|
نظرية المعرفة الجديدة _ تكملة وملحق
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6325 - 2019 / 8 / 19 - 14:27
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
هذا النص مهدى إلى ريما عجمية
فكرة وخبرة البديل الأول ، من خلال بعض الأمثلة التطبيقية مقدمة تتضمن خلاصة ما سبق : منذ عدة آلاف من السنين ، أدرك معلمو الجنس البشري ثنائية الانسان ( جسد _ عقل ، شعور _ فكر ، إثارة _ أمان ، أنوثة _ ذكورة ...الخ ، وتعذر جمعهما ، صدف سعيدة قادتني إلى اكتشاف الخطأ المنطقي المزدوج : 1 _ اتجاه سهم الزمن ، عكس اتجاه سهم الحياة ، من المستقبل إلى الماضي . جميع المشاهدات تؤكد ذلك ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء . 2 _ المقدمة جزء من النتيجة ، والعكس غير صحيح . مثال على ذلك : علاقة الحفيد _ ة والجد _ة الحفيد _ة ت _يتضمن الجد _ ة بصورة مؤكدة ، والعكس مجرد احتمال .
1 المصلحة المباشرة أو العاجلة وحده الانسان الذكي يعرف مصلحته المباشرة ، بشكل حقيقي ومتكامل . وأحد الفوارق النوعية بين الانسان والحيوان يتمثل في الادراك الذاتي . ينتج عن الادراك الذاتي مشكلة معرفية جديدة ، عنوانها التقليدي المصلحة الذاتية والمصلحة المشتركة والاختلاف بينهما ، وقد يصل إلى درجة التناقض في حالة المرض العقلي . لكن المشكلة الأخطر تتجسد عبر التمركز الذاتي الشديد ، ومثالها الأبرز النرجسية . ناقشت الموقف النرجسي ، خلال نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن ، ولذلك أكتفي هنا بتلخيص شديد الاختزال للموقف النرجسي ، وهو يتمثل بضمور الجانب العاطفي والوجداني عند الفرد ( ...) النرجسي . النرجسي لا يدرك احتياجات الآخر ( الشريك _ة أو القريب ) الطبيعية . الموقف النرجسي النمطي : أنا ضد العالم ....أنا وفقط أنا . لا حاجة لأمثلة على الشخصية النرجسية ، فالطفل _ة بطبيعته نرجسي ، أيضا المريض النفسي ( المريض العقلي قد يكون غير نرجسي بالفعل ، مثاله الانتحاريون ) . 2 الوحدانية ، أو عملية الانتقال الفعلي من الفوضى والعشوائية إلى مبدأ وحدة الوجود . من غير المعروف ، كيف ومتى حدث الانتقال من القطيع البدائي إلى الجماعات البشرية . يوجد تفسيرات عديدة ، ومتنوعة ، ومع ذلك الحقيقة وما حدث بالفعل فقدتا إلى الأبد . وما نعرفه ونخبره اليوم ، سيادة الوحدانية والموقف الموحد . مع أن الموقف يتزعزع بقوة ، بعد فهم الاتجاه الحقيقي لحركة الزمن ...من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا ( ليس أولا بالتأكيد ) . الحياة بالعكس ، تبدأ من الماضي بالفعل ، وتتجه إلى المستقبل بشكل ثابت . 3 إعادة تدوير القمامة ، أو تنقية مياه الصرف الصحي . كل فرد بالغ اصطدم يوما بمشكلة المقتنيات القديمة !؟ ما هو الحل الصحيح ، الاعتماد على التقسيم الزمني ، بمعنى كل فترة محددة ( شهر ، سنة ، عقد ) ينبغي أن تتكرر عملية التخلص من الأغراض القديمة ... لكن ماذا عن قيمتها ( المادية أو المعنوية ) !؟ بعد التفكير المطول في هذه المشكلة ، أعتقد أنها _ هي نفسها مشكلة الوسواس القهري في الحالة الحدية ( هوس النظافة أو عبادة الأثر ) ، ولا أعتقد بوجود حل موضوعي وخارجي . بل ، الصحيح أن لكل فرد ( امرأة أو رجل ) طريقة خاصة ، نوع ومستوى من الحل ، تتناسب مع حياتهما الشخصية والفريدة . الحل الطبيعي ، أو الحل الذي اختارته الحياة ، هو التقسيم أو التجزئة الثنائية : أنوثة _ ذكورة ، جسد _ عقل ، طبيعة _ ثقافة ....وغيرها كثير . مشاكل التقسيم والتجزئة لا يجهلها عاقل _ة ، وهو السبب الذي يفسر ويبرر موقف التنوير الروحي ( خصوصا اليوغا وبوذية الزن ) برفض عملية التجزئة للحياة أو للزمن ، والبقاء في موقف الانكار منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام . مشكلة نقص مياه الشرب ، أيضا مشكلة تراكم القمامة ، أحد النتائج المباشرة للحل بالتجزئة !؟ لا أعرف ما هو الموقف المناسب أو الحل الصحيح . .... بالتزامن مع انتقال الفرد الحالي ...، من الاعتماد على الساعة البيولوجية إلى الساعة الحديثة ( الإلكترونية ) ، أو الانتقال من نظام الطبيعة إلى نظام الثقافة ، يبقى أحد أهم نماذج البديل الأول في حياة الانسان ، الانتقال من حب الأبوين إلى حب الآخر_ ين . تفسير فرويد لبعض اكتشافاته الحقيقية ، أضعفها في النهاية . والمثال الأبرز على ذلك موقفه من الجنس ، وتفسيره السطحي والمتسرع ، لتعلق الفتاة بأبيها والصبي بأمه ، ورد ذلك إلى رغبتهما الجنسية المباشرة . يشرح أريك فروم هذه القضية الهامة ، خاصة في كتاب المجتمع السوي ، والخلاصة : مع الزمن ، تعلق فرويد أكثر فأكثر بفكرة التفسير الجنسي للحب ، وتحولت عبر مجادلاته المتكررة إلى موقف انفعالي شديد . مع أن ما يحدث في الواقع خلاف ذلك ، تعلق الشاب بفتاة غير محرمة عليه جنسيا ، من أقوى أسبابه الدافع الجنسي . وهو على النقيض من تفسير فرويد ، يبعده عن أمه ، نحو عشيقته . نفس الشيء يحدث مع الفتاة أيضا ، الدافع الجنسي قوة نفسية ، تبعدها عن أبيها نحو حبيبها . بينما تفسير فرويد المعروف ، بأن الدافع الجنسي سبب حب الوالد _ة من الجنس الآخر . يضيف أريك فروم فكرة جديدة ، وشديدة الأهمية ، حول الدافع الجنسي أنه على العكس من تصور فرويد ، نقيض الثبات ويغير موضوعه بسرعة وسهولة ، وهي صفته الرئيسية والظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . ومن المستغرب ، أنه بعد مرور أكثر من قرن على تفسير أريك فروم الصحيح _ المنطقي والتجريبي بالتزامن _ للدافع الجنسي ، واستقلاله عن الحب ، بالدليل العملي والمتكرر ما يزال الاعلام العالمي والمحلي على السواء ( هوليود وبوليود ومعهما الدراما المصرية والسورية والخليجية....الخ تروج الفكرة الخاطئة بصورة ثابتة ومتكررة ) . ناقشت العلاقة بين الحب والجنس عبر نصوص عديدة ، ومنشورة أيضا على الحوار . وخلاصتها بتكثيف واختزال : الجنس ظاهرة فيزيولوجية _ بيولوجية ، ومشتركة . الحب ظاهرة إنسانية ، فردية ومكتسبة ، ولم تتحول بعد إلى ظاهرة اجتماعية وثقافية . .... فكرة قبل الأخيرة ، وهي محور كتاب أريك فروم ( الدين والتحليل النفسي ) ... الروابط الإنسانية ثنائية غالبا ، النوع الأول تقليدي وموروث يتمثل بعلاقات القرابة والدم ، والنوع الثاني عقلاني واختياري ويتمثل بالصداقة والعلاقات الاجتماعية _ السياسية المتعددة . وتمثل العلاقات الثقافية وضمنها الدينية النوع الثاني ، بينما تمثل العلاقات العائلية والعشائرية النوع الأقدم التقليدي والمتوارث . لكن بسرعة وبسهولة تدعو إلى اليأس ، يتحول أي شيء في حياة الانسان إلى تكرار وتقليد . .... الموقف الديني المتناقض للإنسان المعاصر ، يمثله بدرجة عالية من الدقة فرويد ويونغ .... _ يعتبر فرويد الدين نوعا من العصاب الجماعي ، ويجسد الموقف الديني السلبي . _ بينما يعتبر يونغ العصاب نوعا من الدين البدائي ، ويجسد الموقف الديني الإيجابي . ما هو الدين البدائي بالمقارنة مع الدين الحديث ؟! قبل أن أحاول اختزال خلاصة خبرتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا ، أسارع لتوضيح العلاقة بين هذه الفكرة وبين موضوع الحلقة البديل الأول . فكرة البديل الأول ضرورة ، تنتج عن ثنائية الوجود الانساني ، وفي الجوهر منها الدين . الموقف الديني السلبي ، يعتبر الدين ( الاعتقاد الخاطئ ) هو المشكلة . الموقف الديني الإيجابي ، يعتبر الدين ( الاعتقاد الصحيح ) هو الحل . هذه القضية أيضا ناقشتها في بحث الايمان العقلاني ، وليس لدي ما أضيفه . فقط ، أكرر التأكيد على ضرورة الانتباه إلى طبيعة السلوك الإنساني ، وهو ثلاثي البعد في الحد الأدنى ويتضمن 3 عناصر أو عوامل متمايزة ومختلفة بطبيعتها : 1 _ الشعور ، ظاهرة طبيعية ، بيولوجية ومشتركة . 2 _ الفكر ، ظاهرة ثقافية ورمزية ، لغوية واجتماعية بالتزامن . 3 _ العادة ، تفاعل بين الذات والموضوع ( بين العضوية ومحيطها ) . الاعتقاد يدمجها بطرق لاشعورية غالبا . .... .... الحلقات السابقة 2 ، 3
نظرية المعرفة الجديدة
ضرورة الفهم الصحيح للزمن ، طبيعته واتجاهه 1 الغد مصدر الحاضر وليس العكس ، ما الفرق ؟ يختلف كل شيء ، بعد تصحيح تصور اتجاه الزمن . في المنظور التقليدي ، يعتبر الزمن الشخصي محدد مسبقا . الزمن الشخصي ، أو العمر الفعلي للفرد خلال مراحل حياته المتعاقبة . الوقت هو الزمن المحدود ، وضمنه الزمن الشخصي ،... كله وقت ، أو ملكية خاصة . بعدما يتفهم الانسان ( ...) أن الزمن موضوعي بالفعل ، ويصل إلى الوجود بالتزامن ، ودفعة واحدة من المستقبل . أو أن اتجاه حركة الزمن يعاكس اتجاه تطور الحياة ، يتغير الموقف والسلوك . حيث أن الوقت الشخصي يشبه الأوكسجين إلى درجة تقارب التطابق ، هو ضرورة ويمثل القيمة المطلقة السلبية فقط ( يعيش الانسان بوجوده حصرا أو يموت بدونه ، بالتزامن هو عديم القيمة أخلاقيا ومعرفيا ...) . هذه الفكرة جديدة ، وسأعود إليها لاحقا . الموقف العقلي للفرد ، وضمنه الموقف اللاشعوري أيضا ، يحدد سلوكه بالدرجة الأولى . مثال تطبيقي على ذلك : السلوك الإنساني بدلالة الزمن ، يمكن تقسيمه إلى نوعين : 1 _ حالة الازدحام وضيق الوقت ، أو الحاجة لإنجاز عدة أعمال في وقت قصير . عادة ما يكون هذا الوضع في الصباح ، وخلال فترات الخروج من البيت . 2_ حالة العزلة وفراغ الوقت ، .... لا يجهلها أحد ( الضجر المزمن أو السأم ) . بعقد مقارنة سريعة بين الحالتين ؟ الوقت الذي يتطلب السرعة والاستعجال ، هو موجود ومعروف لدى الجميع ، ويتناقص مع التطور ومع التقدم في العمر بشكل ثابت ، ومشترك . وعلى العكس تماما ، وقت الفراغ يتزايد ويتضاعف مع التقدم بالعمر ، ويتضاعف أكثر مع التطور العلمي والتكنولوجي خاصة . هذه الفكرة والخبرة ، تستحق الانتباه الشديد ، والتفكير العميق بالتزامن . .... 2 س + ع = ص . الزعم بمعرفة معنى رموز المعادلة ، لا يتعدى حدي الغفلة أو الخداع . .... موقف التنوير الروحي هو الانكار المزدوج للزمن ، أيضا للتمييز بين ذات وموضوع . موقف العلم الكلاسيكي أو الحديث وخاصة الرياضيات ، يتطابق مع المعادلة ، وهو تعددي منذ نشأته . المشكلة في الفلسفة بالفعل ، ومحاولة جمع المتناقضات . في التعليم الروحي : المعلم والتلميذ والرسالة واحد . في العلوم الحديثة : المعلم منفصل تماما عن الرسالة ، نفس الشيء يتكرر مع التلميذ . ما تزال الفلسفة تحاول مسك العصا من المنتصف ، مع تكرار الفشل . .... 3 الفرد مزدوج بطبيعته : شخصية وموقع . أيضا وبشكل متزامن _ الفرد ثلاثي البعد : البرنامج الجيني ، البيئة المحددة ، الشخصية . والأهم من وجهة نظري ضرورة التمييز بين الشخصية والموقع ؟! يتضح ذلك عبر بعض الأمثلة التطبيقية ... 1 _ مانديلا و هتلر ؟ مقارنة سريعة بينهما ، الأول ارتقى بنفسه وشعبه ...إلى درجات أعلى معرفيا وأخلاقيا . على النقيض من نكوص هتلر وموسوليني وخلفهم الغالبية العظمى لزعماء العرب والمسلمين . .... الإدارة مستقبل القيادة ، والعكس غير صحيح . المثال التطبيقي بينهما العلاقة بين المخرج وبطل _ة المسرحية ( أو الفيلم أو الحكاية ) .... 2 _ مقارنة بين طالبين في الجامعة ( 1 راسب ، و 2 متفوق ) ؟ سوف يرغب المتفوق ، بالتعريف عن نفسه بدلالة المستوى الدراسي ودرجة التحصيل . على العكس من زميله الفاشل ، الذي سوف يفضل التعريف عن نفسه بدلالة العمر أو الصحة أو غيرها من صفاته ( الحقيقية أيضا ) . الشخصية متغيرة عادة والموقع ثابت . لكن ذلك التمييز، لا يكفي وحده . .... ضرورة الفصل بين المتكلم والكلام ، أو الفكرة والسلوك ؟ هذا الاختلاف النوعي بين العلم والتعليم الروحي ( تناقض تام ) . يرفض التنوير الروحي الفصل بين ذات وموضوع . عتبة العلم تتمثل بالفصل الفعلي بين الذات والموضوع . ..... 4 بالعودة إلى المعادلة البسيطة : س + ع = ص . حل المعادلة بشكل صحيح ، يعني معرفة قيم المتحولات بالفعل . ذلك مستحيل ، قبل معرفة القيمة الثابتة لمتحولين على الأقل . .... العلاقة بين القيمة والثمن ( السعر ) ؟ ليست بسيطة ، وليست مستحيلة أيضا . مشكلة القيمة أنها تعددية بطبيعتها . 1 _ القيمة الثابتة ، الموقف التقليدي . 2 _ القيمة المتحولة ، الموقف العلمي . 3 _ القيمة المباشرة ، موقف التنوير الروحي ومعه الفنون والآداب والشعر خصوصا . .... ملحق 1 النتيجة تتضمن المقدمة ، والعكس غير صحيح غالبا ( احتمال ) . .... ملحق 2 الموقف الحالي من الزمن ، يتوزع على 3 اتجاهات ( أنواع ) مختلفة 1 _ استمرار الموقف التقليدي : سهم الزمن يتجه من الماضي إلى المستقبل . 2 _ انكار وجود حركة الزمن ، ويشكل موقف الغالبية المطلقة مع الموقف السابق . 3 _ الموقف العدمي ، ينظر إلى الفكرة الجديدة " سهم الزمن يتجه من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر وبواسطته " كالموقف من قيادة السيارة في بريطانيا على العكس من بقية العالم ، كنوع من الطرفة ولا يأخذها على محمل الجد بالطبع . بحضوري يعلن الشخص الذي يتبنى هذا الموقف ، أن فكرة اتجاه الزمن بلا معنى ، وأن كتابتي لا تنقصها الطرافة ، وبعدها يغرقني بالنصائح والمقترحات لقراءة كتب عن الزمن المترجمة ، أو المكتوبة بالعربية . وعندما أحاول أن أشرح الفكرة الجديدة ، مع براهينها ونتائجها العديدة والمتنوعة ...، بعد أقل من 3 دقائق يبدأ التثاؤب الشديد ، الحقيقي ، ودون أن يفهم جملة واحدة مما قلته . وهذا الموقف يزعجني أكثر من سابقيه ، ويصيبني بالإحباط بشكل يتزايد مع استمرار تجاهل اكتشافي سنة بعد أخرى العالم المعاصر تنقصه الحساسية والذكاء . .... ملحق 3 نظرية المعرفة الكلاسيكية ، هي موضع خلاف حسب تجربتي ... للبحث تتمة ....
نظرية المعرفة الجديدة 2
لماذا يفضل أغلبية البشر الوسط على الجيد ؟! سأحاول معالجة هذا السؤال المركب ، والمشترك بين العلم والفلسفة والتنوير الروحي ، عبر أمثلة تطبيقية متسلسلة ، خلال حلقات هذا النص . البداية من ضرورة التمييز بين المرض العقلي ، وبين المرض النفسي . _ المرض العقلي وباء عام مصدره الثقافة ، والمجتمع الوطني أو المحلي ، واللغة أولا . _ المرض النفسي حالة فردية ، مصدرها خطأ في الوراثة الجينية أو الاختلاط مع بقية الأمراض التقليدية والفيزيولوجية بطبيعتها . بينما في الثقافة النفسية العربية ( وربما في غيرها أيضا ) ، يوجد خطأ صريح ومشترك ، حيث يعتبر المرض العقلي هو نفسه المرض الجسدي _ النفسي ، لكن في مرحلة متقدمة ! بعبارة ثانية ، المرض العقلي مصدره فكري ، خلل وانحراف في الأفكار والمعتقدات التي يحملها الفرد . بينما المرض النفسي مصدره الجسد ، وداخل الجلد بالإضافة إلى العدوى بالطبع . .... المرض العقلي يتجسد عبر تخلف العمر العقلي للفرد عن عمره الطبيعي ( البيولوجي ) . وهذا الخلل يمثل حلقة مفرغة بين السبب والنتيجة ، أو حلقة تغذية عكسية ومزدوجة . المرض العقلي يتضمن حاجة عاطفية خاصة ، يتعذر اشباعها في الشكل الطبيعي والعام . مثالها النموذجي ، الحاجة المزمنة للحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا في مختلف العلاقات . بطبيعة الحال هذا غير ممكن ، سوى في حالات نادرة ، واستثنائية . .... بعض الظواهر ( الحقائق ) الأساسية ، والمشتركة 1 _ الحياة بطبيعتها مشكلة . 2 _ لكل مشكلة نوع ومستوى من الحلول المناسبة . 3 _ يمكن تصنيف مختلف الحلول المناسبة وغيرها ، عبر 3 مستويات : آ _ الحل السيء ( تكلفة عليا وجودة دنيا ) . ب _ الحل المتوسط ( تكلفة متوسطة وجودة متوسطة ) . ج _ الحل الجيد حيث الجودة أعلى من التكلفة . لكن المسألة أكثر تعقيدا في الحياة ، عنها في لعبة شطرنج أو في مسألة رياضيات وفيزياء . لا توجد الجودة والتكلفة بمعزل عن القيمة ، بدورها القيمة تشمل مختلف جوانب الحياة بدون استثناء ، بالإضافة إلى أنواع القيمة المتعددة ( القيمة الثابتة ، أو القيمة المتحولة ، أو القيمة المباشرة ) ، ويزداد تعقيد الموضوع بعد فهم وتفهم العلاقة الاعتباطية بين القيم والأخلاق . حيث القيم تمثل التكلفة العليا والجودة العليا بالتزامن . بينما الأخلاق تمثل الجودة المتوسطة والتكلفة المتوسطة بالتزامن . سأحاول توضيح القضية أكثر ، من خلال بعض الأمثلة المتنوعة .... مثال 1 غياب الاحترام الفعلي ، الحر والحقيقي ، في غالبية العلاقات الزوجية . وبعبارة ثانية ، تقوم العلاقات العاطفية بغالبيتها على عامل الجاذبية ، وعلى حساب الاحترام . الجاذبية والحاجة متلازمة ، أو أن علاقتهما من نوع علاقة : جزء _ كل . بالمقابل علاقة الاحترام والثقة ، هي أيضا من نوع : جزء _ كل . يتعذر تحقيق الاحترام الموضوعي والمتبادل ، للنفس أو للآخر ( الشريك أو الخصم ...) ، عبر علاقة جودة عليا بتكلفة دنيا ( تسميتها الشعبية الرشوة ) . .... احترام النفس أمر عسير وشاق على كل انسان . ومن ت _ يفشل ( امرأة أو رجل ) ، بتحقيق التقدير الذاتي الموضوعي والمناسب ، تفسد حياته في الجوهر . يفقد الأمان الوجودي ، الطبيعي والمتوسط ، وليس راحة البال فقط . .... مثال 2 الإرادة الحرة متلازمة مع الاحترام الموضوعي والمتبادل ، أيضا مع قفزة الثقة ، ولا تنفصل عن القيم الإنسانية المشتركة ( غالبا ما يوجد خلاف بين الأخلاق الاجتماعية والقيم الإنسانية ) الإرادة الحرة لدى الفرد الانساني ، مهارة عليا ومكتسبة بطبيعتها ، وتشبه مهارة تكوين الثروة الشخصية ، بطرق مشروعة ولا تتناقض مع القيم الإنسانية . .... مثال 3 العشق والزواج ، علاقة تناقض أم تكامل ؟ كلمة عشق تتضمن الاثارة _ هناك . كلمة زواج تتضمن الأمان _ هنا . داخل البيت أمان ، تكرار ، روتين ، ضجر ، لذة الكسل والبلادة . خارج البيت إثارة ، جديد ، شغف ، شوق ، لذة المغامرة والطيش . .... من يحتمل الخيانة من شريك _ ة !؟ من لا ت _ يحتمل الخيانة الذاتية ؟! .... مثال 4 قصيدة النثر العربية ، والسورية أيضا شعراء قصيدة النثر الكبار في العالم ... تشيخوف ، فرناندو بيسوا ، طاغور ، سارتر ، تشيمبورسكا ، نيتشه ، وربما الأهم أدغار آلان بو .... كتب بورخيس ، يمكنني تخيل العالم بدون الصين أو أروبا ، أو المحيطات ، ويمكن تخيل العالم بدون الحربين العالميتين ، لكن ، يتعذر تخيل العالم بدون قصيدة بو ... " آه ، لاتنسى ، هذه الحديقة كانت مسحورة " ويمكنني بسهولة أن أضيف ، من أهم بناة العالم ، هم الشعراء ، وشاعرات قصيدة النثر على وجه الخصوص في سوريا ولبنان ...ليس أنسي الحاج والماغوط فقط ، بل الأهم رياض الصالح الحسين ومصطفى حجازي ....وغيرهم بالطبع .... مثال 5 أختم هذه الموضوعات الإشكالية بسؤال خطر ، هدفه الوحيد المعرفة ... كيف يحترم المسلمون ( السنة أو الشيعة ) نبيهم ؟! _ السنة يعطون الأفضلية لصحابة النبي على عائلته . _ والشيعة بالعكس ـ يفضلون عائلة النبي على أصحابه بالصوت العالي . برأيي المتواضع ، كلا الموقفين على خطأ . هل تقبل من أحد ، أن يقلل احترامه لأهل بيتك أو لأصدقائك ، وتبقيه معك !! تفضيل القرابة على الصداقة ، يتضمن تفضيل الأخلاق على القيم . تفضيل الصداقة على القرابة ، يتضمن تخفيض شأن الأخلاق بدلالة القيم ( الحالية ) . أصغر مشكلة يلزمها أحمقان . .... مثال 6 الأب الجيد هو إنسان جيد الأم الجيدة هي إنسان جيد الانسان الجيد أم جيدة الانسان الجيد أب جيد .... الانسان الجيد ، لا يخلو من العيوب والأخطاء . الانسان السيء ، لا يخلو من المزايا والمهارات . .... .... نظرية المعرفة الجديدة 3
قانون الترموديناميكا الثالث
القانون الأول توازان الطاقة ، الطاقة لا تفنى ولا تتولد من عدم . القانون الثاني اتجاه الطاقة ، من التركيز والنظام إلى التفكك والفوضى . على ضوء تجربتي ، يشبه الأمر الموقف الوجودي في الفلسفة الكلاسيكية ، حول ثنائية الوجود : المستوى الأول يمثل الوجود بالقوة ( المستقبل ) . والمستوى الثاني يمثل الوجود بالفعل ( الحاضر ) . بإضافة المستوى الثالث أو الوجود بالأثر ( الماضي ) ، يتغير المشهد ويتضح اتجاه الزمن . نفس الشيء بالنسبة إلى قانون الترموديناميك الثالث ، أيضا اجتهاد شخصي ... يلزم أولا تبديل كلمة أنتروبي بكلمة الزمن . يصير القانون الثاني ، اتجاه الزمن من الجهد الأعلى إلى الجهد الأدنى . والقانون الثالث اتجاه الحياة المناقض ، من الجهد الأدنى إلى الجهد الأعلى . بكلمات أخرى ... جدلية الزمن والحياة العكسية ، تفسر الحاضر وتحل مشكلة قوانين الطاقة الكلاسيكية . اتجاه الحياة من التفكك والفوضى ( الحالة البدائية ) إلى التركيز والنظام على العكس تماما من اتجاه الزمن ، ويتضح بعدها الاتجاه الحقيقي للزمن : 1_ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض بينما العكس اتجاه الحياة 1 _ ماض 2 _ حاضر 3 _ مستقبل .... الحاضر ثلاثي البعد 1 _ البعد الزمني ( المستقبل لحظة تحوله إلى الحاضر ) . 2 _ البعد الحياتي ( الماضي لحظة تحوله إلى الحاضر ) . 3 _ البعد المكاني ، ثابت بطبيعته . .... مشكلة المعنى كيف يمكن فهم النص السابق !؟ بدون تغيير نوعي وكمي على النص ، يتعذر فهم المعنى الذي يعبر عن خبرتي وفكرتي وما أريد توصيله إلى القارئ _ ة المثالي _ة . .... قوانين الترموديناميكا الأول والثاني تعتبر حقائق في الموقف العلمي والعالمي الحالي ، ... مع أنها تقوم على فرضيات خاطئة على الأرجح أو على الأقل غير دقيقة . القانون الأول حفظ الطاقة أو توازن الطاقة ، يفترض ضمنيا أن الكون نظام مغلق . القانون الثاني الذي يحدد اتجاه الحركة الموضوعية من النظام إلى الفوضى يفترض العكس !؟ وبعد إضافة التصور الجديد لحركة الزمن ....من المستقبل إلى الماضي يتضاعف التناقض . .... قوانين الترموديناميك الثلاثة ، تشبه قوانين الوجود الثلاثة السابقة ... 1 _ القانون الأول توازن الطاقة ، فرض يقارب البداهة . 2 _ القانون الثاني ، يمثل حركة واتجاه الزمن من التركيز والنظام إلى التفكك والفوضى . أو من جهد أعلى إلى جهد أدنى ، في اتجاه الماضي . 3 _ القانون الثالث ، يمثل اتجاه حركة الحياة والتطور ، نحو المستقبل وعكس الزمن ...من مستوى بسيط ومفكك إلى مستوى أعلى في التركيز والنظام . .... بعبارة ثالثة يتعذر فهم فكرة الصدفة وفق التصور السابق للزمن ، مع أنها حقيقة موضوعية ويخبرها الجميع . مثلا قراءتك لهذا النص الآن _ هنا : سبب + صدفة السبب يتعلق بك وحدك والصدفة تشمل كل ما تبقى . .... للبحث تكملة ... غدا أجمل
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية المعرفة الجديدة 2
-
نظرية المعرفة الجديدة
-
البديل الثالث ضرورة ولكن
-
البديل الثاني مشكلتنا
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته
-
الحب والزمن _ تكملة وخاتمة
-
الحب والزمن ، تكملة
-
الحب والزمن _ مقدمة عامة
-
إدارة الوقت وإدارة المال ...
-
الوضع الانساني الصعب ومشكلة الزمن
-
الوضع الانساني بدلالة التصور الجديد للزمن
-
التوقيت المناسب _ الزمن بين الفلسفة والعلم
-
التصور الجديد للواقع بدلالة الزمن....
-
أمثلة نطبيقية تكملة...2
-
أمثلة تطبيقية ...2
-
قوة الهدف 1 ...أمثلة تطبيقية على الموضوعات السابقة
-
الفصل 11 _ الاهتمام
-
هوامش الفصل السابع حتى ...11
-
الارادة الحرة تتمة ...
-
الفصل العاشر _ الادمان ...
المزيد.....
-
انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال
...
-
حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس
...
-
هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون
...
-
ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
-
بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة
...
-
منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
-
فستان متحدثة ترامب -صيني-
-
الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن
...
-
-لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
-
الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|