سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6316 - 2019 / 8 / 10 - 06:32
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من اجل تجديد روح عصر النهضة !
سليم نزال
في غمرة ما يحصل الان من صراعات في المنطقة العربية اعتقد بضرورة اعادة قراءة كتابات مفكري عصر النهضة. والسبب ان هؤلاء قد تناولوا في الواقع جل مشاكلنا التي ما زلنا نعيشها الان والممثلة في التخلف والتعصب والتراجع الفكري العام . ومنطقتنا كما يعرف الجميع باتت الان ورقة في مهب الريح يسهل التلاعب بها من القوى الخارجية بسبب ضعف المناعة.
الحكام كما سائر البشر زائلون لكن اوطاننا ملك للاجيال القادمة ومن الجنون ان لا يجد اطفالنا وطنا يعيشون فيه بسلام وطمانينة. وانتشار فكر التعصب و الاقصاء قضية مهددة لوجودنا كله لانها تضرب مكونات مجتمعاتنا ببعضها البعض وتضع بلادنا في المجهول.
اهمية مفكري عصر النهضة انهم ساهموا بتقديم افكار جديدة لم يكن مفكرا بها من قبل. اي انهم في الواقع لم يبنوا افكارا على ما سبق لان المنطقة كانت غارقة في ظلام استمر حوالي الالف عام.
كما ان اهمية فكرهم انهم جاؤوا في مرحلة ما بعد الهزيمة امام نابليون وناقشوا نتائجها ليس من منظور التفوق في الاسلحة الحديثة فقط بل من منظور مراجعة المنظومة السياسية والاجتماعية العامة التي ادت الى الهزيمة.
كان لهم اراء مهمة في هذا الشأن فقد راى الكواكبي مثلا ان الاستبداد هو علة العلل في عالمنا. كما رأى شبلي الشميل ان الشعب الغارق في الجهل يخشى اي جديد وكأنه امر مفزع. ومن هنا كانت دعوته لاصلاح العقل الجمعي بما يحمله من موروثات تقف حجر عثرة في سبيل التطور.
و لم ير جل مفكري عصر النهضة من محمد عبدة الى رشيد رضا الى شبلي الشميل الى فرح انطون الخ اي تناقض بين الدين والعلم. بل اعتقدوا ان مجال الدين اوسع بكثير مما يعتقد البعض. اما الشيخ علي عبد الرازق فلم ير ان للاسلام دولة وفق مقولة دين ودولة وركز في كتابه ‘الاسلام واصول الحكم’ على مسألة الايمان كأساس لاتباع الدين وليس اتباع السياسة الدينيه.
لكن يبقى هناك مسائل لم يتم لها التطرق فى عصر التنوير مثل موضوع الاقليات و فكرة المواطنة و المجتمع المدنى و قد باتت الان من المسائل الهامة فى عصرنا الراهن و تحتاج لنقاش واسع .
الخلاصة اننا الان بحاجة ماسة للفكر التـــــنويري من اجـــل ان ننــــتقل باوطاننا لمرحلة الانفتاح والتعددية وتعميق قيم الاخاء والتسامح .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟