واصف شنون
الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 06:27
المحور:
الادب والفن
إلتقيته ....
كان يشتمني بلا لسان ٍ
ويغني بلا عيون ٍ
ويرقص بلا حركات ....
المجنون بودّه أن يُعيد جنونه إلى القاعدة ،
ويُفرغه من الصراخ والسكينة معا ً
إلتقيته ....
كان يحاول مسك َ الريح وشمّ ُ العاصفة ،
قبل أن يتوجه بهما إلى العقل ،
المجنون يُلكز مؤخرته إستحياءً لأفعاله السابقة ويستجمع بصاقه لختم التاريخ
إلتقيته ...
كان الفزع يملأ أنفه ،
والجفاف يغطي شفتيه ،
وقلبه كما خنزير يحلم بالذبح ...
المجنون وجد َ جنونه ،لكنه يحاول أن يجد َ عقله
إلتقيته ....
وكان إرثه رملا ً وحجرا ً وسواد َ نسوة يهويّن السحر والقبور ..،
فطالما ردّدَ ..
حينما جاؤوني كانوا بلا أفواه ولا أقدام ولاسلاسل،
لكنهم يضحكون ويضحكون ..
المجنون يُلقي كلماته متصورا ً نفسه ُ البحر والسفن ..
لكن قميصه مشدودا ً برياح الجنون ..
إلتقيته ....
وكان قد نسي ّ كيف يُحصي أنفاسه ،
وكيف يرسم الأرض بأقدامه ،
وكيف يبدأ موته ...
المجنون يُعلق روحه بسماء جنونه وينظر إلى أسفله ..
فيقول ..
أية ُ بقيةٍ أنتم ..؟
إلتقيته ....
سألني
أيُ مجيد ٍ بصير نفذ َ عقله معكم ؟
وأي من الصرخات قد نفذتْ ؟
وأي من الخِطاب قد وصل ؟
المجنون يقلقه كثيرا ً أن يعود العقل إليه ويمني قلبه بالضحك الكثير أو الموت
لينام عميقا ً.
#واصف_شنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟