالتنصل من دعم أي مبادرة لإنقاذ مايمكن إنقاذه....؟ ما موقفنا كمجتمع مدني من جدار الفصل العنصري...؟ وهل نضغط في مختلف المناسبات على الأنظمة لتبني مواقف عادلة ..أم نصفقونصمت على خطوات التطبيع الجارية..؟ إنها مؤشرات رهيبة تستلزم التوغل قليلا في الضمير الجمعي العربي لإستكناه أسباب الموضوع وفي نظري يمكن جرد مجموعة من الأسباب : 1 ــ نفض المثقفين أيديهم عن الملف و عدم معالجته و التذكير به فأين هي المسرحيات والرقصات المجسدة لمعاناة الشعب الفلسطيني ولأسوار القدس الشريف ؟؟؟؟؟؟ترى هل باعوا ضمائرهم أو هو يأس من المستقبل أو..أو...أو...؟؟؟؟؟ 2 ــ إن زحف وسائل الإعلام الفضائية قد خلق رعبا ــ غير محسوس ــ في هوية الإنسان العربي فعنف الصورة اليومي قد خلق لدينا وعيا استثنائيا يتقبل مناظر القتل و الاغتيال كمن يتابع مسلسلا خياليا.بل من كثرة الأخبار أصبح عاديا أن نستيقظ على خبر سقوط شهداء و لا نتأثر كما قد نتأثر بسقوط جنود صهاينة أو أو آخرون في دول أوربية. فلا شعوريا أصبحنا نبخس الدم العربي مقارنة مع الآخرين.أليس إهانة الذات أقصى درجات الهزيمة . 3- إن غياب تصور واضح للقضية الفلسطينية و ما رافقه من مساومات متعددة الأشكال وتورط دول عربية فيها بالضغط على الفلسطينيين للتنازل عن حقوقهم – ألم تبادر دول عربية لحضور مؤتمر للسلام في شرم الشيخ بعد أحد تفجيرات في إسرائيل التي أتت ردا علة همجية الاحتلال واعتماده القتل خبزا يوميا - قد خلق انفصاما معينا و شرخا عجيبا في شخصية الإنسان العربي،خاصة مع غياب منظور علمي للتعامل مع القضية .فحين يجلس الضحية مع الجلاد,.و حين يستنكر الفلسطينيون عمليات المقاومة...و تنظيم أنشطة مشتركة....تحت شعارات السلام والتسامح ..موازاة مع همجية التقيل اليومي ..ألن تقول* تلقائيا * أنا مع ما اختاره الفلسطينيون ......... إنها هواجس في ذكرى النكبة تطرح نفسها بحدة مع كل صورة أو كلمة أو ....تذكر بفلسطين ففلسطين والقدس يجب أن تبقى حاضرة و يجب ألا تعدم في الضمير الجمعي العربي فداء لدماء استشهدت في سبيلها من كنفاني و..و..وو.....جمال الدرة والائحة متواصلة .... ورغم ذلك لن نكف عن الصراخ بكتب اسمك يابلادي ع الشمس اللي ما بتغيب لا مالي ولا ولادي على حبك مافي حبيب .
#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اغتراب الغربة 2/15
-
اغتراب الغربة 1/15
-
الخريطة الدينية بالمغرب من خلال صناعة النخبة بالمغرب
-
نخبة النخبة بالمغرب
-
العطب المدني والثقافي في المجتمع المغربي من خلال صناعة النخب
...
-
الأحزاب المغربية ومتاهات السياسة من خلال كتاب صناعة النخبة ب
...
-
البدون التائه
-
قراءة في كتاب صناعة النخبة بالمغرب للكاتب عبد الرحيم العطري
-
تساؤلات حزينة
-
التقرير العام للملتقى الأول للمرأة
-
رسالة إلى مثقف
-
ملاحظات حزينة في ذكرى ثامن مارس
-
كيف أصبح يوم 8 مارس يوما عالميا للمرأة ؟؟؟؟
-
الإرهاب الآخر
-
مالك الحزن
-
التقرير العام للمنتدى الأول للشباب
-
شارون والعرب ومعضلة النسيان
-
مارسيل خليفة :التراث الخالد
-
أنا أو الطوفان
-
ملاحظات حول الحركات الإسلامية بالمغرب
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|