أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - معتصم الصالح - تساؤلات















المزيد.....


تساؤلات


معتصم الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 10:34
المحور: الادب والفن
    


استمعت الى خطبة الجمعة٩/آب /٢٠١٩ واعدت عبارة
" اما آن لنا كشعب إنَّ نرتاح"

لاكثر من مرة، واكلمت انسياب الفيديو لاخره ثم خطبة اخرى للجمعة الاخيرة وغيرها .. ما وجدته الاتي

كل خطب الجمعة لا تتجاوز ال ٢٠ دقيقة .بل تقف عند 18 واعشارها واقل من ذلك .. !! لم اجد خطبة تجاوزت هذا الوقت ..!!

السيد عبد المهدي صوته فاتر جدا .. مسترسل بنغمة واطئة كسولة .. و بايحاء يميل الى النعاس والكسل يدب دبيبه في ذهن المتلقي ومنه الى سائر الجسد..

الشيخ احمد يميل الى استخدام تعبيرات وجهه الغير راضية والمتجهمة .. اكثر من استخدام عبارات بذاتها او" تون " صوتي معين..
..
عندما يصعد الشيخ احمد بصوته الى طبقة اعلى يصبح صوته حادا ونشازا على سمع المتلقي ..كمن يوخز طبلة الاذن..
وهذا يؤذي المستمع ..

كلاهما سماحة السيد ..وفضيلة الشيخ.. لا يصلحان لخطبة الجمعة لان اصواتها غير جهورية وطبقة الصوت عندهم ضعيفة جدا ..
اما مستوى البلاغة عندهم فهو من غير كلام العرب .. فكلام العرب فصيح لا ابهام فيه واذا وقع الابهام وجب البيان بعد الابهام ..
فالكلام هو المادة الأولية للبلاغة، وجاء في تعريفها
الكلام لابد من أن يكون واضحاً، فبوضوحه يطابق مقتضى الحال، وبوضوحه يمكن أن يوصف بالفصاحة، وهي المأخوذة في اللغة من فصح اللبن إذا خلا وجهه من الرغوة، واليوم المفصح الذي لا غيم فيه، والكلام إذا خلا من الشوائب والعيوب..

فغدا جلياً واضحاً ظاهراً لا لبس فيه ولا غموض.

يقول الجاحظ (البلاغة وضوح الدلالة... وجماع البلاغة و التماس حسن الموقع والمعرفة بساعات القول وقلّة الخرق بما التبس من المعاني أو غمض)
.
ويقول بشر بن المعتمر: البلاغة (أن يكون لفظك رشيقاً عذباً وفخماً سهلاً، ويكون معناك ظاهراً مكشوفاً)
..
فعند العودة الى عبارة " اما آن لنا كشعب إنَّ نرتاح ..إنّ تلبى احتياجاتنا اليومية ...الخ "
نجد فيها الكثير من المواربة في خطبة اطلق عليها
( تساؤلات ..!! )
عن ماذا هذه التساؤلات ..!!
ما فضل قول مبهم لا يفهمه المخاطب، وما قيمة الكلام إذا لم يبين؟..

فالمواربة في لغة العرب المداهاة والمخاتلة، قد تكون من الإرب وهو الدهاء أو من الورب وهو الفساد،

وفي الحديث: " إن بايعتهم واربوك أي خادعوك"

فالجاحظ عندما ذكرها اي #المواربة في معرض الإنكار والذم والاستهجان منهاً أفصح الناس عن أن يستعملها،

فهو إذ يصف بلاغة النبي صلّى االله عليه وسلّم يقول: كان (لا يستعين بالخلابة ولا يستعمل المواربة ولا يهمز ولا يلمز)
، وهو استعمال لغوي للمواربة كما يرى.

اول من استخدم المواربة في اللغة هم اليهود فكان

اليهودي اذا قدم على قوم مسلمين يقول – مثلاً- : (السام عليكم) وهو يقصد (السلام عليكم) والسام هو الموت، ففي المواربة تنكشف عورات التلفيق والكذب، لذلك تجد الكلام فيها ممجوجاً ولو سيق لإرضاء الآمال والمطامع النفسية..

ثم انتقلت الى العرب المنافقين الداخلين في الاسلام عنوة..

وكثيرا ما كانوا يستخدمونها مع الاعاجم الذي يصعب عليهم فهم كلام العرب
ومنها انطلقت الفتن في عهد الخلفية عثمان وما تلاها ..

من الامثلة على المخاتلة في المواربة ..

قول عتبان الحروري الشيباني وهو يرى رأي الخوارج:

فإن يك منكم كان مـروان وابنُـه
فمنّا حـصين والبطـين وقعنـب

وعمرو ومـنكم هاشم وحبيـب
ومنّــا أميــرُ المــؤمنين شــبيب

لما القي القبض عليه و أُتي به إلى عبد الملك بن مروان – قالله عبد الملك :

ألست القائل:
ومنّا أمير ُالمؤمنين شبيبُ
فقال: لم أقل كذا يا أمير المؤمنين، وإنّما قلت:
ومنّا أميرَ المؤمنين شبيب ُ

(فنصب (أمير) موارباً، فاستحسن أمير المؤمنين قوله وأمر بتخليته ف يمكن أن يكون هذا الشعر شاهداً على المواربة بما فيه من حسن تخلّص عن طريق التحريف وتغيير الحركة.

وجاء في أنوار الربيع أن قوماً وشوا إلى فرعون بأن حزقيل وهو ابن عمه يعين أعداء فرعون على فرعون. فلما جيء به إلى فرعون قال لفرعون: هل جربت علي كذباً؟

قال: لا، قال: فسلهم من ربكم؟ ...من خالقكم؟ ... من رازقكم؟ قالوا: فرعون.
قال حزقيل: أيها الملك فأشهدك وكلّ من حضرك أن ربهم هو الله ربي ...
وخفي هذا المعنى على فرعون ونجا حزقيل بالمواربة ..

اما إنّ المخففة والمشددة النون التي تكررت في الخطبة واستخدامها ..فهي تفيد النفي مالم تتبع باللام

هي المخففة من الثقيلة أي من إنَّ واللام هي الفارقة ، ويجيز الكوفيون في نحو هذا كونَ إنْ نافيةً واللامِ بمعنى إلا وهذا موافقٌ لقراءة بعضهم :"ما هذان إلا ساحران" .

وجاء في انواع أن ان إنّ المخففة تفيد النفي كما ورد في مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الانصاري ..

ف استخدام المواربة هنا في النحو هو حيلة دينية يستخدمونها كحجة لصدقهم ان سالوا عنها عند وقوفهم امام الله تعالى ..
فهو يقصد الصدق بقوله لن يرتاح هذا الشعب ولن تلبى طموحاته وان خطبته هي عبارة هن تساولات اجاب عنها بصيغة النفي ....

بعض رجال الدين يستخدم هذه الحيلة اللفظية واللغوية مثل قوم احدهم ان سال عن اموال المسلمين..

فجيب: ليس تحت يده اي شيء ..

فهو يقصد الصدق بأن يده ليس تحتها شيء ويبعد عن نفسه تهمة الاجابة عن سؤال آخر ..

اخيرا هنالك الكثير في معاني المواربة المواراة ومنها التحيير او التحير في المعنى و اي شي يُقصد

التحير مثّل له بالبيت المشهور:

جاء مـن زيـد قَبـاء
ليـــت عينيـــه ســـواء

وكان زيد الذي خاط له القباء أعور، ولم يعلم أحد هل أراد الشاعر أن الصحيحة تساوي السقيمة أو العكس
، فالشطر الثاني يحتمل أنّه يتمنّى له العمى ويحتمل أنّه
يتمنّى له الإبصار...
فلا نعرف ان كانت التساؤلات تلك تتمنى لنا العمى ام الابصار ..

اخيرا لسنا من الاعاجم كي تضيع عنها لغة العرب ..!!

اي وقت هذا الذي تحل فيه مشاكل الامة بغريب لغة العرب ومواربتها ..
ولله المشتكى ..
والى خطبة آخرى ..



#معتصم_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة السنغافورية للشاي
- النوروز ..اصل التسمية
- رسالة الى رئيس الوزراء الافتراضي
- كًوم انثر الهيل
- ام بي سي العراق
- الروتين ذلك القاتل البائس
- حرية بشحم الخنزير
- تحدي العشرة سنوات
- شاي الهزيمة
- ليل بغداد
- النرجسية ..
- الطلاق ..مشكلة العصر
- حبيبتي والفلسفة
- الخلاص بقلم معتصم الصالح
- شعب كتكوت
- - من دفاتر- الخيبة
- صح النوم على خطة ترامب
- على المدنية السلام
- من يحرك التاريخ - بين رأي ماركس و فولتير
- من يحرك التاريخ ؟


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - معتصم الصالح - تساؤلات