أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - !! لزوم الشيء .. الشيء ولزومه














المزيد.....

!! لزوم الشيء .. الشيء ولزومه


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 10:55
المحور: كتابات ساخرة
    


انت عراقي .. لا تنكر هذا رجاء .. فالكاميرا تدور .. وهي تصور وتلتقط كل زاوية منك ومن اشيائك كلها . لا تترفع او تقول بأنك غير معني .. فمهما ابتعدت ومهما ادعيت بأنك بعيد عن كل ما يحدث ربما (حماك الله) صادفتك سيارة مفخخة في اي مكان تكون فيه ، واذا ماقدر لك ان تنجو فستعرض صورتك وأنت جريح ممزق الملابس سيء الهندام على شاشات اكثر الفضائيات تهندما وأناقة ، وستحضى بمذيعة تتحدث عن موتك أو جراحك وهي تبتسم (لا أحد يعرف لماذا !!)
لذا لا مفر لك فراشا كنت او وزيرا ، فساعة تفتح الكاميرا شدقها (عفوا اقصد شترها) تلتقط كل مايصادفها فتفترسه ثم تلقيه هشيما او هضيما اوكظيما او مضيما او وضيما أو .. أو ، وعليك - لكي تتجنب الوقوع تحت طائلة المشهد الفج المج المتفحم او الدامي – أن تبتعد عن كل ما له علاقة بالارهاب ، وخير طريقة لهذا الابتعاد هو ان لا تغادر منزلك مطلقا مهما حدث ، ولكن حدث ان بعض القذائف والهاونات قد سقطت على بعض المنازل الآهلة بالسكان .. لذا عليك أن تسكن ملجأ محصن ، ولكن هناك من سيطرق بابك ويغتالك ، ويغتال جميع افراد العائلة لذا عليك ان تستعين باحدى شركات الحماية لكي توفر لك بعض الحراس الأمنيين وهؤلاء يقبضون رواتبهم بالدولار (الصعب المنال) واذا ماقدر لك ان تكون ممن لاترهبهم سطوة الدولار ، فعليك ان تحتفظ بمخزون جيد من الوقود لأن الكهرباء غالبا ما تنقطع عنك وانت في اشد اللحظات احتياجا لها ، وبما انك عراقي فلابد انك قد استطعت ان تقتني خط كهربائي آخر (او ما صار يدعى بـ المولد) لكن هذا الخط سينقطع عنك لذا ستلجأ الى شراء مولدة تعمل بالكاز أو البنزين وهي تدعى الآن بـ(المولدة البيتية او المنزلية) للتفريق بينها وبين المولد الذي يغذي عدة منازل ، وبعد هذا وذاك او قبل هذا وذاك فأنت بحاجة الى تشغيل الثلاجة والمجمدة ، وهذه الأجهزة تحتاج وفقا لتيارنا الكهربائي الوطني المتذبذب في اشتغالاته وفي مستوياته (المنخفضة في اغلب الأحيان) تحتاج الى جهاز حماية ، وجهاز الحماية .. ولكي يعمل بطريقة جيدة ويستطيع تشغيل الأجهزة يحتاج الى جهاز تحسين القدرة أو (رافع الفولتية كما يسمى لدينا) ولكي تقتني هذا الجهاز فعليك ان تشتري عدة انواع ، وستجد البائع يقول لك :هذا صيني مجرب وآخر يقول لك : هذا تركي وهذا ايراني وهذا سوري ، وريثما تستقر على اختيار جهاز مناسب ستجد انك انفقت مبلغا يفوق المبلغ المناسب لشراء جهاز ياباني (مضبوط !!) هذا بالنسبة للطاقة الكهربائية ، ولكنك تحتاج ايضا الى الطاقة الحرارية ، للطبخ وللتدفئة ولأمور اخرى صيفا وشتاء ، بالنسبة للطبخ انت تحتاج الى الغاز ، وهذا سيكلفك مبالغ طائلة لأن القنينة أو الاسطوانة الواحدة تباع بما يفوق ثلاثين ضعفا لسعرها الرسمي ، واذا ما نفدت الاسطوانة ولم يتوفر لديك البديل فعليك باقتناء جهاز تكنلوجي معقد يدعى (جولة نفطية) وهذه ستجعلك تلعن اليوم الذي ولدت فيه لأن غاز أول اوكسيد الكاربون سينبعث منها بشكل بشع ولا مثيل له ، وستشعر مجددا بانك انسان يقع على هامش الاهتمامات الانسانية على الرغم من امتلاكه لثروة نفطية وغازية هائلة ، وستتجه في النهاية الى الشارع بحثا عن ارهابي كي يغتالك ويخلصك من حياة كهذه ، أو سيارة مفخخة أو أي سبيل آخر لمفارقة ومغادرة هذا العالم الذي صار يناصب الانسان العراقي العداء .
وهذا أيضا يقع ضمن قائمة الشيء ولزوم .. الشيء !!



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بائع اللبن يطرد المحتل
- مايكرو ارهابي
- من المسؤول .. من البريء ؟
- تخريب غير منظور
- متى يطرق الوزير بابي ؟
- لماذا لا يزعل الشعب قليلا ؟
- ثلاثة قتلى - قصة قصيرة
- شيء من نار ..نص وقراءة
- لجان مشبوهة
- انفلونزا الفساد الاداري
- في التربية والتعليم
- يوم كأنه العراق .. يوم هو العراق
- مؤيد نعمة.. فنان الشعب .. لن نقول وداعا
- قطعة لحم ... بشرية
- لجان مشبوهة هدفها إدامة الفساد الإداري
- هل يعنيهم الدستور .. حقا !!
- أبو المعالي .. رجل قلّ نظيره
- أرض عراقية صالحة ل .. .زراعة أحلامنا
- الأحلام المزاحة
- فصام


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - !! لزوم الشيء .. الشيء ولزومه