|
استمرار الثورة العربية كشف عن مواقف سياسية للعديد من الذين ادعوا الانتساب إليها منذ اندلاعها سنة 2011
بن حلمي حاليم
الحوار المتمدن-العدد: 6318 - 2019 / 8 / 12 - 15:21
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
استمرار الثورة العربية كشف عن مواقف سياسية للعديد من الذين ادعوا الانتساب إليها منذ اندلاعها سنة 2011
مع بداية سنة 2011 تغيرت بشكل كبير الحياة السياسية بالبلدان العربية : تونس ومصر والبحرين وليبيا واليمن وسوريا، ووصلت الهزة إلى الأردن ولبنان والمغرب والجزائر وموريتانيا، والسودان، أما العراق فقد عرف مشاكل كبرى منذ الاحتلال الامبريالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية في مارس 2003، وكذا الأوضاع في فلسطين فهي خاصة وقد استمرت قرابة 70 سنة بعد محاولة إبادة شعبها العربي من طرف تحالف الامبريالية والرأسمالية والحركة الصهيونية سنة 1948. أما الدول الخليج: السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر وسلطنة عمان فقد وصلتها الارتدادات. وكل بلد من هذه البلدان له وضع يتطلب بدل جهد لمعرفته والاطلاع على مساره الثوري والاحتجاجي بدقة من اجل فهم المستوى الذي وصلت إليه الحالة الثورية ومدى قوة الهزة التي عرفها. ولا يمكن عزل هذا كله عن الوضع العالمي اليوم على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية والعسكرية والصناعية والبيئية والثقافية.
الثورة في بدايتها وستستمر طويلا حيث يكون صدام الطبقات المشكلة للمجتمع في أعلى مستوياته وتكشف الطبقة التي ظلت طيلة هذه العقود تحت البطش الشديد للأنظمة المختلفة التي حكمت وتحكم على قوتها وقدرتها على تحرير ذاتها، وهذا هو الذي بدأ مع القرن الواحد والعشرين.
القرن الذي عرف أعظم حدث في التاريخ حيث استطاع حزب ثوري اشتراكي ديمقراطي قيادة الطبقة العاملة إلى السيطرة على السلطة بدولة روسيا وإسقاط نظام حكمها القيصري في فبراير ومع نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر 1917، ثم إسقاط الحكومة المؤقتة وتشكيل حكومة ثورية تمثل سلطة المجالس العمالية والفلاحية والعسكرية والقيام بمحاولة لبناء نظام اشتراكي وتأسيس "الاتحاد السوفيتي " وكان هذا الحدث في خضم الحرب العالمية الامبريالية الأولى التي اندلعت نيرانها في يوليو1914، وانتهت في أواخر 1918 مخلفة نحو( 9 ملايين) من الضحايا والخراب والدمار. وفي سنة 1929 عرف الاقتصاد العالمي أزمة كبرى تسببت في عدة تحولات ، وخلقت تصورات وبرامج ومخططات اجتماعية واقتصادية وسياسية وبرزت على الصعيد العالمي نظامين قويين شكلهما كل من الولايات المتحدة الأمريكية و"الاتحاد السوفياتي" وظهرت ميول ونزعات فكرية وفلسفية وأدبية وفنية بفضاء ومحيط القوتين.
يوم الخميس 24 اكتوبر1929 الذي اشتهر كثيرا بأنه يوم الطامة الكبرى حيث انهارت بورصة [ وول ستريت] بسبب عرض ملايين الأسهم مقابل الضعف الشديد للطلب عليها، وكانت نتائجها كارثية على البشر بجميع النواحي . وبعدها ظهرت نتائج سياسة رأسمالية خطيرة أدت إلى بروز الأنظمة [الفاشية] مع نظام موسوليني بايطاليا، والنازية مع نظام أدولف هتلر بألمانيا، ومع فرانسيسكو فرنكو باسبانيا، وتسربت أفكارهم إلى العقول ولازال تأثيرها موجود حتى اليوم. وكان ضحايا هذه الحركات الفاشية ملايين البشر، وقد ارتكبت النازية التي سيطرت على ألمانيا جرائم إنسانية في حق اليهود ومحاولة إبادتهم، وفي حق الناس العاجزين والمثليين جنسيا، وتصفية الشيوعيين، وباقي المعارضين السياسيين، وكل تلك الأحداث أدت إلى الحرب العالمية الامبريالية الثانية التي انتهت سنة 1945، وهي حرب مرعبة جدا، أظهرت فيها الرأسمالية عن وحشية كبيرة في منتصف القرن العشرين، قرن الحداثة والليبرالية والشعارات الانسانية الكبرى، حرب قسمت العالم إلى دول محور ودول التحالف، دفعوا بنحو 100 مليون إنسان إلى معايشة نتائجها و ويلاتها، استعملت فيها كل ما وصلت إليه الرأسمالية الامبريالية الصناعية والعلمية والعسكرية من تطور، وقضت على حياة أكثر من 60 مليون بشر، أما الكوكب والكائنات الحية فإن أمرهما عسير عده، واستعملت فيها قنابل ذرية تم إلقاؤها من طرف الولايات المتحدة الأمريكية أعظم قوى صناعية وعسكرية ، والتي وصفت بأنها بلد الحرية والديمقراطية البرجوازية على منطقتي ناغازاكي وهيروشيما اليابانيتين. يجب ألا ننسى ذلك ولا بد من التذكير بكل الجرائم الإنسانية والتاريخية التي ارتكبها النظام الرأسمالي في حق الشعوب والعالم الذي نعيش فيه بجميع مكوناته وعناصره ففي صيف 1945 رمت الولايات المتحدة قنبلتين مصنوعتين من مادة اليورانيوم ، على المدينتين المكتظتين بالبشر، على التوالي ففي يوم 6 غشت / أغسطس رمتها على مدينة هيروشيما، وفي 9 من نفس الشهر رمتها على مدينة ناغازاكي. من اجل إخضاع النظام الياباني لشروط دول التحالف، إنها حرب عالمية دمرت وخربت وخلفت الملايين من الضحايا والمصابين بالعاهات المستديمة والأمراض الجسدية والحالات النفسية المضطربة الصعبة العلاج. الثورة تقود إلى الأمام لأجل حياة سعيدة هذه أحداث عالمية كانت وراء انبثاق حركات سياسية متنوعة ومختلفة. ولهذا يجب ربط الثورة العربية التي اندلعت مع بداية القرن الواحد والعشرين مع هذه الأحداث وما نتج عنها في ما بعد، في أواخر2017 وبداية 2018 عرف الريف بشمال المغرب الأقصى حراكا شعبيا قويا، وفي سنة 2018 وبداية 2019 اندلعت ثورتي السودان والجزائر، إن الثورة لن تتوقف حتى تحقق مهامها رغم حصرها من طرف القوى الرجعية المتحالفة مع الثورة المضادة وحلفائها المحليين والإقليميين والأجانب والدول الكبرى الامبريالية. الانتساب إلى الثورة يعني النضال في صفوف الطبقة الاجتماعية التي تشكل عمودها الفقري، أما الادعاء بذلك، والعمل مع الليبراليين، واعتبار حركات الاسلام السياسي قوى معارضة، والاكتفاء بالانتخابات النيابية والرئاسية، فانه عمل يقود إلى موقع ستدكه الجماهير الشعبية الثائرة، ملايين الفقراء المعدمين المتعطشين للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية وتقسيم الثروة. من الواجب كشف وفضح الانتساب المزيف. بن حلمي حاليم
#بن_حلمي_حاليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورتين السودانية والجزائرية الآن، سبيلهما هو المجلس التأسي
...
-
الجزائر، حركة شعبية قوية بحاجة لقيادة ثورية حازمة
-
السودان كفاح طويل وعميق ضد القهر والاستبداد
-
المغرب، فقراء منطقة الريف تحت سيطرة الأثرياء وظلمهم الشنيع.
-
تونس ، فوسفاط الحوض المنجمي ،و أراضي جمنة ، ونفط تطاوين ، اس
...
-
سوريا...تونس، نواب من الجبهة الشعبية جاءت بهم الثورة الى مجل
...
-
سوريا....تونس ، نواب من الجبهة الشعبية جاءت بهم الثورة الى م
...
-
مجموعة من اعضاء نواب الشعب التونسي ضد نظام الديكتاتور ، بن ع
...
-
الولايات المتحدة الامريكية ، وصراع الفقراء من اجل الخبز والس
...
-
مصر، دروس وتجارب حركات ممهدة لثورة 25 يناير2011
-
مصر، كفاح عمالي قوي ، وارث يساري مشوه.
-
تونس ، نداء القصرين صرخة استمرار ثورة الفقراء.
-
تونس، وضرورة تجنب النقاش الذي لا يرتكز على نصرة الخدامة والخ
...
-
تونس ومهام المرحلة الصعبة ، ومضعافة الكفاح من اجل تحقيق اهدا
...
المزيد.....
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|