وحيد محمود محمد
كاتب و باحث
(Waheed Eyada)
الحوار المتمدن-العدد: 6311 - 2019 / 8 / 5 - 08:20
المحور:
الادب والفن
قدحين قهوة فارغتين !
قبل ميلادى
ومنذ ألاف الأعوام
أجلس وحيدا وسط الزحام
و فجأة .. استرقت عيونى نظرة
و أخترق قلبي ألف سؤال و استفهام
كيف لإبتسامة من شفتيها
تزرع فى أركان فؤادى جنين الهيام
وكاد الفضول أن يمزقنى لأعرفَ
قصة الفتاة حمراء الخدود
وقررت أن أفتش بداخلها
لعلى أحرر نبضها من القيود!
سألتها .. ما قصة هذا الشرود!
و تساءلت يبدو أنك فى معركة
و رغم العواصف يبدو عليك الصمود
قالت ..
ما هو مصير الحب
لو أن القصة ليس بها شهود!
قلت .. إطلقى سراح الهوي
قالت .. وهل أنت الفارس المنشود ؟
جاء يسألنى الحب وفى يده باقة ورود
قلت : لقد تسللت بين الحشود
أكتب لك كل يوم قصيدة
أولها الحلم المعهود
وآخرها "حب الخلود"
و بين السطور عطورا
كنت أصنعها
وفى القوافى ألحاناً
قد عزفتها على أوتار عود
تساءلت : ماذا ترغبين سيدتى ؟
ابتسمت واصطحبتنى لمكان
غنت فيه أم كلثوم أجمل الألحان
طلبت قدحين من القهوة
أخرجت من حقيبتى كتاب الشعر
قرأت لها وكانت عيناها كطفل
بدأت فى ارتشاف القهوة
وأخرجت من الحقيبة
قطعة شيكولاتة
و صرنا كعصفورين
يرقصان من النشوة
فى دنيا الأحلام
و بعــــــد أيـــأم
قالت والدموع بعينيها ...
لا يمنعها من الهطول
سوى كبرياء امرأة
ورغبة فى عدم الانهزام
كان موعدنا على نفس الطاولة
وطلبت قدحين قهوة
و اتفقنا ..................
على وضع نهاية لقصة
جرت فيها بحورا من الغرام
رأينا فى الابتعاد حلاً
لاثنين جمعهما قلبٌ واحدٌ
وأرادت الدنيا لهما الانقسام
لم يكن بوسعنا أن نفعل شىء !
فالقدر حينما يأمر
يعلنُ الجميعُ الاستسلام
و على رأى أم كلثوم
دارت الأيام و مرت الأيام
وفجأةً ...
هز دوى انفجارٍ أرجاء قلبى
فما زال منقوش اسمها بين النبضات
مازال ... يمسكه بإحكام
وفى داخل أوردتي قصيدة
غطت الأقدار كلماتها
ولم يبقى منها سوى جملة
هى أنى أحبك يا نهي الفؤاد
رغم الاتفاق و الرحيل و البعاد
رحلت حبيبتي باختيارها
ومنذ رحيلها .. خرج قلبى و لــم يعـد !
ومنذ ذلك الحين ..
و قلـــبي يجلس على نفس المقهي
تخليدا لحب ربما نسيته الدنيا !
وأنا لن أنساه
ولو بعد ألفُ عام
تلك ..... هى قصتي
مقعد فارغ
وفنجان قهوة
و قطعة شيكولاتة
و بقايا قبلة عالقة فوق الشفاه
#وحيد_محمود_محمد (هاشتاغ)
Waheed__Eyada#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟