|
رائد الصحافة العراقية محسن حسين: مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في عشوائية المادة الصحفية..والسياسيون استغلوها
حيدر محمود
الحوار المتمدن-العدد: 6317 - 2019 / 8 / 11 - 15:26
المحور:
مقابلات و حوارات
حاوره: حيدر محمود
"محسن حسين رائد الصحافة العراقية، صاحب التجربة الصحفية الطويلة التي امتدت الى ستين عاماً توزعت بين صحيفة الشعب وصحيفة الجمهورية ومجلة الأسبوع ومجلة ألف باء، إلى جانب تأسيسه لوكالة الأنباء العراقية عام 1959م، وتغطيته لعدد من مؤتمرات القمة العربية. صدر له مجموعة من الكتب منها: "ذكريات" و" من أوراق صحفي عراقي" الصادر عن سلسلة كتاب دبي الثقافي و"صور من الماضي".
__انت من الصحفيين القلائل الذين مارسو العمل في الصحافة الورقية في وقت ذروتها واستطاعوا مواكبة التطور والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بحرفية والنشر والتفاعل فيها فكيف حصل ذلك؟.
** لا توجد مشكلة في التعامل مع التقدم التكنولوجي مثل الكومبيوتر وما يتعلق به من مواقع على الانترنت(تكنولوجيا الاتصال والمعلومات) وليس وسائل التواصل الاجتماعي فقد اصبحت من مصادر العمل الصحفي وخاصة الاخبار لكن هذا التقدم افرز وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الجميع من صحفيين وغير صحفيين ولاهداف متضاربة اكثرها الان تحتاج من الصحفي ان يدققها قبل استخدامها. الصحفيون مرواخلال اكثر من نصف قرن بكثير من التغييرات في عملهم. اذكر لك امثلة ففي خمسينيات القرن الماضي كنا ننقل اخبار العالم من الاذاعات وكان في كل صحيفة صحفيون يمارسون هذا العمل بعضهم ينقل كل ما يذاع والبعض الاخر يختار ما يريده وما يناسب صحيفته. واذكر عندما اسسنا وكالة الانباء العراقية (واع) عام 1959 كان لدينا مجموعة من المنصتين للاذاعات ليلا ونهارا وكانت بعض الاذاعات تقدم نشرات اخبار بالسرعة الاملائية لنقل الاخبار بدلا من تسجيلها ثم تقلها. وكانت الصحف تتنافس في نقل اهم الاخبار بهذه الطريقة ومن ذلك خطب الرئيس جمال عبد الناصر وغيرها. واذكر اننا خلال زيارة الرئيس عبد السلام عارف للباكستان فتحنا الاذاعة الباكستانية وكنا نستمع الى الاخبار باللغة الانكليزية التي كانت تصف زيارات الرئيس ولقاءاته ثم ننشرها لتذاع من اذاعة بغداد قبل ان يرسلها لنا المندوب الذي كان يرافق رئيس الجمهورية وفي يوم لقائه بالرئيس الباكستاني وبعد ان خرج من اللقاء استمع الى اذاعة بغداد وفوجئ بخبر مفصل عن اللقاء (كنا نقلناه من الاذاعة) فاستدعى الصحفي المرافق له وساله كيف ارسلت الاخبار وتلعثم الزميل لكنه ذكر للرئيس ان الزملاء في مركز الوكالة هم الذين اعدوا الخبر. هذا في مجال الاخبار العربية والعالمية اما الاخبار المحلية فكان المندوبون ينقلونها من مختلف المؤسسات في جولة يومية ونادرا ما كانوا يستخدمون التلفون لنقل الاخبار وكنا نستخدم وسائل غريبة للحصول على الاخبار مثلا اتفقت مع وزير التجارة عبد اللطيف الشواف ان يبعث لي اخبار زيارته للصين فكان يرسل لي الاخبار مقتضبة في بطاقات بريد مازلت احتفظ ببعضها.
__لماذا نشاهد الكثير من الصحفيين الذين برزت اسمائهم في الصحافة الورقية يعانون في كيفية التعامل مع الاعلام الجديد (مواقع التواصل الاجتماعي)؟.
**اولا انا افرق بين التقدم التكنولوجي (تكنولوجيا الاتصال والمعلومات) وبين ما افرزه من وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وواتسب وسكايب وغيرها وهي وسائل كان الهدف منها تمتين الاتصالات بين الاهل وبين الاصدقاء والتعرف على الاخرين لكن الذي حدث للاسف ان السياسيين واتباعهم واجهزة المخابرات استغلوا وسائل التواصل الاجتماعي ليمرروا عن طريقها ما يريدونه من اخبار ومعلومات غير صحيحة ولاهداف تتعلق بهم. واظن انهم في الكثير من الاحيان نجحوا في ذلك ووجدوا من يصدق ما ينشرونه من تلفيقات ساعدتهم في ذلك فبركة الصور والفيديوات لتعطي مصداقية لاحداث ملفقة. استطيع القول ان معظم الصحفيين الذين عملوا في الصحافة الورقية يؤمنون باخلاقيات المهنة ويجدون صعوبة في معرفة صحة المعلومات التي ترد في وسائل التواصل الاجتماعي.
__كيف يستطيع الصحفي التنقل بين الاجيال ومواكبة التطور الحاصل دون ان تقل جودته الصحفية؟.
** لا يمكن ضمان انخفاض جودة الصحفي في هذه الظروف التي تتطلب مزيدا من الدقة ذلك ان وسائل الاتصال الحديثة تضيف مهام جديدة على الصحفي تتمثل في الفحص والتدقيق وحسن الاختيار للتغلب على إشكاليات التلاعب والتحليل والتحريف والمصادر غير الموثوق بها.
__ما الفروقات التي واجهتك في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الورقية؟.
** عدا التدقيق وتمحيص المعلومات التي تصل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي فان (تكنولوجيا الاتصال والمعلومات) وليس وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في تقديم تسهيلات كبيرة للعمل الصحفي اذكر منها 1- جمع وتخزين واسترجاع وتجهيز ونشر ونقل حجم هائل من المعلومات والبيانات على نطاق واسع وبدرجة فائقة من الدقة والسرعة 2- ساعدت التكنولوجيات تيسير عملية إعداد وتحرير المادة الصحفية، وتقديم مضمون أكثر شمولاً، وتفعيل اتصال الصحفيين بمصادرهم، وسهولة نقل المواد الصحفية من وإلى الصحيفة. 3- استكمال خلفيات المادة الصحفية، ورصد ومتابعة تطورات الأحداث، والاستفادة من الأرشيف الصحفي والانترنت والمصادر المختلفة لجمع المادة الصحفية في تغطية الأحداث وتتبعها 4- الاتصال بالمصادر الموثوق بها عن طريق البريد الإلكتروني.
__هل مواقع التواصل الاجتماعي اتاحت لك ميزات كنت تفتقدها في الصحافة الورقية مما جعل مواكبتها امرا ضروريا لك؟.
** نعم من ميزات (تكنولوجيا الاتصال والمعلومات) وليس وسائل التواصل الاجتماعي السرعة والدقة وتلافي الاخطاء المطبعية واسترجاع الخلفيات والصور وفي وسائل التواصل الاجتماعي اجد سهولة في التخاطب بين العاملين في الصحيفة او المجلة او وكالات الانباء ليلا ونهارا اثناء العمل او بعده
__هل تعتقد ان مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في عشوائية المواد الصحفية؟. ** نعم وهذا يتعلق بالصحفيين وخاصة الجدد الذين لم يتحصنوا باخلاقيات المهنة
__كيف تستطيع الصحافة الورقية الصمود امام موجة مواقع التواصل الاجتماعي. **مع حبي وتعلقي بالصحافة الورقية لكني اعتقد انها بدات تخسر موقعها امام الصحافة الالكترونية بعد ثورة (تكنولوجيا الاتصال والمعلومات) واذكر لك مثلا كنت في بداية اقامتي في دبي بعد الانتقال من بغداد عام 2006 طلبت الاشتراك في صحيفة الخليج كبرى صحف الامارات وظلت تصلني صباح كل يوم وبعد مدة وجدت نفسي قد اطلعت على الاخبار من الكومبيوتر مجانا وبسرعة وقبل وصول الصحيفة ومن مصادر وصحف متعددة. الغيت الاشتراك وبالتاكيد هناك الالاف مثلي تخلوا عن الصحيفة الورقية واصبحت الصحف تخسر وعلمت ان الصحف العراقية تطبع نسخا محدودة جدا ولا تسد نفقاتها من المبيعات كما كنا سابقا بل من الاحزاب والكتل وبعض الشخصيات السياسية التي تستغل الصحيفة للدعاية لها
#حيدر_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في مواقه التواصل الاجتماعي...منشورات عبثية تحت مسمى الجامعات
...
-
صناعة الوهم طريقنا الى الهاوية
-
اتربة تخنقنا في كل عام.. ومازلنا ننتظر الحلول
-
بابل الاثرية والحق في دخول لأحة التراث العالمي١
-
القضاء العراقي وحيل الفاسدين
-
معركة الماضي والحاضر تنهي المستقبل في فيسبوك العراق
-
كيف اصبح السفراء مشاهير في العراق
-
رئيس السن وقبة البرلمان
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|