أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - في العاصمة














المزيد.....

في العاصمة


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6330 - 2019 / 8 / 24 - 10:43
المحور: الادب والفن
    


أجلس وحيدا باحدى مقاهي العاصمة الادارية، نظرت يمينا شمالا ثم بدأت في تصفح جريدتي.بالقرب مني تجلس استاذة جامعية للغة الالمانية يرافقها احد طلبتها.يغالي في مدحها و التزلف اليها.الاستاذة تحاول ان تحافظ على لباقتها و تواضعهها وتتجنب الخوض معه في موضوع يخص تنقيط امتحاناته. حاول ،ناور ،اضطرت ان تعتدر منه و تنسحب. خاصة بعد بعد ان لمح اليها بضرورة التعاون معه من اجل مراجعة تنقيطه ،لان له مشاريع مستقبلية تتطلب دبلوم اللغة الالمانية من أجل السفر الى المانيا و النمسا ..قلت في نفسي لعنة الله على من كان سببا، في الوصول الى هذا الزمن الاغبر. عندما يتغير واقع الطلبة من رموز للمثابرة و النضال و الامل في غد أفضل الى رموز الى للحقارة والدناءة.على يميني يجلس شخص، يسترق النظر الي،من حين لاخر،كانه يحاول ان يحدثني .لكن تخونه الشجاعة.فجأة تكلم بعد ابتسامة عريضة . نطق بلكنة فرنسية باريسية راقية قأئلا
: "s’il vous palait pouvez –vous me prendre en photo ? ؟"من فضلكم ممكن أن تأخد لي بعض الصور ؟
بكل سرور.
اخدت هاتفه و أخدت له عدة صور من زوايا مختلفة، تفحصها كلها بدون اسثناء. كانت الصور رائعة حسب رايه. شكرني مبتسما فرحا ثم أخبرني ان اجيد التعامل مع الكاميرا.شكرته بدوري..نهضت قبل ان أتحول الى مصور فوتوغرافي لهؤلاء الرباطيين الغريبي الاطوار. دفعت ثمن قهوتي خمسة عشرة درهما بالتمام و الكمال و درهمين بقشيش.
اسير قرب "ساحة البريد" .على بعد أمتار قليلة، من مقر السلطة التشريعية للبلاد ، لوحة حية تدمي القلب متسولون من كل الاطياف ، رجال، نساء، اطفال، فتيات ،فتيان ، مكفوفون عجزة ، كهول...الخ .
النمودج الاقتصادي الذي أعلن فشله ،هنا بهذا الشارع وبهذه الساحة ، تصادفك مخرجاته عارية من كل المساحيق. تمد الايادي تتسول لك وتتوسل ،طالبة درهما واحدا او نصفه.وقد تطلب منك اقتناء ورق الكلينيكس. لوحة سوريالية تثبث بالملموس اننا ننتمي لدولة ثالثية متخلفة على جميع الاصعدة .باستثناء الجهاز القمعي فهو متطور ويعتبر فخر النظام .بعد ان شاهدت بام عيني كيف اجهز على تظاهرة لحملة الشواهد المعطلين.في رمشة عين وفي تحد سافر للحق في الاحتجاج السلمي.
هاتفي يرن صديقي على الخط
-مانيش أيا رحال؟ " أين انت ايها البدوي؟" باللغة الامازيغية
- حدا " ستيام ار" قرب مقهى "الفن السابع"
- هانك ديخن.." انتظرني انا في طريقي اليك"
سيارة صديقي السوداء الفاقع لونها تركن بالقرب مني. افتح الباب احيي صديقي اجلس .سالني اين تريد ان نمضي ما تبقى من يومنا هذا.. اقترحت ان ندهب الى "واد يكم" نراقب الغروب ونشتري بدور القرع و الفول السوداني و اللوز..انفجر ضاحكا وساخرا ثم اردف متهكما
الاخ شاعر؟
لا.الاخ قصيبي
انفجرنا مرة اخرى ضاحكين ثم سالني الم تنسى شيئا عندما دكرت حبوب القرع و الفول السوداني ؟ أجبته
لا يمكن ان انسى لماذا سادهب الى" واد يكم" لكن معدتي تؤلمني و لا استطيع شرب "الفودكا" اليوم .
طز عليك وعلى معدتك. الانسان يموت مرة واحدة،
لا. صديقي الانسان يموت مرات عديدة،يموت عندما يحاصره الاندال ويشعر بالفشل. يموت الانسان عندما يموت قلبه.أو عندما يفقد انسانا عزيزا..فالانسان يستطيع ان يمارس موته بطرق مختلفة.
لن تشرب الفودكا اذن؟
لا عزيزي.لا أستطيع اليوم.
قنينتين من البيرة ؟
سأحاول.
سلكنا الطريق الساحلية، ركنا السيارة في مراب الفندق.دخلنا الى البار حراس الباب غلاظ شداد،صديقي حيوه بحرارة. سلامهم يوحي باحترام وتقدير كبيرين..حيوني باحترام زائد..
جلسنا على طاولة اسرعت النادلة في الالتحاق بنا .بعد التحية و الابتسامة طلبنا اربع بيرات
موسيقى منبتعة من قرب المشرب. بيانو وكمان وآلات الايقاع. توزع موسيقى "كات ستيفنس" بسخاء على جمهور، غالبيته من النخبة و المثقفين كما اخبرني صديقي.بالقرب من طاولتنا نقاش حاد بين ثلاثة اشخاص. رجلين وامرأة.نقاش حول الثورة الصينية حوار ساخن يصل الى اداننا رغما عن الموسيقى.أحدهم يجهر
- الرفيق "ليو تشاوشي" هو من قاد نضال الطبقة العاملة في مدن الصين وله الفضل في انتصار الثورة بالصين
رد عليه محاوره
- الرفيق "ماو تسي تونغ" هو من قاد ثورة الفلاحين وكانوا الاكثر عددا وهم السبب الرئيسي في انتصار الثورة
تتدخل المرأة لتهدئة الوضع الذي بدأ يجلب اهتمام الزبناء في باقي الطاولات
-ايها الرفيقين يظهر ان الخمر لعبت بدماغيكما. ان تحالف الثورتين ..ثورة العمال بزعامة الرفيق "ليو" و ثورة الفلاحين بزعامة الرفيق "ماو" . التحالف هو الذي انجح الثورة..ولكن لا يجب ان ننسى أن الطعنة جاءت من الرفاق في الاتحاد السوفياتي و في ظهر الثورة الصينية.لقد نجحت الامبريالية في شق الصف الاشتراكي.
قلت لصديقي كفانا هيا بنا نغير المكان انت اتيت بنا لبؤرة من بؤر الحرب الباردة.او حلقة من حلقات الكلية
قبل لن نخلي المكان سمعت المرأة تقول
-لا تنسوا ان اقتصاد الصين العظيمة يحتل المرتبة الاولى عالميا بفضل شركات القطاع العام القطاع العام يارفاق..و هي رسالة لكل المتبجحين بالقطاع الخاص
انسحبت في هدوء و اسئلة كثيرة تحاصرني.



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوهرة
- القصيبة مدينة الصقور.
- الزهرة الجميلة
- معلمتي الجميلة
- الاستقلال المنقوص ومشكل الصحراء المغربية (1/3)
- حافي القدمين
- القصيبة و السوق الاسبوعي
- ذكرى رحيل نجمة حمراء
- السودور
- الكوري
- رسالة مفتوحة
- بيتي الاول
- في الكتاب
- فضل -العضان - في محاربة المدافعين عن حقوق الانسان


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - في العاصمة