ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 06:31
المحور:
كتابات ساخرة
يعرض لنا التلفزيون العراقي مسلسل كوميدي ساخر، ينتقد السلبيات الّتي يعاني منها الوطن والمواطنين على حد السواء،ولقد لاقى نجاحا كبيرا،خاصة داخل الوطن ،حيث يجد فيه المواطن متنفسا لهمومه اليوميه التي لا تعّد ولا تحصى، وكذلك يجد فيه المغتربين بعض ما يطمئنهم بأن مزاج العراقي في الداخل لا زال بالف خير رغم أنف المجرمين والسفّاكين، ما يحزّ في النفس انّ بعض الممثلين الكوميديين كانوايمعنون في السخرية من الممثلين القصار القامه أكثر من سخريتهم من السلبيات التي تنهش قلب الوطن، ،فبسبب وبدون سبب يوجهون الضربات الموجعه الى وجوه زملائهم القصار وكأنهم بلا مشاعر او كأنهم يشفون غليل المشاهد بهذا الضرب اللآمبرّرليثيروا ضحك بعض السذّج اوبعض الأطفال ،الحقيقه المّره انهم بعملهم هذا يسيئون الى الذوق العام ويسخرون من انسانية ذلك الممثل الذي لا دخل له في طول قامته او قصرها.شاهدت مسلسلا سويديا اسمه القلعه، نسبة الى قلعة فرنسية فيها متاهات ومغارات مظلمه وجبال يصعب على الشخص العادي اقتحامها لوعورتها وشدة خطورتها ، فيحبس المشاهد أنفاسه وهو يراقب ابطال المسلسل السويدي العمالقه وهم يتسلقون الجبال او يغطسون في الأوحال للوصول الى هدفهم بنجاح .يشارك هؤلاء العمالقه اثنان من الاقزام يقومون بنفس المجازفات والمخاطر التي يقوم بها رفاقهم العمالقه فلا يحاول المخرج اصطياد النكتة بسبب انزلاق احدهم او تعرضه الى الخطر ولا يحسسهم باقي الممثلون بمعاناتهم بل كل شئ يجري بصورة طبيعية جدا رغم ان فارق الطول بين الاقزام والسويديين اكثر بكثير عنه بين الممثلين العراقيين وزملائهم القصارالذين يدفعون ثمنا غاليا بمشاركتهم في المسلسلات العراقيه ، يظهر من هذا ان سياسة القاده لها تأثير كبير في برمجة عقول وأذواق شعوبهم
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟