الدكتور عبدالحسين شعبان والطروحات أحادية المنحى 3

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 6321 - 2019 / 8 / 15 - 13:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

عند التأني في قراءة النصوص المقتبسة، الملحقة بالحلقة الأولى، يمكن إستنباط ما يلي:
1- وصول الخبراء والمستشارين الأمنين البارزين الى قناعة بعدم إمكانية قلع الحركة الشيوعية من الجذور بالآعتماد على الوسائل القسرية والبوليسية والركون الى خلق أرضية تحد من فاعليتها وتسخيرها للأهداف الستراتيجية لبريطانيا العظمى، إما عن طريق خلق "حزب شيوعي مزيف" منافس بالمواصفات المذكورة في المذكرة السرية ل(بهجت العطية)، أوالاعتماد على خطة الخبير البريطاني پ.ب.راي بتسريب عدد من العملاء المدربين والذين يمكن الأعتماد عليهم الى داخل الحزب الشيوعي. وعندما تنجح الشرطة في القبض على عدد من الشيوعيين فإنّه يُنصح بمحاولة استمالة واحد أو إثنين من بين الأقل شهرة منهم. ثم تجب محاكمتهم والحكم عليهم الى جانب متهمين آخرين والسماح بقضاء مدة الحكم في السجن، وإعادة إدخالهم الى الحزب بعد الإفراج عنهم. وقد تمر سنوات عدة قبل ان يرتقي هؤلاء العملاء الى قمة الحزب ولكنهم لا بد وأن يصبحوا من مصادر المعلومات القيِّمة جداً خلال ذلك.
قد تكون الظروف التي سادت بعد إنهيار كل من يهودا صديق، ومالك سيف، ورفيق چالاك وأخرون مثالية لإستغلالها للإيذان بتنفيذ هذه الستراتيجية بمساريها في أن واحد، إن لم يكن قد بوشر بتنفيذها قبل ذلك: خلق حزب شيوعي مزيف و تسريب العملاء الى داخل الحزب.
عند، مقارنة المعلومات المقتضبة التي ذكرها كريم أحمد الداود في مذكراته بصدد كيفية إلقاء القبض عليه ومن كانوا معه يوم 31 / كانون الثاني / 1954 مع المعلومات التفصيلية التي وردت في الوثيقة التي نشرها خالد حسين سلطان في الحوار المتمدن بعنوان" كبس وكر شيوعي عراقي (وثيقة)"، إن كانت حقيقية فعلاً، نستشف:
1- بأن كريم أحمد لم يكن دقيقاً حد عدم الأمانة في رواية ماحدث أثناء إلقاء القبض عليه ومحاكمته.
2-لم يذكر جميع أسماء من أُلقي القبض عليهم معه في ذلك المكان والزمان. من الواضح إنه تستر على بعض الاسماء؟
3-لم يذكر أسماء الذين حوكم معه بالحبس لمدة سنتين ومثلها للمراقبة وتأريخ الحكم.
بصدد تأريخ إلقاء القبض الحقيقي على كريم أحمد أُشير إليه مرتين في كتاب حنا بطاطو وهو (أكتوبر 1955)، في ص 339-الكتاب الثاني و ص14-الكتاب الثالث، وكذلك في (صفحات من تأريخ العراق السياسي الحديث-صلاح الخرسان) ص76.

عند التأمل في طريقة التعامل مع كريم أحمد الداود بعد إلقاء القبض عليه وعدم تعرضه الى تعذيب بدني يُذكر والعقوبة المخففة جداً بحقه و كذلك طريقة المعاملة اللينة نسبياً لبهاءالدين نوري أثناء التحقيق معه نستشف بأن الجهات الأمنية كانت قاب قوسين أو أدناه لإستكمال تنفيذ الخطة، طويلة النفس، التي أقترحها الخبير الأمني البريطاني (راى)، وقد قَرُبَتْ من مراحلها النهائية، ولم يكونوا بحاجة الى معلومات وإنما الى الوقت وبعض السيناريوهات لتحقيق هدفهم النهائي، وإلا لمنعوا حسين الرضي من مغادرة العراق للإشتراك في مؤتمر لندن للأحزاب الشيوعية وأحبطوا محاولة حميد عثمان على الهرب من سجن بعقوبة بعد إنكشاف تنظيم المحافظات عند إلقاء القبض على بهاءالدين نوري يوم 13نيسان 1953، وتنظيم بغداد عندإلقاء القبض على ناصر عبود يوم 12شباط1954 الذي هرب من السجن أوائل 1955 ليلتحق باللجنة المركزية للحزب الشيوعي مجدداً.

للتحري عن دور الأصابع الخفية في العديد من الأحداث والظروف الصعبة والمصائب التي واجهت ح. ش.ع ندرج قائمة أولية حسب التسلسل الزمني خاضعة للمراجعة والإضافة عند الضرورة:

عام 1947:
(في شهر أيار "مايو" صدر قرار تقسيم فلسطين........بدأنا في جريدة الأساس الحملة تأييداً لحرب التحرير.......عندما قرأ سلام ماجاء في جريدة الأساس اعتبر موقف الحزب خاطئاً......واعتقد بأن الحديث عن خطأ نشوب تلك الحرب جلياً واضحاً .... ولكن الشاب سلام عادل ......دخل في مناقشة حادة في منظمته الحزبية، وصدف ان التقى سلام عادل مع مالك سيف -هامش: قائد الحزب بعد اعتقال فهد....، وبعد اعتقاله انهار وسبب للحزب خسائر كبيرة- فهاجم موقف جريدة الأساس ، فأستاء مالك وسحب سلام من تنظيمه وأبقاه بصلة فردية........) ص35 المصدر 2-1
عام 1948
9تشرين الأول1948: (بدأت مصائب الشيوعيين عندما تحول العضو المرشح السابق للجنة المركزية عبدالوهاب عبد الرزاق الى مخبر، وأفشى للسلطات عنوان مقر الحزب: المنزل رقم 166/17 في حيّ الهيتاويين في بغداد.) ص225 المصدر 1-2
12 تشرين الأول1948: (هاجم رجال الشرطة المنزل واعتقلوا المسؤول الأول مالك سيف، وسلفه يهودا صدّيق، وعضو اللجنة المركزية جاسم حمودي، وعددا من الثوريين) المصدر السابق.
11تشرين الثاني 1948: (انهار يهودا صديق وكشف أن المسؤول هو مالك سيف. ولما ووجه سيف بهذا الكشف، تخلت عنه شجاعته كلية، فقدم اعترافا كاملا وزوَّد الشرطة بكل الأدلة التي تحتاج إليها ضد الحزب. والواقع انطلاقاً من تلك اللحظة، وبهدف إنقاذ رأسه، وضع نفسه في تصرف السلطات وراح يدمّر اتباعه. وكانت ردّة مالك سيف نقطة البداية لبحث دقيق وواسع النطاق أوقع في شباكه مئات الشيوعيين، كما أنها أدت إلى إعادة محاكمة عاجلة لزعماء الحزب الرئيسيين) ص226المصدر 1-2

كانون أول 1948-19شباط 1949 شكل ساسون دلال لجنة مركزية برئاسته وعضوية كل من : رفيق
جالاك، صبري عبدالكريم ، عبد تمر وعبدالرزاق مطر. ص62 المصدر 6

نهاية عام 1948: "فصل سلام عادل(المقصود حسين أحمد الرضي-خسرو) من التعليم للمرة الثانية خلال حملة الاعتقالات والإرهاب في نهاية عام 1948. واحترف العمل الحزبي وسكن في بيت حزبي مع رفيق جالاك -الشخص الثاني في الحزب اثناء قيادة ساسون دلال- ،ولكنه فتح دكانا مع طالب الثانوية صبيح سباهي في الفترة ذاتها ليعملا معا. وأصبح الدكان عنوانا للبريد الحزبي.
إبان قيادة ساسون دلال للحزب، شخص احد عملاء الأمن سلام عادل في احدى مظاهرات عام 1949 وهو من أبناء مدينته، ورغم ضرب سلام عادل لهذا العميل عل رأسه في المظاهرة، لكنه بعد أن أفاق من غيبوبته بسبب الضربة اخبر الأمن عن هوية سلام (حسين احمد)، وبعد التحري القي القبض عليه وقدم الى المحكمة العسكرية التي حكمته مدة ثلاث سنوات. تليها سنتان في الإقامة الاجبارية تحت مراقبة الشرطة...قامو بتسفيره الى سجن نقرة السلمان مع عدد اخر من السجناء) ص37 المصدر2-1

وبعد عام أُعيد حسين أحمد الرضي الى بغداد من سجن نقرة السلمان لمحاكمته على قضية جانبية حصلت أثناء وجوده في سجن بغداد المركزي الموقف العام بعد إصدار الحكم عليه لأول مرّة وقبل نقله الى نقرة السلمان وأضافت المحكمة سنتين إضافيتين الى محكوميته فتصبح خمسة سنوات مع مائة جلدة"فلقة" مع حلاقة الرأس بالآضافة الى الإقامة الإجبارية. وأضاف مدير السجن خمسين فلقة أخرى لانه رفض تنفيذطلب مأمور السجن بشتم الرفيق فهد. ص38 المصدر 2-1
عام 1949:
10شباط1949: (احضر فهد وعضوان من مكتبه السياسي، هما زكي بسيم وحسين محمد الشبيبي،. أمام محكمة عسكرية شبه ميدانية، ووجّهت الى الثلاثة تهمة قيادة الحزب من داخل السجن، وحكم عليهم بالإعدام شنقا حتى الموت.) ص226 المصدر1-2

14و 15شباط1949: تنفيذ حكم الإعدام شنقا حتى الموت وعلنا بكل من: فهد، زكي بسيم، حسين محمد الشبيبي ويهودا إبراهيم صديق.ص62 المصدر6

5نيسان 1949: اعتقال جاسم الطعان مع إثنان من لجنته المركزية: سمير عبدالأحد و مهدي حميد ويفلت من قبضة الأمن حميد عثمان العضو الثالث. المصدر السابق

8نيسان1949: تشكيل حميد عثمان لجنة مركزية وعضوية كل من علي حسن النجفي و يعقوب. مناحيم كوجمان.أصدرت نشرة خطية باسم (الصراع) المصدر السابق
27نيسان1949 إعدام ساسون دلال
13حزيران1949اعتقال حميد عثمان
25حزيران 1949 تشكيل لجنة مركزية جديدة من كل من بهاءالدين نوري، زكي وطبان و هادي سعيد.
ص63 المصدر 6
حزيران1949: (و في هذه الأثناء، وبينما كانت ضربات الشرطة تتوالى واحدة بعد أخرى، كانت وحدات الحزب تتفكّك واحدة بعد أخرى، وسيطرت الفوضى على العمل السري. وكان من أكثر ما يدمر المعنويات الإشاعات التي سرت قائلة إن الحزب مخترق بالجواسيس أو إن الهدامين تسللوا الى أعلى المراتب فيه..................إذا كانت الفترة بين تشرين الثاني1948 وحزيران 1949, من إحدى وجهات النظر، هي فترة "المسؤولين غير المفوضين " أو "اللجان غير المفوّضة"، وكانت، من وجهة أخرى، فترة "الأطفال الشيوعيين"، فانها كانت، من وجهة نظر ثالثة، فترة الإنشقاقات (والأجنحة) القصوى في الحزب. وانشق الحزب في هذه الفترة الى خمس مجموعات متناحرة فيما بينها، هي: "الحقيقة"و"النجمة"و"الصواب"و"الاتحاد"و مجموعة"القاعدة" القديمة. ولم تعد للحزب، في منتصف 1949, أية أهمية بالنسبة إلى أيّ من النوايا والأهداف. ولكن الشروط الأساسية التي أدّت الى وجود الشيوعية منذ سنوات الأربعينيات الأولى استمرت قائمة، وكان لها في العقد التالي أن تحيي، وتعيد إحياء، قوى ليست في متناول الشرطة.)ص227-229 المصدر 1-2

عام 1953:
بداية 1953(انتهت محكومية سلام عادل في مطلع عام 1953. ونقل من نقرة السلمان الى الموقف في بغداد، ثم الى الرمادي في شهر حزيران "يونيو" 1953 اتصل بي وبالحزب.....) ص 40 المصدر 2-1

رواية كريم أحمد حول الموضوع: (سجن سلام عادل في بداية عام 1949...وبعد خروجه من السجن في عام 1953 اسل للأِبعاد، فكتبت له رسالة باسم اللجنة المركزية اطلب منه الالتحاق بالحزب وبعد يومين هرب من الأبعاد والتحق بنا) ص40 المصدر2-1
أذار1953 هروب جمال الحيدري في بغداد
13نيسان 1953اعتقال بهاءالدين نوري، صادق جعفر الفلاحي و باقر جعفر بحوزتهم التشكيل الكامل لتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي. خارج العاصمة بغداد
14نيسان1953 إستلام كريم أحمد أثناء تواجده في البصرة، بمهمة حزبية، رسالة من رشيد عارف حول إعتقال بهاء الدين نوري واستلامه قيادة الحزب. ص118 المصدر 4
1حزيران1953 إطلاق سراح حسين الرضي من السجن المركزي في بغداد ونقله الى الرمادي لقضاء فترة الإبعاد( قبل أن يكمل المدة المقررة في الأحكام الصادرة بحقه.) أعاده كريم أحمد وناصر عبود وكلفوه للقيام بمهام مسؤول المنطقة الجنوبية وتزوج من ثمينة ناجي قبل سفره الى البصرة.
18حزيران1953 مجزرة سجن بغداد.
(أصدر حسين الرضي منشوراً بهذه المناسبة من البصرة بإعتباره مسؤول تنظيم الحزب في المنطقة الجنوبية ص47 المصدر 2-1).
12تموز1953إصدار الحكم على كل من بهاءالدين نوري، صادق جعفر الفلاحي، باقر جعفر وكامل السامرائي . إختفاء رشيد عارف سكرتير منظمة بغداد عن المسرح كليا بدون سابق إنذار أو وقوعه في أيدي الشرطة وكان عسكرياً سابقاً وهارباً من السجن، تأريخ هروب السجين العسكري رشيد عارف ومن أي سجن غير مذكور في المصادر التي إستطعت الوصول إليها ولم يكن موضع ثقة بهاءالدين نوري كما ورد في ص 182 من مذكراته المصدر3.
18تموز1953مجزرة سجن الكوت
13كانون الأول1953 قيادة حسين أحمد الرضي لإضراب العمال في البصرة ص 58 المصدر2-1
عام 1954:
كانون الثاني1954 ضم حسين الرضي الى اللجنة المركزية. دون المرور بفترة ترشيح ص57 المصدر 2-1
12شباط1954 القاء القبض على ناصر عبود بحوزته تشكيلات الحزب الشيوعي في العاصمة بغداد
21نيسان مؤتمر الأحزاب الشيوعية في لندن
12أيار 1954إعلان الجبهة الوطنية. ص138 المصدر 5
أواسط أيار عودة سلام عادل من لندن عبر سوريا (ص64 المصدر2-1 و ص137المصدر5-2
2مايس إقامة جبهة وطنية متحدة.
16حزيران 1954: هروب حميد عثمان من السجن، إنتقال قيادة اللجنة المركزية من كريم أحمد الى حميد عثمان
عام 1955
أوائل 1955 هروب ناصر عبود و هادي هاشم الاعظمي من السجن وإلتحاقهما باللجنة المركزية (ص75 المصدر6)
31 كانون الثاني1955 اعتقال كريم أحمد حسب روايته. ص140-143المصدر 4
أيار 1955: إصدار حميد عثمان إطلاقات أيار ونشرها في القاعدة، العدد 4. ص158المصدر 5-2
حزيران1955: تنحية حميد عثمان وتولي حسين أحمد الرضي مهام السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
أكتوبر 1955 إلقاء القبض على كريم أحمد حسب روايتي حنا بطاطو ص339 الكتاب الثاني ص 14 الكتاب الثالث، و جمال الخرسان ص76 المصدر 6
المصادر:
(1-1) العراق- الكتاب الأول، حنا بطاطو
(2-1) العراق- الكتاب الثاني، حنا بطاطو
(3-1) العراق - الكتاب الثالث، حنا بطاطو
(1-2) سلام عادل سيرة مناضل1، ثمينة ناجي يوسف و نزار خالد
(2-2)سلام عادل سيرة مناضل 2، ثمينة ناجي يوسف ونزار خالد
(3) مذكرات بهاءالدين نوري
(4) مذكرات كريم أحمد باللغة الكوردية
(1-5) عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي الجزء الأول، عزيز سباهي
(2-5) عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي الجزء الثاني، عزيز سباهي
(6) صفحات من تأريخ العراق السياسي الجديد، صلاح الخرسان

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات