أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - إزوار














المزيد.....

إزوار


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6316 - 2019 / 8 / 10 - 06:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"إزوار" (كلمة امازيغية تعني االقذف والسب) هي اللغة التي لا أتقنها، وهي اللغة التي يتقنها الإسلاميون، أتكلم عن شيء عام، وحين أقصد فئات معينة بالتحديد، أقصدها ابالضمير المبني للمجهول او بالصيغة العامة كقول "أصحاب الإسلام السياسي"، أو "الفكر الظلامي" أو "الإسلاميون" (وليس المسلمون والفرق شاسع بين الدلالتين في الحقل السياسي) وما إلى ذلك ، ينسل شخص لا تعرفه حتى إلى تعليق لي ويرد علي متجها إلى شخصي مباشرة يتهم خطابي بالنتوء، وأن ذلك التيار الذي أنتقده نعلهم أشرف مني، وان الذين انتقدهم يجعلني نقدي لهم محل "تهمة إزدراء الأديان" و "عدم احترام مشاعر المسلمين"(تصوروا لقد أصبح فجأة قاضيا)، وحين ترد عليه أن ذلك لا علاقة له بالموضوع الذي نناقش، يعود ليتهمك بالجعجة وانحطاط المستوى وبكلمة أخرى يتهمك بالعدمية.
من الأمور التي أنتقدها عادة في حوار العربفونيون ولا تحصل مثلا عند ناطقي اللغات الأجنبية الأخرى هي تحوير النقاش وتحويله إلى ثنائية (أنا، أنت) وهذا أعتبره تخلف جدالي ينضاف إلى البنية التخلفية في ما يسمى بالعالم العربي حول موضوع عام يتحول إلى موضوع خاص، معروف عمليا أن لكل شخص انتماءه الإيديولوجي بما فيهم حتى المعتق بخطاب الحياد ، في الصراع الاجتماعي ليس هناك حياد إلا عند من يعتقد بالوهم أنه يصوغ في قضايا هو محايد فيها ويعتقد تاليا أن الناس هضمت حياده أو انطلى عليها حياده، لا ياسادة! فالقليل من تفكيك الخطاب يحل شفرة موقعك ولكي يبقى الحوار هادئا وعقلانيا، العقلاء يلتجؤون إلى مناقشة الأفكار وليس إلى الذوات (ثنائة (انا، أنت)).
في حوار يتأطر بثنائية (أنا ، أنت) بالفعل، أقف جامدا لأني ببساطة لا اتقن إشهار السيف أو المسايفة، فخلفية أطراف الثنائية تحتكم إلى الحق المطلق لدى الضميرين وغالبا ما ينتهي بالقتل، قتل الذات انا أو قتل الآخر أنت، أي أن هذه الثنائية أصلا تعدم الفكر والذات، إن مقولة فولتير: "قد اختلف معك في الرأي لكن مستعد أن ادافع بحياتي عن التعبير عن رأيك.." حتى وإن صيغت بثنائية (أنا، أنت) فهي تعكس جانبا مهما في الحوار، الدفاع عن حقك في التعبير عن رأيك لا يعني أني أحترم رأيك بل أحترم شخصك في التعبير عن رأيك، في هذا الجدل الفولتيري الإنسان هو المهم وليس الرأي وهذا ما لم يهضمه الفكر "العربفوني"

لنفصح أكثر، في كل مرة يتجه المتدخل إلى شخصي أعرف مسبقا خلفيته : إنه ببساطة يقوم بعملية محاصرتك ليشهر سيفه تحديا ، وعند الاسلامي الفصح أفضح أكثر، فخلفيته هي أنه يحاصرك بعقل إسلامي عام بمجرد أن تتعقلن فيه ستتهم بالزندقة والإزدراء والردة لأن محيطك في دولة إسلامية، ببساطة لم يتنور بروح العلم والعقل والمنطق وحتى إذا تبنيت فلسفة الإيمان بالله على أساس منطق عقلاني من قبيل مثلا أنني لا أومن بالحجاب لان الله خلق الكائنات الحية إناثا وذكور وأن الأعضاء التناسلية المحرجة للبشر موجودة حتى عند الكلاب، ولا يعقل أن يحجب الله الافتتان بين الجنسين لانه يمثل إرادة حياة، بهذه العقلانية أنت ملحد بتركة تاريخ مثقل باللامنطق واللاعقلانية ، إن المشكلة هنا تتجه إلى تهديد وجودك كشخص، ليس نسف فكرك أو رأيك بل قتل شخصك وهذا مناقض لفكرة فولتير، إن تأويل كلام فولتير " أنا مستعد للدفاع عن رأيك.." كلام فيه الكثير من المغالطة، ببساطة، فولتير يقول : أنا مناهض ومدافع بحياتي عن أي شخص قال أمرا لا يرضي آخرين حتى وإن اختلف مع رأيه ومنه انبثق ميثاق احترام حياة الناس بغض النظر عن أفكارهم المخالفة، ليس احترام الأفكار والتشريعات.
إن سياق "ازدراء الأديان" غير متسق تماما، بشكل يصبح النص (الحديث الذي الآن يتبرأ منه المسلم قبل الآخر) أو القرآن نفسه الذي يعكس إشكال الفهم فيه معضلة لأن التفسير فيه يعتمد اصلا على أحاديث فقهاء وأئمة جعلت الكثير من الإسلاميين مما يسموا معتدلين يشككون في النصوص المحرجة التي لها علاقة بالقتل والجهاد بشكل يدعوا إلى تأويل أو اجتهاد جديد بشكل ينمط جدل "ازدراء الأديان" كتهمة فيها نظر، بأي عقل نستحكم عملية الإزدراء؟ على أي أساس نبنيها؟ على أساس نصوص محرجة للإسلامي البيترودولاري (الذي يسمونه معتدل) أم على أساس الإحتكام إلى التفسيرات الفقهية السلفية (الوهابية، داعش، والإخوانية)؟ إن المشكلة هي الإنسان وليس ما يعتقده أو ما يفكر فيه أو ما يشعر به: أنت تحب امراة وهذه المراة أخبرتك انها لا تحبك، إذا بقيت متيما بها فهي مشكلتك وليست مشكلتها، انت تأخذ نصوصا دينية على انها حقيقة مطلقة، وأنا لا اراها كذالك وانتقدها، لا يعني انتقادي لها ازدراء الدين لأني أصلا لست ملك أحد، لكن في حالة تمس حياتك، أنا ضد من يهدد حياتك حتى وإن كنت أنت مسلما وأنا كافر، هذا في سياق الفكر وجدالاته وعلاقته بالذات اما في سياق آخر له علاقة بالجرائم فالأمر مختلف تماما، التهديد بقتل شخص بالإزدراء على أساس المس بالمشاعر أمر يحتاج للشفقة كأمر الذي يحب امرأة لا تحبه.
لن أكون يوما داعما لأمرأة تدخل مسبحا بكمية من غطاء يشبه مظلات القفز من طائرة، انتقادي للحجاب ليس إزدراء، بل موقف يعبر عن حبي لطبيعتنا كحيوانات ناطقة
جميع مساجد أوربا تنتج التطرف أكثر من مساجد الدول الإسلامية، هذا ليس "ازدراء أديان"، بل حقيقة
كل منتوجات حلال سواء في الاستهلاك الغذائي أو الزواج هي ماركة ميز عنصري، هذا ليس ازدراء بل أومن بأن ثقافة الأكل هي ثقافة إنسانية عالمية وأن الزواج الآخر ليس زواج حرام
أي حديث أو جدال يتأسس على ثنائية (أنا، أنت) هو جدال متخلف ودليلي في الأمر هي حوارات الجزيرة القطرية، أكثر من يحضره، ولحسن الحظ، لا يحضر السيف في أيديهم، ثرثرة كلامية يدعمها نظام قطر ونفس الامر في كل إعلام شبه جزيرة الرهج العربي إضافة إلى قنوات القسم العربي في قنوات روسيا والغرب: كلها خرير رياح تهب على المسامع.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية المصور وإيصال الحقيقة والإنقاذ أو الإسعاف
- -ليس فيهم من درس!!!؟؟-
- مونة الجميلة ذات الشعر الطويل
- النوم في البرلمان
- -قفة- البؤس وأجمل ملكة جمال في العالم
- من حكايا المهجر
- تساير عصية على الموت
- مشكل اللغة مرة أخرى
- حسين مروة
- حول الإسلام المثالي
- لا أومن بإله يهتم اصلا بأخطائنا
- مهدي عامل الرائع
- كلمة شكر إلى الأستاذ سعيدي المولودي
- يسار البؤس
- دائرة المشردين -مريم ملاك-
- جمال خاشقجي ومثلث بيرمودا
- الغاشيات
- اشكالية اللغة العربية هي إشكالية طبقية وليست عجز في اللغة (م ...
- اللغة المغربية وخرافة الخدش للحياء العام
- الكلب المهجور


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - إزوار