بين نهضتهم وكبوتنا

علي عبد الوهاب الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بين نهضتهم وكبوتنا !
استمعت قبل ايام عبر مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي الى خطيب يتحدث عن اهمية الدراسات الانسانية في نهوض المجتمعات وهو في ذلك يرد على يزدري تلك العلوم ولاسيما في العالم العربي والاسلامي...ذاكرا ان الشعوب الاوربية تولي اهتماما واسعا بالدراسات الانسانية ولاسيما اللغات والاديان والمجتمع وغيرها وان ذلك سبب نهضتها.. ودعا الى الاخذ بذلك وعدم الحط من قيمة الدراسات الانسانية!.. وارتأيت ان أناقش هذه الدعوى لأنها تمثل تصورا لدى كثير من المثقفين والكتاب في عالمنا العربي.. فابتداء اقول إن المقارنة بين الدراسات الانسانية الجارية لدينا وما لدى الغرب بطرائقها ونتائجها هي مقارنة سقيمة لان بيننا بونا شاسعا في نمط التفكير والغاية من انتاج المعارف واستثمارها.. فالعالم الغربي او المؤسسة الغربية او الجامعة عندما تتصدى لدراسة ظاهرة ما في مختلف التخصصات الانسانية او التطبيقية او الاحيائية فإنما تبغي تطبيقها على ارض الواقع في منهج براغماتي نفعي للإفادة .. ثم إن الشيخ يزعم ان الغرب نهض بعد نهضة العلوم الانسانية وهذا الشيء صحيح الى حد كبير لكنه يغفل او يتغافل عن ان المنهج الغربي سلط سيف النقد والمقارنة على المقولات الدينية وعلوم اللغة والتاريخ والاجتماع وانطلق متحررا من الفرضيات المسبقة الا في حدود ما يفرضه المنهج التجريبي لتتقدم تلك العلوم وفي الوقت ذاته انطلقت العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والهندسة وغيرها فتكامل اما عندنا فما زلنا نردد في علوم اللغة مثلا ما ذكره سيبويه قبل 1300 سنة ونغفل عن اهمية الدرس اللهجي وتطور اللهجات المختلفة وما يترتب على دراسة هذا الباب من آثار مهمة في الكشف انثروبولوجيا واجتماعيا عن الشعوب الناطقة باللغة العربية ومدى تطابق النطق الحالي مع نطق الاقدمين الى غير ذلك من النتائج.. الأمر في الدراسات الدينية ليس بعيدا عن ذلك إذ مازال الكتاب والباحثون الاسلاميون يدورون في فلك ما رواه البخاري ومسلم والكليني وابن بابويه القمي وغيرهم ..والامر لا ينحصر بأتباع مذهب دون آخر بل لدى العامة اذ يكتفون بنقل النصوص من غير ان يمارسوا النقد والمقارنة والتأصيل والبحث في جذور المقولات التي ينقلونها جيلا بعد جيل حتى يخيل للباحث كأنه يعيش في العصر العباسي الثاني!.. باختصار يبدو أننا خارج اطار التاريخ

#علي_عبد_الوهاب_الوردي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات