أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الإخوان السفاحون…. لم يرحموا المرضى














المزيد.....

الإخوان السفاحون…. لم يرحموا المرضى


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6313 - 2019 / 8 / 7 - 15:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإخوان السفاحون…. لم يرحموا المرضى
========================

شكرًا لكريم المنبت والأخلاق سمو الشيخ محمد بن زايد، على دعمه المعهد القومي المصري الأورام بمبلغ هائل من أجل ترميمه وإعادة تشغيله، بعد فاجعة التفجير التي جرت بالأمس بإيعاز من جماعة الإخوان الذميمة وبيد أحد ذيولها: حركة حسم الإرهابية. والشكر موصول لخالد الذكر الشيخ زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، وجازاه خيرًا بعدد أفئدة شعب مصر، لأنه أوصى أولاده بمصر خيرًا، ولم ينسوا وصيته أبدًا.
وماذا نقول عن فاجعة اليوم؟! يا قلمُ جُدْ عليّ بما أكتب. فالحلقُ جافٌّ والقلبُ مصدوعٌ واللسان حائرٌ لا يجد من الكلمات ما ييُهدئ الحَزَن. حتى الفقراء يا ربُّ، الذين لا يجدون كفافَ يومهم؟! وحتى مرضى السرطان من الفقراء؟! وماذا حين يجتمع المرضُ بالفقر؟ وماذا حين يكون المرضُ هو السرطان، والفقرُ هو العوزُ والجدبُ؟! حتى الأطفال يا ربُّ الذين فتك السرطانُ بطفولتهم، وبالكاد يتلقّفون أنفاسًا متقطعة تربطهم بالحياة بخيط رهيف تدعو أمهاتهم في كل صلاة فجر ألا ينقطع سريعًا، حتى يعيشوا يومًا آخر. حتى العجائز الذين لا يقوون على ابتلاع قرص الدواء إلا بشقّ الأنفس، ويخضعون لجلسات الإشعاع الكيماوي الذي ينخرُ العظام وينحرُ الضلوع؟! حتى أهالي مرضى السرطان الذين يحملون مع ذويهم من الأسى والشقاء، ما لا يقلُّ عن عذابات ذويهم؟! حتى أولئك المُختبرين بالويل، لم يسلموا من دموية الإرهاب الإخواني الأسود، ولم يُستثنوا من قائمة ضحاياهم الطولى! من أي صِنف من البشر قُدُّ الكائنُ الإرهابي؟ من صخر؟ الصخور تُذيبُها قطراتُ الماء. من حديد؟ الحديد ينصهر ويخضعُ تحت وطأة الهجير. بل قُدَّت قلوبهم من حمم السعير التي لا تخمد إلا بالتهام كل جماد وكلَّ حيٍّ دون أن ترفَّ لها عينٌ ولا يخفق لها قلب.
حادثٌ إرهابي مروّع في قلب القاهرة الطيبة، هزّ أركان العالم وأبكى عيون العالمين. لم يستهدف الإرهابُ ثكنةً عسكرية في سيناء كعادة يد الإخوان السوداء في استهداف جيشنا المصري الباسل الذي أذلّ ظلامهم وأطفأ إظلامهم واستخلص جسدَ مصرَ الطيب من بين أنيابهم المعقوفة. ولم يستهدف الإرهابُ كنيسة كعادة يد الإخوان السوداء في استهداف المسيحيين الذين وقفوا جبهةً صلبةً مع المسلمين في ثورتنا الشريفة في 30 يونيو 2013 لنهدر معًا في الميادين والشوارع أمواجًا شعبية هادرة لا تعرف أسماءنا ولا عقائدنا، فجميع الأسماء (مصري)، وجميع العقائد (وطني)، نهتف ضد الإخوان وضد المرشد حتى أسقطاناهم عن عرش بلادنا. هذه المرّة قرر الإخوان أن يصلوا بالدناءة وانعدام المروءة إلى المنتهى الأقصى والأقسى. استهدفوا ما كانوا يستهدفون فانتهى بهم الأمرُ بترويع وقتل وتفجير وإحراق أشد الناس وهنًا وضعفًا وقلّة حيلة. ضحاياهم هذه المرة كانوا مرضى المعهد القومي الأورام في شارع القصر العيني بوسط القاهرة، لينالوا الشهادة الكريمة بأجساد واهنة مربوطة إلى أنابيب المحلول وخيوط الإشعاع الكيماوي وعقاقير السرطان. سيارة مسروقة تم تفخيخها، منزوعة اللوحات المرورية، ذات زجاج داكن يخفي ما بداخلها من أوغاد ارتزاقيين، سارت عكس اتجاه السير. اصطدمت السيارة المثقلة باالمواد المتفجرة بالسيارات الأخرى التي تسير في اتجاه السير الطبيعي، فوقع الانفجار المروع أمام معهد الأورام، وأزهق عشرات أرواح البائسين من مرضى السرطان من الأطفال والشيوخ والنساء وذويهم من الزائرين وتركت أضعافهم مصابين ومحترقين ندعو اللهَ أين يمنَّ عليهم بالشفاء العاجل.
أولئك الأوغاد مرّوا يومًا من هنا! أولئك الأوغاد سرقوا عرش بلادي عامًا من أتعس وأنكد وأسود سنوات تاريخ مصر الممتد منذ فجر التاريخ الإنساني وحتى اليوم وغدًا وبعد غد. أولئك الأوغاد سرقوا النوم من عيوننا عامًا كاملا، ولم يرحلوا إلا بعدما بخّوا سموم الفرقة بين أبناء الشعب المصري، لكن الشعب المصري سرعان ما جمع شتات نفسه واتسق وانسجم وعاد واحدًا صحيحًا غير قابل للقسمة ولا الاقتسام ولا الانقسام.
نقفُ وراء الدولة المصرية، ورئيسنا المستنير صفًّا واحدًا، لا نكتفي بشجب الطائفية ونبذ الإرهاب ومحاربة الفكر الظلامي، بل نصارعه ونصرعه ونجتثُّ جذوره المسمومة من أرضنا. مصرُ تحاربُ الإرهاب الإخواني نيابةً عن كلّ العالم، هذا حقٌّ، ولكن يدّ الله مع يد المصريين في تلك الحرب الشرسة التي نثقُ أن مداها قد اقترب بإذن الله.
اللهم ارحم شهداءنا الكرام، واربط على قلوب ذويهم بالصبر، ومدّ يد الرحمة للمصابين بالشفاء العاجل، وانصرنا نصرًا مبينًا وعاجلا على وجه الإرهاب الأسود، وأجزِ خيرًا كلَّ من يدعم مصر في حربها الصعبة. اللهم آمين.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم: الوباء الصامت … احذروا
- نزار قباني … نهرٌ دافقٌ وشركٌ صعب
- في مديح الضعف والضعفاء
- صُهَيْبَة
- صمتي صلاة
- المنهزمون!
- سمير الإسكندراني … يا غُصنَ نقا مكلّلاً بالذهب!
- سيادة الرئيس … انقذْ لنا مجمعَ مسارح العتبة!
- إمام مسجد … يدعو لنُصرة الأقباط
- موعدنا 30 يونيو!
- ماذا تنتظر؟
- الوطنُ …. عند السلف الصالح
- برقياتُ محبة للبابا تواضروس … من المسلمين
- لماذا مصرُ استثنائيةٌ؟
- مرسي ... جاوز الإخوان المدى
- طاووسُ الشرقِ الساحر
- لا شماتة في موت مرسي … ولكن...
- حول قِبطية چورج سيدهم!
- محاولةٌ أخرى للتنفّس
- عيد ميلاد جورج سيدهم


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الإخوان السفاحون…. لم يرحموا المرضى