أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تمارا سعد فهيم - خربشة فى النفس














المزيد.....

خربشة فى النفس


تمارا سعد فهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 10:53
المحور: كتابات ساخرة
    


من تركيبات النفس البشرية الشائكة الغيرة، دعونى أغوص فى أعماق النفس و اتوقف عند ظواهرها وأحللها. الغيرة ظاهرة طبيعية تلقائية وهى الأبنة الكبرى للأنا البشرية، حصاد الأنا ففى الحصاد الصالح والطالح، و من هنا يظهر دور البصيرة، لكن هيهات يأخذنا التيار وننجرف وننسى سهوا أو نتناسى عمدا ونترك الطالح بداخلنا لينمو ويتكاثر وتتوه خطاوينا وتكثر علامات الأستفهام فينا ؟؟؟

تعالوا نقف أمام الغيرة:-
سبحان الله، له فى ذلك حكمة، لغز طرحه الله داخلنا، لنستثمر عقولنا وندعم إرادتنا آلا ترون معى أن الغيرة فى نموها آفة فى النفس، وفى موتها أعاقة للنفس، وفى وجودها ضرورة للنفس، ولكن لحين ويقف النمو و تتحجم حتى لا تعصف بنا وبعقولنا، فوجود الغيرة داخلنا ضرورة لتركيبة النفس وضمان صحة المعادلة الإنسانية، ولكن ما حجمها ما حيز تفاعلنا معها، وهنا نقف ليجيب المثل الشعبى "كل من زاد عن حده أنقلب الى ضده".

أوافقك وتوافقنى ان الغيرة إذا حبلت ولدت الشر فترويض الغيرة يحتاج الى النفس البشرية القوية، قوة قادرة على ترويض الشر وتطويعه للخير، تلك هى القوة التى لا يفردها علينا علم او ثقافة ولكن نستطيع ان نكتسبها فهى من مقومات الحياة.

لو ذهبنا للطفولة نجد أن الغيرة فطرية، بذرة تنبت فى اعماق النفس، و آه لو تجاهلنا العلم بها، صارت آفة تنهش بصاحبها قبل الآخرين. تبدأ معنا من دنيا الطفل نطلب فى الطفولة ويجاب، وليست المشكلة فقط فى الطلب ولا أن يجاب ولكن فى نوعية الطلب، طفل يطلب ان يكون عنده Lap Top أى كومبيوتر صغير رآه فى آيدى صديقه بالنادى، وتنفعل الأم لطفلها ويغشى على الأب من أحساس ابنه بالحرمان، وتتوهج العواطف وتتكلم الغيرة ويأمر الطفل ويستجيب الأب وتنمو الغيرة لتفتح أمامنا باب الاحتياجات لخنق بذور القناعة داخلنا، ويولد بدلا منها بذور الحرمان، وفى الحرمان تولد الأحقاد، ويظهر السلوك ويفصح عن ما فى الصدور شاب شابه يحملون فى أعماقهم نفسا معاقه غير سوية أشد خطرا من الإعاقة العضوية.

وفى دنيا المرأة تورثنا الجمال تلك العيون الملونة، والقوام الملفوف، والبشرة البيضاء، والشعر الطويل تورثنا الأخطاء وليس الجمال. ماذا لو أدركنا ان الجمال بحر لا نهاية له ولا مقاييس، ليس هناك أمراة جميلة وأمرأة قبيحة، ولكن هناك أمراة قادرة على ابراز وأظهار جمالها – وهناك إمرأة عاجزة عن إظهار جمالها، قد تكون إمرأة سمراء غير ملفوفة القوام، ولكن طبيعتها الشفافة واحتفظها بحيائها، جعلها بيضاء، خفيفة الظل، رشيقة الذكاء، تدرك ما أنعم الله عليها وتحفظه، وتثق أن نفسها بيد ربها، وتعلم انها لا تمتلك الجمال فهو لا يمتلك، ومن هنا يتملك منها الجمال ويسكنها.

أه من الغيرة وأظافرها الطويلة، خربشة فى النفس البشرية، تضعف النفس وتعجزها لتنطرح ولا تستطيع القيام، غول يخنق كل البذور فيموت الحب قبل ان يولد. نلهث على ما فى أيدى الأخرين فنصيب بفقدان بصيرة فنعجز على ان نتحسس ما فينا.

نشتاق للغوص فى أنفسنا، فلا نجد وقت للغوص فى انفس الآخرين، نشتاق لوقفة مع النفس حتى نتعرف عليها، وندرك ما أنعم به الله علينا من نعم تعرف بالميزات، ننميها ونثق بالله فيها، ونعرف انفسنا ونجد خطاوينا، ونبصر النجاح فينا . ونمسك بعيوبنا ونعالجها ونروضها و نهدف للقضاء عليها.

نشتاق ان نتقابل ونتصالح مع انفسنا، تصالح النفس رضى، والرضى قناعة، والقناعة سلام، والسلام ثقة فى أمور غير مرئية، والثقة فى غير المرئى تلامس النفس مع الله، وتلامس النفس مع الله تصالح، تصالح النفس أبرع جمال، أبرع جمال:- لأننا نمتلك معه كل شىء ونحن لا نمتلك شىء ، أبرع جمال:- حقيقة تبطل أمامها كل الحقائق، "أبرع جمال من كل بنى البشر" يعلو "كوكب الصبح المضىء"، يشرق كوكب الصبح المضىء يكشف عن الفكر والقلب والعين الغشاوة، يشرق كوكب الصبح المضىء يكشف عن النفس ستائر الغموض، يشرق كوكب الصبح المضىء يحتضنا فى الوجود نسافر معه فى دنيا الخلود.



#تمارا_سعد_فهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتكلم الصمت
- مصر.....امنا.... بعد طول انتظار انفجر بركان خلل الأفكار
- وانطلاقنا كما النسور
- أنت عصفور فخك مكسور
- معجزة كل العصور .... شفافية بنت القصور
- غافلتنى دمعوعى
- الأنسة ذكاء .... الأستاذ عبقرى .... الثنائى الجميل ...... ال ...
- أنا والأفكار ..... والليل معها نهار
- الخفافيش فى الكواليس المصرية


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تمارا سعد فهيم - خربشة فى النفس