سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6313 - 2019 / 8 / 7 - 09:38
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من اطرف ما قرات مرة عن الزمن ان الزمن معلم ممتاز لكنه فى نهاية المطاف يقتل كل طلابه . فكرت و انا عائد الى البيت بعد لقاء اصدقاء .تحدثنا عن الزمن الماضى و كيف كانت الامور و كيف تغيرت . و كما هى العادة ننظر للزمن الماضى على انها كانت الاحسن و الافضل . و الدليل على هذا اننا نصف دوما اغانى الزمن الماضى و افلامه على انها من الزمن الجميل . اى كأن الجمال توقف هناك و هذا ليس صحيحا دوما !
قالت لى احدى الطالبات ان المراة اكثر خوفا من الزمن من الرجل .سالتها لماذا قالت لان الزمن يترك اثار لا تمحى من وجهها . قلت و لكن المساحيق صارت تخفى كل شى! قالت, لكن لا يوجد مساحيق لاخفاء ما فى القلب . لذا سواء كان المرء يعى تغير الحياة و مرور الزمن او لا , الوقت يمضى و لعل افضل طريقه ان يعيش المرء حياته بلا اهتمام للزمن .و انا اعتقد ان اللذين ما زالوا يقهقهون كثيرا و يمرحون كثيرا هم الاكثر نجاحا ليس فى قهر الزمن لان هذا غير ممكن لكن فى جعله ينساب بدون ان يحدث قلقا.
. اعتقد ان الزمن له دور فى وصول المرء الى جعل حياته اكثر بساطه .حيث لا يعود المرء بحاجة لكل ذلك الضجيج التى كان فى السابق .حيث يكتشف المرء متعة الحياة بدون الحاجة الى معارك كبيره لاثبات ذاته او قدراته .
هكذا تسير الامور على الدوام .كل لحظة جميلة يعشها المرء تضاف الى قائمة الذكريات بمجرد انتهائها و هكذا دواليك . لا احد بوسعه السيطرة او امتلاك الوقت . الوقت يشبه شخصا استاجر بيتا .انه يستمع بالبيت لكنه لا يملكه .و لعل هذا الامر ينطبق على الوقت كما ينطبق على الهواء .
ذات مرة شاهدت مصادفة فى المدينة امراة كنت اعرفها و كانت فائقة الجمال !.اتذكرها جيدا لاننا كنا فى الحفلات نتسابق الى الرقص معها .بدت نحيلة و قد تغيرت كثيرا لللاسوا و كان بها مرض او ربما امراض .سلمت عليها و نظرت الي نظره لتعرف راى من خلال نظراتى . ضبطت نفسى و بقيت اتصرف بشكل عادى .
فكرت بين نفسى , لقد استهلكت الوقت كما ان الوقت استهلكها .و لعل هذه هى العلاقة التبادليه الاكيدة بين الانسان و الزمن !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟