|
الدعاء الالكتروني
سامان أمين
الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 06:20
المحور:
كتابات ساخرة
كثيراً ما أفتح بريدي الالكتروني أو أدخل الى نافذة الدردشة ( ياهوو ماسنجر) حتى أتفاجأ برسالة أو ما يسمى رسالة الخط المقفل أذا صحت ترجمتي ( أوف لاين ماسيج ) أُرسلت من صديق أو صديقة في قائمتي البريدية والرسالة متكونة من دعاء معين وأذكار معينة ثم يطلب مني أن أُرسل هذه الرسالة ألى عشرة أشخاص على الاقل لأن هذا ما حلِمَ به السيد الفلاني أو السيدة الفلانية والتي حلمت بالرسول محمد ( ص) وقال له أو لها أرسلي هذا الدعاء الى عشرة أشخاص تعرفينهم وستسمعين خبراً سعيداً وفي بعض ألاحيان يتوفر شبه تهديد وتخويف في نهاية الرسالة وهي أذا لم ترسليها أو تقاعستي عن ذلك فأنك ِ ستصابين بالكآبة في يومك أو ينزل عليك ِ حزنٌ من السماء ( هم زين م قالوا شواظ ٌ من نار ) وهذه نهاية الرسالة ، عندما أكتب هذا التعليق بين قوسين لا أبغي من وراءهِ الاستهزاء بالدعاء أو عدم ألايمان بهِ حيث أن الدعاء موجود في كل الديانات السماوية وشخصياً أنا مؤمن بهِ وأشعر براحة معينة عندما أذكر دعاءاً معيناً في مكانٍ معين أو عند حادثة معينة ولكن عندما يتحول الدعاء ألى موديلا ً أو ظاهرة كبقية الظواهر الموجودة في حياتنا ونجد هذا الشي كل يوم في رسائلنا تقريباً فهذا يحتاج ألى التفكير والمناقشة . هناك مصدران لهذه الرسائل : المصدر ألاول خارجي أي خارج النطاق ألاسلامي كأن يكون فرعاً من فروع نظرية المؤامرة والتي لا أؤمن بها وذلك لألهاء الشباب المسلم حيث يعلمون تمام المعرفة بأن الشباب المسلم لا يعرف أمساك العصا من الوسط إما متطرف ديني أو متطرف دنيوي بمعنى إما تفكير سلفي بغيض لا يعرف ُ سوى العنف أو تفكير غرائزي بغيض لا يعرف سوى الجنس وهذا يؤدي ألى تخلف المجتمع أكثر مما هو متخلف أصلاً وكلنا نعلم إن الظاهرتين المذكورتين أنتشرت أنتشاراً خطيراً وخير دليل على ذلك، لو ذهبنا ألى أي مقهى للأنترنيت وفي أي دولة عربية أو أسلامية نكتشف أن المستعمل العادي إما يتصفح موقعاً دينياً أو موقعاً خلاعياً ولا أقول جنسيا ً حيث الفرق كبير بين الجنس والخلاعة، وعندما نرى أحد المستعملين وبالصدفة يتصفح موقعاً علمياً أو ثقافياً أو أدبياً لربما نُصاب بالذهول، ولكوني لا أؤمن بنظرية المؤامرة في كل شي ولكني لا أنكرها في هذا المجال ربما ، وربما المؤامرة نظرية يروجها حكامنا أنفسهم لبقائهم في دفة الحكم ولأنهم قرروا أن يركبونا ألى يوم القيامة . المصدر الثاني هو داخلي لا ريب فيه ِ فقد يكونون بعض الجماعات المعتدلة وهذا اشك به ِ أو يكونون فرعاً من جماعة سلفية متطرفة بغيضة لأن الجماعات السلفية أصبحت أكثر تنظيماً من السابق وأصبحت كأي دائرة أمن أو المخابرات في دولنا الاسلامية لها أفرع ومكاتب مثل مكتب تنظيم الجهاد العسكري ومكتب تنظيم الجهاد الامني ومكتب تنظيم الجهاد الدعائي ....المخابراتي ....التمويني....الخ من التنظيمات فلا عجب أن يكون لهم فرع يعمل على التأثير على الشباب المسلم بهذه الادعية وهي كخطوة أولى من غسيل الدماغ مع بعض الملاحظات الاخرى بين الفينة والاخرى حتى يصبح الشاب مستسلماً لهذه الحالة ولا يدرس ولا يعمل بل يعتمد فقط على الدعاء والصلاة وبعد عقدِ من المراسلات الالكترونية قد ينشأ جيل لا يعلم شيئاً ولا يعمل شيئاً سوى الدعاء والتمني والتشهي ثم تبدأ الخطوة التالية من غسل الدماغ ألا وهو أنخراط هؤلاء الشباب المُغرر بهم ألى تنظيمات فعلية ويتحولون ألى مشاريع قتل وأرهاب. أيها الشاب ألم تسمع أو تقرأ عندما خرج الرسول مع عدد من أصحابه فقال ألاول عليّ الصيد وقال الثاني عليّ الذبح وقال الثالث علي ّ الطبخ فقال الرسول وعليّ جمع الحطب . ألم تسمع عندما أوفد مجموعة من أصحابه ِ الى مكان ٍ ما وعندما عادوا سألهم عن أحوالهم و سأل عن أحدهم قالوا : يا رسول الله كان خيرنا لم يقم من صلاة ٍ أو دعاء ، فقال الرسول ومن كان يطعمهُ ويغسلُ لهُ ويقوم بأعماله ، فقالوا : نحنُ يا رسول الله ، فقال الرسول: كلكم خيرٌ منه ُ. هذا هو الاسلام وهذا هو الرسول بكل بساطة وبعيدا ً عن أي تعقيد. أنهي تعليقي على هذا الظاهرة بطرفة أو نكتة قمنا بها مع أحد الاصدقاء،
( ردد ثلاث مرات " أفتح يا سمسم ابوابك نحن الاطفال" ... أرسل هذه الرسالة ألى عشرة أشخاص وسترى نعمان في منامك، وأذا قرأتها أكثر سترى أنيس وبدر وسيأتيك َ كعكي يحمل أخباراً سعيدة. "" هذه الرسالة أرسلت ألى شخص وأهملها فأنقطعت عنهم قناة سبيستون، وشخص آخر عمل بها فرُزقَ شريط ساندي بيل وجراندايزر وأرسلت ألى شخص فأستهزأ بها فأنقلب الى زعبور"")
#سامان_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حضارتنا وحضارتهم
-
أربيل ملتقى الحب والابداع
-
ثقافة الذكرى والماضي
-
ايام الحزن والمصائب في العراق
-
مثلث الموت
-
الاحتكار التقني والاتصالاتي
-
العتب بين الاحباب
-
سرقة أدبية
-
المرأة ..ثم المرأة .. وأخيراً المرأة
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|