أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - الاخوة الاعداء …














المزيد.....

الاخوة الاعداء …


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6319 - 2019 / 8 / 13 - 03:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هبت رياح الجنون العاتية على منطقتنا و اكتسحت في طريقها ما تبقى لنا من عقول ، و الغت كل الوشائج فالليبي يقتل اخوه الليبي و تمزقت ليبيا الى معسكرين متناحرين حد الالغاء ، و السوري يلقي بجثة اخيه من اعلى شاهق و تتساقط الارواح بالالاف في بازار موت مجاني لا طائل منه ، و العراقي يفجر نفسه في مجلس عزاء اخيه العراقي لانه يختلف معه في فهم ما لا يُفهم من طلاسم ظنية الدلالة . اما اليمني فهو فصل طويل ، مؤلم في مجلد المأساة اللاانسانية ، حفاة لاتكسوا اجسادهم النحيلة الا الاسمال و لا تطحن امعائهم الا رحيق القات ، يتجلى في حربهم السريالية اللامعقول باحسن صوره ، فالكل يحمل السلاح بوجه الكل ، تمزقت الارض و تحولت الى اراضي ، بل يريد الجنوبيون دولتهم الموعوده و هكذا سيعيد التاريخ نفسه و يتحول الصراع الى شمالي جنوبي في حرب لا يبدو ان لها نهاية في الغد القريب ، و بين هذا و ذاك يفتك بالناس الموت و الجوع و المرض . و مسك الجنون الكل يرقص حول نار اوقدتها الشياطين من خارج الحدود ابتهاجا بانتصار مستفز على الاعداء !! يهللون و يكبرون و يدبكون و يرفعون شارات النصر و يثملون بجنونهم ، و نحن نشاهد منظرا عبثيا سرياليا ، قادما من خارج الغلاف الجوي ، و لا ندري انضحك مجاملة لسخرية الاقدار ؟ ام نبكي من غصت الالم الموجع ؟ ام نشيح بوجوهنا هربا من فساد الزمن ؟!! لقد امسك القدر بقلمه و خط لنا مسارا مهلكا لم نحصد منه سوى الالام و التشرذم ، تهدمت اوطاننا و تمزقت اراضينا او في طريقها لتتحول لكانتونات متناحرة و تُحشر شعوبنا بين فكي الرحى : الحرب و الارهاب ، فيتحول الاثنان الى رفقاء سوء لمنطقتنا ، يكللاها برائحة الموت و الدم التي استوطنت انوفنا و ترفض المغادرة ، و لِمَّ تغادر مازال اغبياء الجنون يغذونها بالمزيد من القرف ؟! اما الارهاب اللافظ لكل قيم الحياة ، فحكايته حكاية تعبر حدود الزمن و تتعدى المعقول و تهبط الى ادنى مستويات الانحطاط اللااخلاقي ، ليشخص امامنا سؤال كبير كبر المأساة التي نعيشها : الى متى نبقى اسرى انصاف العقول ، من مافيا الفتاوى ، خريجي الكتاتيب يتحكمون بنا و بمصائرنا الغالية ، و يحركوا بفتاواهم من لا عقل له ليحول احلامنا و احلام ابنائنا الى رماد … و يسوقونا كما تساق النعاج الى المذبح ، و يرَّقصون اغبيائنا على انغام مزاميرهم كما يرقِّص الحاوي نسناسه المطيع !! …الا تدرون بأن امهاتنا تنام حبيسة الدموع و القلق ؟! و نحن ادمنا جميعا الحزن و الخوف من ان يسلبنا احد اللاَم عزيزا بنيناه بسهر الليالي و عمدناه بالدموع ، نبكي ليلنا اذا غافله مرض ، كيف نتركه وقودا لاحقادهم القادمة من غياهب نفوسهم المريضة ؟! اخيرا : هل سيأتي يوما تنقشع فيه الاحزان و يعم الصفاء ؟!!
ننتظر …





#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحذير من العودة اللامحمودة لداعش !!
- مآسينا مع الارهاب الاسود …
- هل الصلاة فعلا تنهى عن الفحشاء و المنكر ؟!
- ثقافة الحوار …
- حصة اللة في الغنائم !!
- هل التطبيع جريمة ام تحصيل حاصل ؟!
- وهم ( خير امة اخرجت للناس )
- النظافة ظاهرة حضارية !
- حد الزنا
- هل اثرياء الغرب الكافر اكثر رحمة و انسانية من اثرياء المسلمي ...
- الاسلام و العلمانية ( الماء و الزيت )
- اللقاء الاخير
- تكاثروا فاني مباه بكم الامم
- حد الردة في الاسلام ( 2 )
- حد الردة في الاسلام ( 1 )
- ظاهرة الالحاد في الوطن العربي
- امة لا تحترم الوقت ، امة خاسرة
- حد السرقة في الاسلام ( 2 )
- حد السرقة في الاسلام ( 1 )
- مفهوم الروح في الاسلام


المزيد.....




- قراءة في خطاب قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية
- جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصدر بيانا حول الأحداث الأخ ...
- الأردن يعلن إحباط مخطط -للمساس بالأمن وإثارة الفوضى- وأصابع ...
- ممثل حماس في إيران: يجب إعلان الجهاد العام بالدول الإسلامية ...
- نحو ألفي مستوطن يستبيحون الأقصى وبن غفير يقتحم المسجد الإبرا ...
- بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت ...
- حزب الله اللبناني يدين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقص ...
- المئات من الكاثوليك في بيرو وغواتيمالا يحتفلون بأحد الشعانين ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى من باب المغاربة
- مستوطنون يخربون غرفا زراعية في كفر الديك غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - الاخوة الاعداء …