عدنان المفرجي
الحوار المتمدن-العدد: 6311 - 2019 / 8 / 5 - 09:50
المحور:
الادب والفن
1
الى الشهيد عبدالكريم قاسم
ثلاثة عشر مجنزره سوداء
عيرن النهر من جهة الغرب
في ليلة من ليالي شباط
شباط القارس الاسود
شباط القطط السود
وقد تأبط طاقمهن السيوف المعقوفة والغدارات
باياد صفراء افعوانيه
ووجوه شريره
احداق تلمع كالنحاس
كان الشرر خطفا يتطاير مع البرق
والمأذن تنحني في الريح
والارض السومريه تتصدع احتجاجا
والدخان يتصاعد من الافنيه
بينما الطالئرات المغيره تنقض على وجه الماء
ودجلة يغور وينضب
حتى تيبست شفتاه
وتعرت صخوره
وطفت على سطحه الاسماك الميتة والجثث
2
ياألهي لقد مضت اربعون عاما من التبه بل يزيد
مشردون كاليهود
في المنافي
و القفار البيد
(لاطريقا كي نعود
ولااخوات نعش كي نصل)
3
ثمة ريح عاتية تصفر كالافعى
ثم صراخ يأتي ممتزجا بعواء الذئاب
وقع خطى ماتلبث ان تحتد
يتساقط ثلج قطبي ونيازك جرم اسود
ينتصب الموت على الابواب
يفجأنا وحش لانعرفه
وينعق عند الشباك غراب
يتقدم صبيان الحرس القومي المأفون
زخ رصاص حار
يقتل جندي طبقي فوق الاسوار
وتحتل مجنزرة حاقدة جسر الاحرار
ويهبط حتى قاع النهر وسيما وحزينا ابن الشعب البار
جسدا مخترما بالطلقات وملتفعا بالخرسانة والموت
لكأني بالصوت يخترق الموجة وهدير الماء
لكأني بالموجة تنشج ونشيج الماء حداء
كم كنت وسيما مثل أله الخصب
كم كنت وسيما مثل فليباس الفينيقي*
فلتهبط نحو الغرين والماء وطين القاع
ولترحل ذراتك دموزي* في كل الاصقاع
فغدا يتفتت هذا الجسد الابهى
يتحلل في رحلته الابدية تحت الماء الى ذرات
كي يصعد ثانية في الغيمة اونسغ الزهرة والعشبة والاشنات
غبشا سحريا اووعدا بنبوءات
فسلاما ياوطني
لابد يثور نخيلك يوما ويزمجر نهراك
وتمور اقاصيك على ادناك
لتطهر ارضك من ادران الفاشيين
وجيوش المحتلين
وخريف الجلادين
عدنان المفرجي
*فليباس الفينيقي وردت في قصديدة الارض اليباب لاليوت فصل الموت بالماء
*دموزي اله الخصب الذي انزلته الالهة عشتار الى العالم السفلي والذي كانت تديره اختها ايرشكيجال
وهذه كلها اشارات في القصيدة الى الروايه التي تقول بان جثة الزعيم عبدالكريم قد تم اغراقها في نهر دجله
#عدنان_المفرجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟