أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - مهما تغيرت أسماء الأحزاب السياسية في اسرائيل تبقى صهيونية














المزيد.....


مهما تغيرت أسماء الأحزاب السياسية في اسرائيل تبقى صهيونية


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عشية كل انتخابات برلمانية جديدة يقف جهور الناخبين أمام تحركات وتكتلات حزبية مختلفة ، لكن مهما تغيرت وتبدلت هذه الأحزاب يبقى فكرها ولونها صهيوني كولونيالي ، ولا أحد ينكر أنه يوجد لهذا التشابك الحزبي تبعات كثيرة ، معظمها سلبية لأنها تزيد من الصراعات والتعقيدات السياسية وتمنع الاستقرار السياسي ، كما أنها تزيد من التطرف نحو اليمين وتضاعف منسوب العنصرية والفاشية داخل المجتمع الإسرائيلي .
عندما كانت تقوم الانقسامات داخل المجتمع في الامبراطوريات الإسلامية خاصة الأموية والعباسية ، بظهور فرق جديدة مثل الخوارج والشيعة والسنة و المعتزلة والمرجئة والقرامطة وغيرهم ، باعتراف المستشرقين كانت هذه الفرق تتنافس فيما بينها وتحاول جذب الداعمين لها عن طريق التطور الفكري والحضاري ، فكانت تقوم بدعم العلماء والأدباء والشعراء والمصلحين ، هذا التنافس ساهم ي حدوث نقلات علمية فكرية حضارية داخل المجتمعات العربية .
أما الأحزاب المتنافسة في الكيان الصهيوني فإن تنافسها يدور حول فكر واحد وهو الفكر اليميني المتطرف المستوحى من مبادئ الحركة الصهيونية ، التي قررت في بداية طريقها إقامة كيان سياسي لليهود في فلسطين ، حتى لو كلف الأمر طرد الشعب الفلسطيني من وطنه وهذا ما حدث ، كما أن هذا الفكر مستوحى من المرجعيات التواراتية المبنية على مقولة " ان الحياة من حق اليهود فقط " .
ترفض القيادات السياسية في إسرائيل أن تتعلم من تجارب الدول الأوروبية التي كانت تعيش في حالة من التخمة في تعدد الأحزاب ، فقد أدى ذلك الى عدم الاستقرار السياسي كما كان يحدث في فرنسا ، كما أدى الى تكرار إعادة الانتخابات وسقوط الحكومات الى جانب الفوضى السياسية التي كانت تعم البلاد ، وكان ينعكس ذلك على عدم الاستقرار لكافة المشاريع الاقتصادية والنظم الاجتماعية .
في إسرائيل يجد المواطن نفسه عشية كل انتخابات على موعد مع ميلاد حركات وأحزاب سياسية جديدة بأسماء وشعارات جديدة ، لكن الأفكار تدور حول نفسها وما هي الا اجترار لأفكار سابقة ، ان كثرة وتعداد هذه الأحزاب والحركات يمنع ما يسمى بظهور الحسم الحزبي الذي يستطيع حشد تحالف قوي وثابت ، كما أنه يزيد من الانانية والوصولية السياسية النابعة من الأحزاب الصغيرة ، واذا بقيت الخارطة الحزبية في إسرائيل كما هي عليها اليوم فانه من الصعب إقامة حكومة قوية وثابتة ، وستبقى الأحزاب العنصرية الفاشية تصطاد في الماء العكر .
ليس من الصعب رصد تحركات الأحزاب السياسية وتغيير مواقعها كما تتغير الكثبان الرملية في الصحراء ، فقبيل اجراء الانتخابات السابقة ولدت كتلة حزبية جديدة مكونة من حزب " عتيد " وحزب جديد آخر أقامة الجنرال غينتس ويدعى " كحول لفان – أزرق أبيض " وقد ضم هذا الحزب اليميني بين صفوفه مجموعة من الجنرالات الحردانين على نتنياهو ، حقيقة أنه لا يوجد فرق بين هذا الحزب وبين الأحزاب القائمة الأخرى ، خاصة فيما يتعلق بالثوابت الأساسية لسياسية إسرائيل العدوانية التوسعية ، كان أول تصريح لقائد هذا الحزب رفضه القاطع التعاون مع الأحزاب العربية ، أما آخر تصريح له قبل حوالي أسبوعين فقد طالب غينتس من قيادة جيش العدوان اطلاق الصواريخ مباشرة داخل عمق قطاع غزة ، مقابل ظهور كل طائرة ورقية يطيرها أطفال غزة .
كما ظهر عشية الانتخابات السابقة تكتل يميني جديد ينضح بالعنصرية يحمل اسم " اليمين الجديد " ، وقد عاود هذا الحزب عشية هذه الانتخابات ولملم صفوفه من جديد لعله يجتاز نسبة الحسم .
لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد ازدادت حالة التشابك داخل الأحزاب ، فأفرزت عن قيام سفاح هبة أكتوبر عام 2000" ايهود براك " بعد أن قرر العودة الى الساحة السياسية ، فدخل من باب تقديم الاعتذار للمواطنين العرب ظاناً أن شعبنا ممكن أن ينسى جرائمه ، فقرر إقامة حزب جديد يحمل اسم " إسرائيل ديمقراطية " ، دون أن يسأل نفسه : كيف ممكن أن تكون إسرائيل ديمقراطية وهي تستعبد وتصادر إرادة شعب آخر ؟ وهو الشعب الفلسطيني ، كيف يمكن أن تكون ديمقراطية في ظل العيش داخل مناخ عنصري احتلالي صهيوني ورئيس حكومة يتهم خمس المواطنين بالدولة بالإرهاب .
لم تكن إقامة هذا الحزب حدثاً استثنائياً ، لكن ما هو استثنائي هو قيام حركة ميرتس التي تعتبر نفسها الحارس الأمين على هوية اليسار الصهيوني والمساواة ، لقد وافقت هذه الحركة على التحالف مع حزب براك الجديد من منطلق " ان الغاية تبرر الوسيلة " ان هذه التزاوج السياسي غير الطبيعي له تبعات ومردود كبير جداً لا يخدم مصلحة ميرتس ، لقد تجاهلت هذه الحركة مشاعر الكثيرين من ناخبيها العرب ، لأن شخص براك وتاريخه العسكري والسياسي لا يختلف عن تاريخ أي زعيم صهيوني اياديه ملطخة بدماء الفلسطينيين .
هذه الحركة أكدت بأن الدم الصهيوني العنصري يجري في عروقها ، وانها قابلة للالتحام أو التزواج مع أي حزب صهيوني آخر ، واذا صح ما نشرته احدى الصحف العبرية حول مشاركة حركة ميرتس حزب الليكود في لعبة الكاميرات السرية التي استخدمها أعوان الليكود في الانتخابات السابقة داخل الوسط العربي ، هذا يؤكد ان حركة ميرتس تتعامل مع المواطنين العرب بمكيالين .
أما حزب العمل فقد قام عشية هذه الانتخابات بدق آخر مسمار في نعش وجوده السياسي ، رغم أنه حزب متآكل وحزب قد اذدنب أكثر من مرة وراء حزب الليكود ، عشية هذه الانتخابات قرر التحالف مع حركة " غيشر " بقيادة ابنة مؤسس هذه الحركة " دافيد ليفي " ، رجل الليكود المعروف الذي هدد في آخر أيامه السياسية أنه يجب قتل عشرة أطفال فلسطينيين مقابل مقتل أي طفل إسرائيلي ، ان ابنته " اورلي ليفي " حليفة حزب العمل ما هي سوى فسيلة من غيئولا كوهين وشاكيد وغيرهن من العنصريات الاسرائيليات ، وهناك من يعتبرها بصمة من بصمات حزب الليكود .
أن تشابك الأحزاب هذا والتناقضات والتناحرات بين قادتها لم ولن يبشر بالخير وسوف تبقى أجواء الحياة السياسية عكرة وغير مستقرة .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الصحافة لا تقل أهمية عن التعددية الحزبية
- ارتفاع منسوب مخزون العنف في داخلنا
- تموز يا تكوز عد الى الوراء وتجدد
- لا جديد تحت شمس المذابح الصهيونية
- القدس تركل ترامب وتصيب نتنياهو بخيبات الامل
- أوجه الشبه بين نظم الانكشارية والفكر الصهيوني
- من أول السطر إلى آخره - الحل هو القائمة المشتركة
- أكثر من وجهة نظر
- السيسي وصفقة القرن
- يهودية يهود الفلاشا في خانة الشك
- ارادة الفلسطيني أقوى من صواريخهم
- مدرسون عرب يعملون داخل أتون العنصرية
- من أجل ابعاد نتنياهو عن السلطة يجب تغيير الشعب
- المستعرب الياهو ساسون 2
- المستعرب الياهو ساسون
- في كل صراع دامي هناك أصابع اسرائيلية
- وداعا ماما تسيبورا
- سياسة العنصرية غب اسرائيل = استشهاد المزيد من الطلاب العرب ف ...
- صراخ في فضاء الانتخابات
- لكل حزب صهيوني جديد رقصة عنصرية


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - مهما تغيرت أسماء الأحزاب السياسية في اسرائيل تبقى صهيونية